jo24_banner
jo24_banner

"إستئجار" رئيس التحرير إهانة للصحافة .. والحرية أساس لا يناقش

نشأت الحلبي
جو 24 :
كل الحق للزملاء الصحفيين التعبير عن رأيهم تجاه اية قضية كانت، ونقابة الصحفيين، كما أراها وكما هو مفترض، بيت الحريات لكل الأردن وليس فقط للصحفيين.

وعلى التقابة، نقيبا ومجلسا، أن يستمعوا للصحفيين وأن يناقشوا مطالبهم سواء اتفقوا معها أم اختلفوا، ومع ذلك، فأنا، وإن أسجل إحترامي للتعبير عن الرأي، فإنني أيضا أسجل إعتراضي وبشدة لعدم تفرغ رئيس التحرير لأية وسيلة إعلامية وخصوصا الإلكترونية منها، فالأصل هو تفرغ رئيس التحرير كونه ربان السفينة و"المخ" الذي يقود الوسيلة الإعلامية مهنيا وتوجها وسياسة، وأؤكد هنا أن عصر "استئجار رئيس تحرير"، قد ولى وانتهى فهو أسلوب لطالما أساء للصحافة الأردنية والصحفيين، وكان سببا في تجيير العمل الصحفي وتوجيهه إلى وجهة المصالح الشخصية بعيدا عن الدور الوطني المستقل المفترض للصحافة.

وهنا فإنني أتمنى على الزملاء تصحيح المسار وتصويبه نحو الهدف المنشود من الصحافة لتكون، كما كانت دائما وكما يريدها الشعب خصوصا في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها بلادنا، خطأ أماميا في الدفاع عن الوطن وقضاياه.

تاريخيا، وفي هذا الباب، قد نسرد الكثير من القصص التي كان فيها رئيس تحرير بعض الصحف الأسبوعية على وجه الخصوص، وقبل ولوج الإعلام إلى عالم الإنترنت، لا يعرف سوى المنزل أو المكان الذي يعمل به أساسا بعيدا عن الصحيفة التي يرأس تحريرها، والمحكمة، فدوره كان يقتصر فقط على حمل القضايا وربما أيضا الحبس لا أكثر، وهذه كانت نتيجة طبيعية كونه لا يعلم ماذا ينشر ولا يقرر أساسا بشأنه.

في المختصر المفيد، فإنني أقول للزملاء الكرام أن منطق العمل الصحفي يقتضي وجود رئيس تحرير متفرغ حفاظا على هيبة الصحافة ودورها، فإذا ما كانت الأسرة بغير عمودها الأساس وهو "رب الأسرة"، فبالتأكيد أن هناك خلل سيخلخل بناء الأسرة ولا شك، ومن باب آخر، فإننا لا يجب أن نفتح مجالا لتجار السياسة والمصالح الشخصية أن يتخذوا من الصحافة ومنا جسرا للوصول إلى مآربهم عبر الإبتزاز في ظل غيابنا، وبالتالي نكون نحن كما ممسحة الزفر، هذا غير هز صورتنا وضرب مصداقيتنا عند الناس.
 
تابعو الأردن 24 على google news