نحو جامعة فضائية مفتوحة
ابراهيم العجلوني
جو 24 : لما رفعت المصاحف على الرماح في «صفين» قال الامام علي كرم الله وجهه : «يا قوم انها خدعة منهم، وانهم ليس فيهم من يعمل بهذه المصاحف» ومن ير الى كثير من الفضائيات العربية رسمية وخاصة يخلص، بعد تدبر، الى انها انما ترفع المصاحف على النهج نفسه أي على نهج مَنْ لا يعملُ بها، ومن يخدع الآخرين بدعواه، او على نهج المنافقين الذين يتخذون ايمانهم جُنّة. ولو كان الأمر على غير ذلك لبدا منه اثر واضح في الناس، ولهذّب من اخلاقهم واذكى عقولهم، ووسع مداركهم، وخرج بهم جملة من الجهالة التي يتخبطون فيها، ولكانوا على شيء من سماحة الاسلام ورحمة الاسلام وعقل الاسلام وخُلُق الاسلام، وعزة الاسلام، واذ لم يكن ذلك، ولم يبدُ من هذه المنابر الفضائية ومن غيرها الأثر المفترض والنتيجة المرتجاة، فقد تبين انها لا تخرج في مجمل احوالها عن معنى «الخدعة» الآثمة او اليمين الكاذبة التي يتخذها المنافق جُنّة يتخفّى بمآربه وراءها..
من اجل ذلك، وبسبب وثيق منه، صار لزاماً على من تتعاظمهم هذه المفارقة المؤلمة ان يسعوا سعيهم لاقامة فضائيات جادة، يتولى امرها اساتذة اجلاء موثوقون، لتقديم الاسلام على حقيقته، ولنشر تعاليمه وبث انواره، بعيداً عن مآرب السياسة وذرائعيتها وتشنجات الطائفية الضيقة، ونزعات الدروشة الذاهلة، فضائيات اقرب الى ان تكون جامعات مفتوحة يتخرج الناس فيها وقد عرفوا حقائق دينهم الحنيف، وتبينوا مقتضى الايمان في العقل والوجدان، ثم في الشهود والعيان، وفي علاقة الانسان بأخيه الانسان، وفي كل ما يتجلى به هذا الدين الذي جاء رحمة للعالمين..
وليس يخفى ان من مهمات هذه الفضائيات / الجامعات التي نرجو قيامها ان تُعنى بنقد الفكر والواقع، لكثرة ما تراكم فيهما باسم الاسلام من ضلالات واساطير وخزعبلات، وهذا الجانب «النقدي» من عملها يتطلب كفايات معرفية واخلاقية ومهارات جدلية حوارية لن نعدمها في حياتنا الادبية وجامعاتنا العربية على الرغم من كثير من النكوص والفساد اللذيْن تعرفون..
ان اكثر ما يُؤتى الاسلام من قِبله اليوم هو الذرائعية السياسية، والمكر الاستعماري الاستشراقي، وضيق العطن الطائفي، وتخلف الوعي وغلبة الجهالة وكل اولئك مدفوع بمثل هذا المقترح اذا وجد سبيله الى التحقق.. فهل من مجيب؟!
(الرأي)
من اجل ذلك، وبسبب وثيق منه، صار لزاماً على من تتعاظمهم هذه المفارقة المؤلمة ان يسعوا سعيهم لاقامة فضائيات جادة، يتولى امرها اساتذة اجلاء موثوقون، لتقديم الاسلام على حقيقته، ولنشر تعاليمه وبث انواره، بعيداً عن مآرب السياسة وذرائعيتها وتشنجات الطائفية الضيقة، ونزعات الدروشة الذاهلة، فضائيات اقرب الى ان تكون جامعات مفتوحة يتخرج الناس فيها وقد عرفوا حقائق دينهم الحنيف، وتبينوا مقتضى الايمان في العقل والوجدان، ثم في الشهود والعيان، وفي علاقة الانسان بأخيه الانسان، وفي كل ما يتجلى به هذا الدين الذي جاء رحمة للعالمين..
وليس يخفى ان من مهمات هذه الفضائيات / الجامعات التي نرجو قيامها ان تُعنى بنقد الفكر والواقع، لكثرة ما تراكم فيهما باسم الاسلام من ضلالات واساطير وخزعبلات، وهذا الجانب «النقدي» من عملها يتطلب كفايات معرفية واخلاقية ومهارات جدلية حوارية لن نعدمها في حياتنا الادبية وجامعاتنا العربية على الرغم من كثير من النكوص والفساد اللذيْن تعرفون..
ان اكثر ما يُؤتى الاسلام من قِبله اليوم هو الذرائعية السياسية، والمكر الاستعماري الاستشراقي، وضيق العطن الطائفي، وتخلف الوعي وغلبة الجهالة وكل اولئك مدفوع بمثل هذا المقترح اذا وجد سبيله الى التحقق.. فهل من مجيب؟!
(الرأي)