مغادرة الصوت الواحد ولا شيء غير ذلك
جميل النمري
جو 24 : كما يضيء البدر ليل السماء، أضاء جلالة الملك قلوبنا بالأمل وهو يطلب من الحكومة التقدم، على جناح السرعة، بتعديلات على قانون الانتخاب.
إن عددا قد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة من الأشخاص في مراكز القرار في الدولة، وقد أخذتهم العزة بإثم السلطة التي يحوزون عليها فوق الأغلبية النيابية والعينية، أداروا الظهر لقضية الإصلاح وللشعب الأردني ولكل القوى السياسية والاجتماعية! والحق أننا صدمنا بهذا التنكر الفاضح للإصلاح في الدقيقة الأخيرة، والردّة التي تأخذ البلاد إلى مهاوي الغضب والإحباط والانقسام. ولم نفهم كيف لهم أن يقودوا البلد بعد حل مجلسين متتاليين، إلى انتخابات بلا مصداقية تعيدنا إلى نقطة الصفر؟!
قوى الصوت الواحد ستحاول قصر التغييرات على عدد مقاعد القائمة المغلقة، وهذا يشبه إعطاءنا المزيد من قشر البيض. وكان مسؤول "غير حكومي" سألني: ماذا يرضي المعارضين أكثر؛ زيادة صوت في الدائرة، أم زيادة عدد مقاعد القائمة الوطنية؟ فقلت: طبعا صوت آخر في الدائرة، لأنه يغيّر كل شروط اللعبة في الانتخابات، حيث ترك الصوت الواحد أثره العميق على الواقع الاجتماعي-السياسي. وزيادة مقاعد القائمة الوطنية فقط هي مثل زيادة الماء على طبخة حصى، بينما نحن نريد إضافة البطاطا وهي الصوت الثاني في الدوائر. فلا تخذلوا مجددا جلالة الملك بإبقاء القديم، وهو الذي اضطر بوصفه المرجع والملاذ الأخير إلى الإعلان عن عدم رضاه عما تقرر، ومطالبتكم بتصحيح القانون ليتماشى مع الحد الأدنى لمطالب التغيير، ونحن نعيدها على أسماعكم حرفيا وبوضوح: 1 - صوتان للناخب في الدائرة إضافة إلى صوت القائمة؛ 2 - توسيع الدوائر.
ما يرسم عليه أعداء الإصلاح هو البقاء على القديم لعموم الشعب الأردني، وترضية القوى السياسية بالقائمة في حظيرة معزولة. بل أكثر من ذلك، أكاد أقول إن صيغة "القوائم المغلقة" تنطوي على سوء نية، وقد ناشدنا مرار بتحويلها إلى قوائم مفتوحة أو بتحويلها إلى نظام العضوية المختلطة، بما يعني مشاركة مرشحي الدوائر المحلية فيها لتحقيق التشارك والتحالف والتحشيد لها في الدوائر من جميع المرشحين. لكن كان هناك إصرار غامض على الرفض، وإصرار على أن تكون "المغلقة"، والهدف على ما أرى هو تفشيل الصيغة وتقليل أثرها على المجتمع حتى لو كان الثمن فوز أغلبية إخوانية بها؛ إذ إن الطرف الوحيد الذي يستطيع تقديم قوائم مغلقة ذات مغزى هم الإخوان، بينما سيفشل جميع الآخرين في ذلك.
الخلاصة أن تعديلا يقتصر على زيادة مقاعد القائمة هو كذبة جديدة بشأن التغيير، ويجب أن تقدم الحكومة على العمل النزيه الوحيد الذي يحقق التوافق ويوسع ويحسن التمثيل، وهو تجاوز الصوت الواحد."الغد"
إن عددا قد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة من الأشخاص في مراكز القرار في الدولة، وقد أخذتهم العزة بإثم السلطة التي يحوزون عليها فوق الأغلبية النيابية والعينية، أداروا الظهر لقضية الإصلاح وللشعب الأردني ولكل القوى السياسية والاجتماعية! والحق أننا صدمنا بهذا التنكر الفاضح للإصلاح في الدقيقة الأخيرة، والردّة التي تأخذ البلاد إلى مهاوي الغضب والإحباط والانقسام. ولم نفهم كيف لهم أن يقودوا البلد بعد حل مجلسين متتاليين، إلى انتخابات بلا مصداقية تعيدنا إلى نقطة الصفر؟!
قوى الصوت الواحد ستحاول قصر التغييرات على عدد مقاعد القائمة المغلقة، وهذا يشبه إعطاءنا المزيد من قشر البيض. وكان مسؤول "غير حكومي" سألني: ماذا يرضي المعارضين أكثر؛ زيادة صوت في الدائرة، أم زيادة عدد مقاعد القائمة الوطنية؟ فقلت: طبعا صوت آخر في الدائرة، لأنه يغيّر كل شروط اللعبة في الانتخابات، حيث ترك الصوت الواحد أثره العميق على الواقع الاجتماعي-السياسي. وزيادة مقاعد القائمة الوطنية فقط هي مثل زيادة الماء على طبخة حصى، بينما نحن نريد إضافة البطاطا وهي الصوت الثاني في الدوائر. فلا تخذلوا مجددا جلالة الملك بإبقاء القديم، وهو الذي اضطر بوصفه المرجع والملاذ الأخير إلى الإعلان عن عدم رضاه عما تقرر، ومطالبتكم بتصحيح القانون ليتماشى مع الحد الأدنى لمطالب التغيير، ونحن نعيدها على أسماعكم حرفيا وبوضوح: 1 - صوتان للناخب في الدائرة إضافة إلى صوت القائمة؛ 2 - توسيع الدوائر.
ما يرسم عليه أعداء الإصلاح هو البقاء على القديم لعموم الشعب الأردني، وترضية القوى السياسية بالقائمة في حظيرة معزولة. بل أكثر من ذلك، أكاد أقول إن صيغة "القوائم المغلقة" تنطوي على سوء نية، وقد ناشدنا مرار بتحويلها إلى قوائم مفتوحة أو بتحويلها إلى نظام العضوية المختلطة، بما يعني مشاركة مرشحي الدوائر المحلية فيها لتحقيق التشارك والتحالف والتحشيد لها في الدوائر من جميع المرشحين. لكن كان هناك إصرار غامض على الرفض، وإصرار على أن تكون "المغلقة"، والهدف على ما أرى هو تفشيل الصيغة وتقليل أثرها على المجتمع حتى لو كان الثمن فوز أغلبية إخوانية بها؛ إذ إن الطرف الوحيد الذي يستطيع تقديم قوائم مغلقة ذات مغزى هم الإخوان، بينما سيفشل جميع الآخرين في ذلك.
الخلاصة أن تعديلا يقتصر على زيادة مقاعد القائمة هو كذبة جديدة بشأن التغيير، ويجب أن تقدم الحكومة على العمل النزيه الوحيد الذي يحقق التوافق ويوسع ويحسن التمثيل، وهو تجاوز الصوت الواحد."الغد"