jo24_banner
jo24_banner

كتاب عن العداء اليهودي للمسيحية

ابراهيم العجلوني
جو 24 : لا ريب ان كتاب الزميل أسعد العزوني: «العداء اليهودي للمسيح والمسيحيين» مشتمل على حقائق دينية وتاريخية يصعب فهم وقائع السياسة المعاصرة دون أخذها بعين الاعتبار، وهو – شأنه في ذلك شأن كتاب الأستاذ حسني عايش عن «اسرائيل الأميريكية وأميركا الاسرائيلية» كتاب يظهرنا على قصور معظم ما نقرأ من تحليلا سياسية في صحفنا، وعلى سطحية كثير مما نسمع ونرى في فضائياتنا من ألوان الثرثرة حول واقع الأمة ومصيرها، إذ الملاحظ ان ذلك كله يقوم بمنأى من هذه الحقائق وبمفازة من الوعي الواجب بها، وباجترار فاضح لمفاهيم المنحكمين في سياسات العالم المعاصر، وبمضاهاة مخزية لآليات تفكيرهم..

إن الفصول عظيمة الفائدة التي كتبها الأستاذ العزوني عن عداء اليهود لسيدنا المسيح وللمسيحية، وعن دورهم في الحرب العالمية الثانية وما قبلها، وعن التلمود والصهيونية والماسونية وبروتوكولات حكماء صهيون، كل ذلك وغيره مما ضمه الكتاب جدير بان يكون فصولا دراسية في ثانوياتنا وجامعاتنا، وان يفهمه المشتغلون منا بالكتابة السياسية. ولو كنت مسؤولا في وزارة التربية لجعلته كتابا مقررا، يبسط مباحثه المعلمون لأبنائنا الذين سيكون عليهم مواجهة الكيد الصهيوني كما نواجهه اليوم..

ولعل ما يستوقف القارىء في هذا الكتاب ما جاء فيه عن «بروتوكولات حكماء صهيون» هذه البروتوكولات التي حاول الصهاينة جاهدين اخفاء أمرها على العالمين، فإذ لم يستطيعوا ذلك سخروا الأقلام لترويج فكرة انها منسوبة اليهم ظلما وانهم براء منها، وهي فكرة وقع في شباكها صاحب الموسوعة اليهودية» الراحل عبدالوهاب المسيري الذي جاءت موسوعته أشبه شيء بتبرير سيكولوجي لاعمال الصهاينة، والذي افرد كتابا للتدليل فيما زعم على انها (أي البروتوكولات) موضوعة وكل ذلك مما يدفعه – ضمنا - بالدليل وصواب التحليل الاستاذ العزوني..

اما الاستقصاء المعرفي عن «الماسونية» وما ادراك ما الماسونية فقد استوفى الكاتب فيه، على وجازته ما يصل بالقارىء الى ادراك خطورة هذه «القوة الخفية» التي تعد من اقوى اذرعة الصهيونية في الازمنة الحديثة.

ولقد اعجبني من الكاتب وهو يعرّف نفسه حسن الاستباق الى توكيد انه عربي سامي، من آباء ساميين، وقد انجب ثلاثة اولاد ساميين، فهي اشارة دالة منه الى ما سيرمي به، وهو والمستبصرين من الكتاب، من «اللاسامية» هذه التي يرهب الصهاينة بها احرار الفكر في عالمنا المعاصر.

كما ان مما اعتبره ذا فائدة عظيمة ذلك الفصل الختامي عن «التوراتيين» الذين هم امتداد «نوعي» للماسونية، وعن وقوفهم وراء الثورات والانقلابات في اوروبا، وعن معاني رموز شعارهم، حيث يرمز «الهرم» - مثلا - الى «المؤامرة الهادفة الى تحطيم الكنيسة الكاثوليكية بصفة كونها ممثلة للعام المسيحي، واقامة حكم ديكتاتوري تتولاه حكومة عالمية على نمط الامم المتحدة» وترمز «العين» التي في اعلى الهرم الى التجسس والتدسس في جميع الجهات، ونحن اليوم في مثل عين اليقين من الحضور الدموي لهذه المعاني ولغيرها مما كان تناوله المؤلف لدى حديثه عن بروتوكولات حكماء صهيون..

ولقد يقول قائل ان هذا كله انما يمثل اثرا من آثار تغلغل «روح المؤامرة» في وعينا السياسي المعاصر، وهذا القول في اعتقادي جزء من «مؤامرة» على هذا الوعي تريده ان يرى المؤشرات الواقعية والدلائل المنطقية ثم لا يمضي بها الى نتائجها او تريده ان يعمى عنها وان يظل ذاهلا حائرا..

وأعود فاقول ان كتابي الاستاذ حسني عايش والاستاذ اسعد العزوني عن «اسرائيل الاميركية وامريكا الاسرائيلية» وعن «العداء اليهودي للمسيح والمسيحيين» على الترتيب هما اجدر الاصدارات بالدراسة العميقة، لما يكشفانه من حقائق مفسرة لما يعانيه عالمنا العربي الاسلامي وسائر الامم من كيد الصهيونية الكبار، ومما تستهدفنا به، بلا توانٍ ولا فتور، آناء الليل وأطراف النهار..
الرأي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير