عوني مطيع في رواية أعرفها!
نشأت الحلبي
جو 24 :
لماذا فعلتها يا عوني ؟! .. لطالما راودني هذا السؤال، وتمنيت أن أوجهه لعوني مطيع المتهم الأول بقضية الدخان المزور ..
أنا وعوني، تربينا قي ذات المدينة .. الرصيفة ..
لا تستغربوا، فرغم ذلك، فإنني لم أراه أو أقابله في حياتي، لكن مشترك "التعارف" بيننا هو والده، فصورة يوسف مطيع، ما زالت في مخيلتي ..
أذكر ذاك الرجل عندما كان يركن سيارته المرسيدس أمام منزلنا ويترجل منها بكل وقاره ويدخل غرفة الضيوف بعد أن يستقبله والدي، رحمه الله ..
سبب تلك الزيارات أن مطيع،،الأب، كان حينها المتعهد الذي اتفق معه والدي لبناء منزلنا بعد أن تحصل والدي على قرض من البنك بضمان راتبه " العسكري" ..
كان يوسف مطيع يملك أيضا معملا للطوب في الرصيفة، إضافة لكونه من متعهدي البناء القلائل في المدينة ..
كنا صغارا ولا نفهم كثيرا معنى أن هذا غني وهذا فقير، لكننا كنا، أنا وأولاد الحارة، نتحلق حول السيارة المرسيدس مذهولين وفاغري الفيه، كيف لا وكل حارتنا لم يكن فيها سوى سيارة واحدة تركن متباهية "وقورة" وهي ترتدي رداءها الذي يخفي عنا معالمها، فكأن صاحبها كان يغطيها ب ""الشادر" يوميا حماية من "العين"!
إنتهت علاقة والدي بيوسف مطيع بعد أن انتهى بناء المنزل، وبعد أن انتقل مطيع إلى عمان للسكن فيها حسب ما علمت لاحقا، وحسب ما تبقى له من صور في ذاكرتي "الطفولية" فإن الرجل كان مرتاحا "ماليا"، ولهذا، فإن السؤال الذي يلح علي دائما هو، كما فلت آنفا، لماذا فعلتها يا "عوني وانت ابن ذلك الرجل "المرتاح"؟!
تابعو الأردن 24 على 
