عن علم البيان وعن قصور الأذهان
ابراهيم العجلوني
جو 24 : قلة من الباحثين اليوم هي التي تولي علم البيان الاهتمام الجدير به. واغلب المشتغلين بالنقد الادبي منصرفون عنه الى ما يتناهى اليهم من الغرب من ترجمات, وما يظنون انهم ظاهرون عليه من مفهومات. حتى تباعد ما بينهم وبين ما به قوام الذائقة العربية ودرك المعارف الاسلامية, وبقاء الشخصية الثقافية للامة. وحتى صار قصارى الامر من بعضهم أن يتلقوا بأفواههم مقولات لا يعلمون منشأها نشداناً منهم لأن يقال انهم اهل حداثة او انهم لما يتناثر من فضلات عقول الاخرين فاهمون, في ادلة منهم متظاهرة على عواقب المضاهأة وعقابيل التقليد كيف تمسخ الانسان قرداً وكيف تؤول به الى أن يكون صدى وترجيعاً, وساء ذلك مآلاً, وساء لمن تلدد فيه سبيلا..
نستذكر الساعة دروس استاذنا الشاعر الناقد الدكتور عبدالعزيز عتيق في علوم البلاغة الثلاثة: البيان, والبديع, والمعاني. ونستذكر توكيده ان هذه العلوم هي اشرف المعارف في أمة القرآن والعربية.
كما نستذكر ما قاله الامام الرازي عن علم البيان في مقدمة حديثه عن عبدالقاهر الجرجاني صاحب «دلائل الاعجاز» و»اسرار البلاغة» حيث قال: «إن أحق الفضائل بالتقديم واسبقها الى استيجاب التعظيم هو العلم الذي لا شرف الا وهو السبيل اليه, ولا خير الا وهو الدليل عليه, ولا منقبة الا وهو ذورتها وسنامها, ولا مفخرة الا وبه صحتها وتمامها, ولا حسنة الا وهو مفتاحها, ولا محمدة الا ومنه يتقد مصباحها, لا سيما العلم الذي هو ارسخ العلوم اصلاً, وابسقها فرعاً وفصلاً, واكرمها نتاجاً وانورها سراجاً, وهو «علم البيان» الذي لولاه لم نر لساناً يحرك الوشي, ويصوغ الحلى, ويلفظ الدر, وينفث السحر, والذي لولا تحفيه بالعلوم وعنايته بها, وتصويره اياها, لبقيت كامنة مستورة, ولعجز العقل ان يظهر لها صورة, ولاستمر السرّار بأهلّتها واستولى الخفاء على جملتها..».
وواضح هنا الامام الرازي يقدم علم البيان بصفة كونه علم التعبير وعلم التفكير في آن, وانه شرط موضوعي للترجمة (الوافية الجميلة) عن الذات, ولتمام توسم المعاني, ولاستشراف آفاق المعارف واستخراج كنوزها..
ذلكم هو ما تتجافى العقول الضعيفة عن فهمه, ايثاراً لدعة التقليد, ولغير ذلك من اسباب متظاهرة تتعلق بتخلفنا متطور الالات والادوات والتقنيات, وبما نخدع به أنفسنا, أفراداً وجماعات, من تعلات فارغات.الرأي
نستذكر الساعة دروس استاذنا الشاعر الناقد الدكتور عبدالعزيز عتيق في علوم البلاغة الثلاثة: البيان, والبديع, والمعاني. ونستذكر توكيده ان هذه العلوم هي اشرف المعارف في أمة القرآن والعربية.
كما نستذكر ما قاله الامام الرازي عن علم البيان في مقدمة حديثه عن عبدالقاهر الجرجاني صاحب «دلائل الاعجاز» و»اسرار البلاغة» حيث قال: «إن أحق الفضائل بالتقديم واسبقها الى استيجاب التعظيم هو العلم الذي لا شرف الا وهو السبيل اليه, ولا خير الا وهو الدليل عليه, ولا منقبة الا وهو ذورتها وسنامها, ولا مفخرة الا وبه صحتها وتمامها, ولا حسنة الا وهو مفتاحها, ولا محمدة الا ومنه يتقد مصباحها, لا سيما العلم الذي هو ارسخ العلوم اصلاً, وابسقها فرعاً وفصلاً, واكرمها نتاجاً وانورها سراجاً, وهو «علم البيان» الذي لولاه لم نر لساناً يحرك الوشي, ويصوغ الحلى, ويلفظ الدر, وينفث السحر, والذي لولا تحفيه بالعلوم وعنايته بها, وتصويره اياها, لبقيت كامنة مستورة, ولعجز العقل ان يظهر لها صورة, ولاستمر السرّار بأهلّتها واستولى الخفاء على جملتها..».
وواضح هنا الامام الرازي يقدم علم البيان بصفة كونه علم التعبير وعلم التفكير في آن, وانه شرط موضوعي للترجمة (الوافية الجميلة) عن الذات, ولتمام توسم المعاني, ولاستشراف آفاق المعارف واستخراج كنوزها..
ذلكم هو ما تتجافى العقول الضعيفة عن فهمه, ايثاراً لدعة التقليد, ولغير ذلك من اسباب متظاهرة تتعلق بتخلفنا متطور الالات والادوات والتقنيات, وبما نخدع به أنفسنا, أفراداً وجماعات, من تعلات فارغات.الرأي