تجاذبات لا نعدم نفعها
ابراهيم العجلوني
جو 24 : سيكون للأنظمة العلمانية في العالم العربي خطابها الديني كما سيكون للجماعات الاسلامية فيه مقتربها – المدني – حتى لا نقول العلماني – من الواقع الاجتماعي والسياسي وستتمخض التجارب عن محاولات جادة، وذات طابع شمولي، من كلا الفريقين لتوكيد ان كلاً منهما اقرب الى روح الاسلام من الآخر.
وما بقي الأمر في اطار التغلبات السياسية، فان اياً من الحكومات او الانظمة العلمانية والجماعات الاسلامية لن يكون بمنأى من سحب فهمه الخاص على الكتاب والسُنّة. وهو فهم لا نأمن ان يتجافى، في كلا الجانبين على جوهر الاسلام وحقيقته.
ولما كان العلماء في الاسلام، ولا نقول «رجال الدين» لأن كل عربي ومسلم هو رجل دين بمعنى او بآخر، لمّا كان هؤلاء العلماء الموضوعيون هم المرجع الذي نُهرع اليه لتبين احكام الاسلام حتى لا تظل مما يتنازع فيه المتصارعون، وذلك لما يتمتعون به من كفايات، لا لأسباب دون ذلك او وراءه، فان على المسلمين في شتى اقطارهم ان يشكلوا «هيئة اسلامية علمية خالصة» تبسط حقائق الاسلام وتُظهر الناس على رؤيته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية والعلمية، لما سيتأدى اليه ذلك من وقف التعامل الذرائعي مع الدين من قبل الحكومات العلمانية، ومن وقف سوء الفهم او غلبة اسباب الانغلاق على بعض الجماعات الاسلامية، ولما سيكون منه – قبل ذلك وبعده – من تنوير للأذهان بمقاصد القرآن، وذلك ما تشتد الحاجة اليه اسلامياً وعالمياً على حد سواء..
ان الاسلام فيما نعتقد هو قضية العالم كله، لا قضية العرب والمسلمين وحدهم، وهو مرشح كما يقول مراد هوفمان الى ان يكون بديلاً حضارياً للنظام العالمي الجديد برمته. ولن يستطيع تقديم ذلك الى شعوب الارض ومفكريها وحكمائها الا «هيئة اسلامية علمية» من مثل ما ندعو اليه، وهي هيئة ان تداعى اليها علماء الشريعة من العرب والفرس والهنود والاتراك والاوروبيين والافارقة وغيرهم، وقامت بالنظر الشمولي في الواقع الانساني، وجهدت جهدها الميمون في تعريف البشرية كلها بدين الاسلام، وفي ابداء القول الفصل القائم بحيثياته ومرجحاته، في ما يتنازع فيه المتنازعون حكومات وجماعات، او فيما يتأولونه من نصوصه، فان من المقطوع به ان يدخل الاسلام في طور جديد من حضوره التاريخي، وان نرى الى فتح روحي واخلاقي ومعرفي، يدخل الناس على اختلاف الوانهم والسنتهم، به في دين الله افواجاً، وينتبهون الى معنى البديل الحضاري الذي جعله مراد هوفمان الالماني الموضوع الرئيس لكتابه الذي صدر منذ سنوات «الاسلام كبديل»..
على اننا سنظل نشهد تجاذبات «علمانية جماعاتية» في التأويل والتعليل والتحليل.. ولن نعدم النفع من ذلك في كل حال..
(الرأي)
وما بقي الأمر في اطار التغلبات السياسية، فان اياً من الحكومات او الانظمة العلمانية والجماعات الاسلامية لن يكون بمنأى من سحب فهمه الخاص على الكتاب والسُنّة. وهو فهم لا نأمن ان يتجافى، في كلا الجانبين على جوهر الاسلام وحقيقته.
ولما كان العلماء في الاسلام، ولا نقول «رجال الدين» لأن كل عربي ومسلم هو رجل دين بمعنى او بآخر، لمّا كان هؤلاء العلماء الموضوعيون هم المرجع الذي نُهرع اليه لتبين احكام الاسلام حتى لا تظل مما يتنازع فيه المتصارعون، وذلك لما يتمتعون به من كفايات، لا لأسباب دون ذلك او وراءه، فان على المسلمين في شتى اقطارهم ان يشكلوا «هيئة اسلامية علمية خالصة» تبسط حقائق الاسلام وتُظهر الناس على رؤيته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية والعلمية، لما سيتأدى اليه ذلك من وقف التعامل الذرائعي مع الدين من قبل الحكومات العلمانية، ومن وقف سوء الفهم او غلبة اسباب الانغلاق على بعض الجماعات الاسلامية، ولما سيكون منه – قبل ذلك وبعده – من تنوير للأذهان بمقاصد القرآن، وذلك ما تشتد الحاجة اليه اسلامياً وعالمياً على حد سواء..
ان الاسلام فيما نعتقد هو قضية العالم كله، لا قضية العرب والمسلمين وحدهم، وهو مرشح كما يقول مراد هوفمان الى ان يكون بديلاً حضارياً للنظام العالمي الجديد برمته. ولن يستطيع تقديم ذلك الى شعوب الارض ومفكريها وحكمائها الا «هيئة اسلامية علمية» من مثل ما ندعو اليه، وهي هيئة ان تداعى اليها علماء الشريعة من العرب والفرس والهنود والاتراك والاوروبيين والافارقة وغيرهم، وقامت بالنظر الشمولي في الواقع الانساني، وجهدت جهدها الميمون في تعريف البشرية كلها بدين الاسلام، وفي ابداء القول الفصل القائم بحيثياته ومرجحاته، في ما يتنازع فيه المتنازعون حكومات وجماعات، او فيما يتأولونه من نصوصه، فان من المقطوع به ان يدخل الاسلام في طور جديد من حضوره التاريخي، وان نرى الى فتح روحي واخلاقي ومعرفي، يدخل الناس على اختلاف الوانهم والسنتهم، به في دين الله افواجاً، وينتبهون الى معنى البديل الحضاري الذي جعله مراد هوفمان الالماني الموضوع الرئيس لكتابه الذي صدر منذ سنوات «الاسلام كبديل»..
على اننا سنظل نشهد تجاذبات «علمانية جماعاتية» في التأويل والتعليل والتحليل.. ولن نعدم النفع من ذلك في كل حال..
(الرأي)