jo24_banner
jo24_banner

في تصريحات اللواء الحواتمة .. ومطبخ قناة المملكة

نشأت الحلبي
جو 24 :
إتصل بي ناشر الصحيفة مرة وأخبرني أننا سنزور قائد الجيش رئيس هيئة الأركان المشتركة، ولكوني رئيس التحرير، فمن المهم حضوري.

استغربت فكرة الزيارة، فتلك جلسة، وعلى أهميتها بمعية قائد الحيش، فإنك لن تخرج بشئ صحفي، لا معلومة ولا موقف، هذا على الأقل ما أفهمه عندما تجلس مع شخصية بمثل هكذا مكان حساس، هذا بالإضافة إلى معرفتي المسبقة أيضا بمدى صرامة العسكريين وحذرهم الشديد عند الحديث مع الصحافة، ونقلت هذا الشعور لناشر الصحيفة الذي أكد على ما أقول وأخبرني بأنها ليست أكثر من جلسة تعارف ودية.

لا أخفي أنني تحمست، فهذه المؤسسة هي الأعز على قلبي وتحمل في نفسي ذلك الود الكبير الموروث أساسا عن أبي العسكري رحمه الله، فما زلت أذكر يوما توجهت فيه برفقة الوالد إلى القيادة العامة في العبدلي لإنجاز إحدى المعاملات التي كانت تخصه رحمه الله، بعد التقاعد، وكم كانت الفرحة تعلو محياه وهي يلتقي بعض رفاق السلاح هناك ومنهم ضباطا رفيعي الرتبة.

بكل الأحوال، ذهبنا إلى جلسة التعارف تلك، ولم نتحدث طبعا بأي موضوع سياسي أو غيره، كانت فقط مجاملات، لكن قائد الجيش، الذي لن أذكر اسمه هنا احتراما مستمرا لتلك الجلسة، كان من الذكاء بمكان بأن قال لنا جملة واحدة لربما حتى لا يخرجنا خالي الوفاض وهو يعرف أننا صحفيون ونركض وراء المعلومة والتصريح، فرفع إصبعه كمن يتشاهد وقال جملة واحدة : "نحن ننفذ تعليمات القيادة السياسية فقط".

لم يعلق أي منا، فهذا هو القول الفصل، وترجمة حقيقية لدور هذه المؤسسة الأكبر والأحلى والأغلى.

ما ذكرني بهذه الحادثة وساقني للحديث عنها هي التصريحات التي أطلقها قائد الدرك اللواء حسين حواتمة عبر قناة المملكة وتحديدا في برنامج صوت المملكة، فكثيرون تناقلوا خصوصا الفقرة التي انتقد فيها حواتمة المتقاعدين العسكريين الذين يشاركون في الحراك وتحديدا بوقفات الدوار الرابع، وعلى خلفية عمل ووظيفة الرجل، فلا شك أن هذا موقفه الطبيعي، لكن، ومع أنني لم أحضر اللقاء كاملا، ولو سمعت عنه قبل أن يجري، فلربما توقعت، وبناء على الجلسة التي تحدثت عنها آنفا، أن تكون الإجابة المثالية "أن جهاز الدرك الأشم يقوم بعمله في حماية الحراكيين والاحتجاجات ومقدرات الوطن دون أن يكون ماثلا في المشهد".

جهاز الدرك، كما باقي المؤسسات، هو لكل الأردنيين، يحميهم من كل شر، وكذا الجندي الذي يقف على الحدود، فهو يحمي كل الشعب بشتى توجهاتهم وأفكارهم ومواقفهم لا يفرق بين أحد منهم، وسواء من هو على رأس عمله منهم، أو متقاعد، ومن أي جهة كانت أو رتبة.

في الناحية الإعلامية، لربما، وهذا رأي شخصي، لست مع ظهور أي مسؤول أمني على الشاشة الان، ولربما السبب يكمن في أن لا يفهم من هم خارج الأردن ومن يراقبونه، الرسالة بشكل خاطئ، فالاردن، وإن كان ما يزال في حال حراك شعبي عنوانه الأساس الوضع الاقتصادي الصعب، لكنه والحمدلله، لم يصل إلى مرحلة أمنية صعبة تستدعي رسائل أمنية إلى الناس، وهذا ما أخشى أن يفسره هؤلاء، وما كنت أتمنى أن يقرأه الزملاء في المطبخ الإعلامي بقناة المملكة بشكل أعمق.
 
تابعو الأردن 24 على google news