ثوار، ايديولوجيون، مذابح
ابراهيم العجلوني
جو 24 : خاطبت الثورة السوفياتية بلسان «لينين» اتراك القرم، وسكان سيبيرية، واتراك القوقاز والشيشان وكانوا يبلغون عشية الحرب العالمية الاولى ثلاثين مليوناً قائلة: «يا مَنْ هُدمت مساجدهم ومعابدهم وأُهينت كرامة دينهم وعاداتهم من قبل القياصرة الروس الظالمين الطاغين، نحن نخاطبكم انتم، ان دينكم وعاداتكم وكيانكم القومي ومؤسساتكم الثقافية كلها مصونة منذ اليوم الاول من كل اعتداء.. واعلموا ان الثورة السوفياتية ستحمي حقوقكم وحق الشعوب التي تعيش في روسية، وستدافع عنه، فهيا ساعدوا حكومة السوفيات، فانها لا تمانع في منح الاستقلال للأمم التي لا تريد العيش مع روسية.
ثم ما لبث ان صدر بيان الحزب الشيوعي في مؤتمره الثاني عشر المنعقد عام 1923 فاذا هو يعلن بصراحة «انه وبالنظر الى الثلاثين من الملايين الذين يقطنون الاتحاد السوفياتي من المسلمين، فاننا نجدهم قد حافظوا الى هذا الوقت على التقاليد والعادات التي كانوا عليها.. ولا بد ان تُتخذ الوسائل لابطال هذا المفعول».
ثم ما لبث الرفاق الشيوعيون ان اغلقوا، وفي اقل من عامين، اكثر من عشرين الف مسجد في تركستان والفولغا والقوقاز، اما القرم فلم يبقَ فيه مسجد واحد، ثم بدأت حملتهم الاعلامية على الاسلام ساخرين به وبتعاليمه وواصفين اتباعه بالخنازير.
ثم انتقل الرفاق السوفيات الى مرحلة متقدمة في حتمية «الابادة» التاريخية للمسلمين، ففاضت جراء ذلك ارواح الآلاف، «وكان الضحايا يُجعلون هدفاً لرصاص الجنود في التمرين العسكري، كما كان يُمشّط جسم الضحية بأمشاط حديدية.. وقد يُصب البترول على الضحية عند احراقه».. (انظر: النهضة الاسلامية في سير اعلامها المعاصرين، الجزء السادس، للدكتور محمد رجب البيومي).
ويذكرنا استهداف الضحايا من مسلمي القرم والشيشان والقوقاز برصاص الجنود السوفيات، بما كان من عساكر الثورة الفرنسية، بقيادة نابليون بونابرت، حين صفوا ثلاثة آلاف من مسلمي فلسطين على شاطئ يافا، وافنوهم عن بكرة ابيهم، وتقول رواية الحدث الذي يشكل انتصاراً لثورة الحرية والعدالة والمساواة الفرنسية، ان الجنود حين كلّت ايديهم من قتل اليافاويين، نصبوا المدافع في مواجهة اولئك الذين اعطاهم نابليون الأمان، فتولت هي اتمام المهمة «المقدسة»(1) للثورة الفرنسية، ذائعة الصيت.
هذان انموذجان من اخلاق الثوار، اصحاب المبادئ(!) والايديولوجيات، وقد سبقتهم انموذجات عرفنا نحن العرب والمسلمين ابان حروب الفرنجة التي يسمونها في الغرب حروباً صليبية، توسلاً الى تسخير الدين في خدمة المطامع السياسية والحروب الاستعمارية.
وفي الحق ان اكثر الجرائم بشاعة في تاريخ الانسانية، انما ارتكبت تحت رايات المبادئ والايديولوجيات، يطول بناء الاستشهاد على ذلك، وان الحرية والعدل والمساواة والاخاء هي لافتات مرشحة دائماً لأن يختبئ وراءها كثير من مجرمي التاريخ وسفاحيه، وان العبرة، اخيراً، بما يصنع «الثائر» لا بما يقول، وبما تقترف يداه، لا بما تذرف عيناه..
(الراي)
ثم ما لبث ان صدر بيان الحزب الشيوعي في مؤتمره الثاني عشر المنعقد عام 1923 فاذا هو يعلن بصراحة «انه وبالنظر الى الثلاثين من الملايين الذين يقطنون الاتحاد السوفياتي من المسلمين، فاننا نجدهم قد حافظوا الى هذا الوقت على التقاليد والعادات التي كانوا عليها.. ولا بد ان تُتخذ الوسائل لابطال هذا المفعول».
ثم ما لبث الرفاق الشيوعيون ان اغلقوا، وفي اقل من عامين، اكثر من عشرين الف مسجد في تركستان والفولغا والقوقاز، اما القرم فلم يبقَ فيه مسجد واحد، ثم بدأت حملتهم الاعلامية على الاسلام ساخرين به وبتعاليمه وواصفين اتباعه بالخنازير.
ثم انتقل الرفاق السوفيات الى مرحلة متقدمة في حتمية «الابادة» التاريخية للمسلمين، ففاضت جراء ذلك ارواح الآلاف، «وكان الضحايا يُجعلون هدفاً لرصاص الجنود في التمرين العسكري، كما كان يُمشّط جسم الضحية بأمشاط حديدية.. وقد يُصب البترول على الضحية عند احراقه».. (انظر: النهضة الاسلامية في سير اعلامها المعاصرين، الجزء السادس، للدكتور محمد رجب البيومي).
ويذكرنا استهداف الضحايا من مسلمي القرم والشيشان والقوقاز برصاص الجنود السوفيات، بما كان من عساكر الثورة الفرنسية، بقيادة نابليون بونابرت، حين صفوا ثلاثة آلاف من مسلمي فلسطين على شاطئ يافا، وافنوهم عن بكرة ابيهم، وتقول رواية الحدث الذي يشكل انتصاراً لثورة الحرية والعدالة والمساواة الفرنسية، ان الجنود حين كلّت ايديهم من قتل اليافاويين، نصبوا المدافع في مواجهة اولئك الذين اعطاهم نابليون الأمان، فتولت هي اتمام المهمة «المقدسة»(1) للثورة الفرنسية، ذائعة الصيت.
هذان انموذجان من اخلاق الثوار، اصحاب المبادئ(!) والايديولوجيات، وقد سبقتهم انموذجات عرفنا نحن العرب والمسلمين ابان حروب الفرنجة التي يسمونها في الغرب حروباً صليبية، توسلاً الى تسخير الدين في خدمة المطامع السياسية والحروب الاستعمارية.
وفي الحق ان اكثر الجرائم بشاعة في تاريخ الانسانية، انما ارتكبت تحت رايات المبادئ والايديولوجيات، يطول بناء الاستشهاد على ذلك، وان الحرية والعدل والمساواة والاخاء هي لافتات مرشحة دائماً لأن يختبئ وراءها كثير من مجرمي التاريخ وسفاحيه، وان العبرة، اخيراً، بما يصنع «الثائر» لا بما يقول، وبما تقترف يداه، لا بما تذرف عيناه..
(الراي)