الأردن جزيرة في المحيط!
عمر ابو رصاع
جو 24 : تقزيم دور الاردن السياسي في المنطقة والعالم ليس مجرد نتيجة لفشل النظام السياسي الأرني وانخفاض نتائج ادائه على كل المستويات بل يتجاوز ذلك ليبدو خياراً استراتيجياً للنظام السياسي الأردني، إذ من الواضح في ظل طريقة التعامل الاردنية الرسمية مع الازمة السورية أن هناك اصرار عجيب غريب لنظامنا على أن يدفن رأسه في الرمال، بل وأن يأتي بأفعال مخزية بكل ما تحمل الكلمة من معاني كأن يرد لاجئين فروا إليه مثلاً، في بادرة تاريخية لم يشهد تاريخ الأردن الدولة كله مثيلاً له على الاطلاق.
وكما تحول ملف القادمين العراقيين من قبل إلى موضوع للرشوة واثراء بعض الفاسدين على حساب الأردن الدولة واقتصاده، تتواصل المهزلة في ظل انعدام وجود أي رؤية على الاطلاق ومع ينطبق في هذا السياق على اصغر ملف داخلي ينطبق كذلك على كل الملفات الخارجية، نحن أمام نظام يبدو لا مبال على الاطلاق إلا بما يمكنه من الاحتفاظ بالسلطة فقط.
امام هذه الحالة من انعدام الوزن السياسي، نتابع المؤتمر تلو المؤتمر بشأن سوريا ونبدو كما لو كنا غير موجودين أصلاً فالأردن ليس على الخريطة، وكأنه غير معني أو ربما يراد لنا أن نتصرف كما لو كنا جزيرة معزولة في المحيط!
لعل نظامنا المهيمن يتمنى ذلك، وربما يرى أن مشكلة السلطة التي يواجهها اليوم مع شعبه لعنة تطارد استقراره سببها الدول العربية الأخرى لا الحق والتطور الطبيعي لشعبه، بل اكثر من ذلك يعكس موقفه المتخاذل جدا والمتقاعس أكثر مما يحتمل الحال أملاً في أن لا يسقط النظام السوري، كما عكس رد فعله على انتخاب الرئيس محمد مرسي اسفه لفشل الفلول!
بطبيعة الحال لا نتوقع من النظام المهيمن في الأردن أن يتعاطف مع ثورة الحرية والديمقراطية في العالم العربي، لكن ما يذهلنا مدى استعداده للتفريط في المصالح القومية العربية حين ينسى أن شرعيته ابتداء مستمدة من الثورة العربية الكبرى، فأي أرث يراكمه اليوم هذا النظام وهو يحيل الوزن السياسي الدولي لهذا البلد إلى صفر؟! أي أرث يراكمه وهو يبدو في ذيل النظم السياسية يسير بلا رؤية ولا هدف ومن فشل إلى فشل؟! أي أرث يراكمه وهو يقمع ويعتدي على الحريات ويبدو وبكل سفور غير معني إلا بالسلطة كل السلطة؟! وبأي وجه سيقف غداً في دمشق ليواجه دماء الشهداء الزكية وهي تنتصر على نظام السفاح الطائفي؟! أي أرث يراكمه والدول العربية تتحول إلى دول ديمقراطية فيما يواصل هو منفرداً عزف مهزلته الانتخابية التي أصبحت مملة وسخيفة أكثر بكثير مما يحتمل المشهد؟!
لا شيء يصف حالة نظامنا السياسي اليوم أبلغ من مثلنا الشعبي الأردني القائل: "خراب البيت بده مواقفة".
وكما تحول ملف القادمين العراقيين من قبل إلى موضوع للرشوة واثراء بعض الفاسدين على حساب الأردن الدولة واقتصاده، تتواصل المهزلة في ظل انعدام وجود أي رؤية على الاطلاق ومع ينطبق في هذا السياق على اصغر ملف داخلي ينطبق كذلك على كل الملفات الخارجية، نحن أمام نظام يبدو لا مبال على الاطلاق إلا بما يمكنه من الاحتفاظ بالسلطة فقط.
امام هذه الحالة من انعدام الوزن السياسي، نتابع المؤتمر تلو المؤتمر بشأن سوريا ونبدو كما لو كنا غير موجودين أصلاً فالأردن ليس على الخريطة، وكأنه غير معني أو ربما يراد لنا أن نتصرف كما لو كنا جزيرة معزولة في المحيط!
لعل نظامنا المهيمن يتمنى ذلك، وربما يرى أن مشكلة السلطة التي يواجهها اليوم مع شعبه لعنة تطارد استقراره سببها الدول العربية الأخرى لا الحق والتطور الطبيعي لشعبه، بل اكثر من ذلك يعكس موقفه المتخاذل جدا والمتقاعس أكثر مما يحتمل الحال أملاً في أن لا يسقط النظام السوري، كما عكس رد فعله على انتخاب الرئيس محمد مرسي اسفه لفشل الفلول!
بطبيعة الحال لا نتوقع من النظام المهيمن في الأردن أن يتعاطف مع ثورة الحرية والديمقراطية في العالم العربي، لكن ما يذهلنا مدى استعداده للتفريط في المصالح القومية العربية حين ينسى أن شرعيته ابتداء مستمدة من الثورة العربية الكبرى، فأي أرث يراكمه اليوم هذا النظام وهو يحيل الوزن السياسي الدولي لهذا البلد إلى صفر؟! أي أرث يراكمه وهو يبدو في ذيل النظم السياسية يسير بلا رؤية ولا هدف ومن فشل إلى فشل؟! أي أرث يراكمه وهو يقمع ويعتدي على الحريات ويبدو وبكل سفور غير معني إلا بالسلطة كل السلطة؟! وبأي وجه سيقف غداً في دمشق ليواجه دماء الشهداء الزكية وهي تنتصر على نظام السفاح الطائفي؟! أي أرث يراكمه والدول العربية تتحول إلى دول ديمقراطية فيما يواصل هو منفرداً عزف مهزلته الانتخابية التي أصبحت مملة وسخيفة أكثر بكثير مما يحتمل المشهد؟!
لا شيء يصف حالة نظامنا السياسي اليوم أبلغ من مثلنا الشعبي الأردني القائل: "خراب البيت بده مواقفة".