2024-06-26 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

مأساة قطاع النقل العام

د. ايوب ابو دية
جو 24 : بالرغم من ان قطاع النقل يستهلك نحو نصف فاتورة الطاقة الكلية فلم يستفز هذا القطاع الحكومة بما يكفي لمعالجة مشكلاته مع انه يستهلك اكثر من توليد قطاع الكهرباء بكافة قطاعاته ومصادر طاقته سواء كانت من الغاز ام الديزل ام الوقود الثقيل، بما في ذلك الكهرباء النووية مستقبلا التي لن تستطيع ان تشكل سوى جزء يسير من حصة الكهرباء؟
هل السبب هو الافتقار الى الوعي الكافي لتحمل المسؤولية او ربما العجز عن تنفيذ الطموحات والواجبات والعجز عن إدراك أهمية توفير الطاقة والبيئة النظيفة بوصفها شرطا أساسيا من شروط التنمية المستدامة هو الذي قد جعل من أساليب مواجهة المشكلة مسالة معقدة فعجزنا عن تشجيع استعمال وسائط النقل العامة وتطويرها وعن تضييق الخناق على أصحاب المركبات المتوجهين صوب وسط المدينة وعن تخصيص مواقف بالأجرة في المناطق المزدحمة مرتفعة الثمن سواء في الشوارع أم في المواقف العامة وعن تخصيص مواقف بالأجرة بسيطة الأجر حول المدينة وبقرب الخدمات العامة، كالحافلات ومحطات رئيسة؟
وهل عجزنا عن تخصيص غرامة مرور في المناطق المزدحمة خلال ساعات الأزمة يتم رصدها بالكاميرات أو بالمراقبين كما تفعل الامارات ولندن وعن رفع سوية صيانة المركبات الميكانيكية والمحافظة على مستوى جيد للضغط في الاطارات، وعن إعادة تنظيم خطط الاستيراد للمركبات، من حيث سعة المحرك والمنشأ وإمكانية التصنيع المحلي والتصميم البيئي؟ وعجزنا عن الغاء كافةالرسوم على المركبات الهجينة أيضاً
وهل نجحنا في تشجيع استعمال وسائط النقل العامة وصرف تذاكر شهرية مخفضة الثمن لتحفيز استعمال المواطنين لوسائط النقل العام أطول فترة ممكنة؟ وهل نجحنا في تسيير رحلات مريحة ومنتظمة للحافلات والقطارات كي ينخفض استخدام عدد المركبات الخاصة؟ وهل نجحنا في تخفيض تكلفة النقل العام في فترة عدم الازدحام كي يستقطبوا الفئة العمريـّة العاطلة عن العمل التي أغلبها تمتلك سيارات خاصة؟
وهل نجحنا في جعل وسائط النقل العام أكثر أمناً على الطرقات، وذلك بإصدار التشريعات وتعميم التثقيف العام والمراقبة الشديدة، وبخاصة في حافلات المدارس العامة والخاصة حيث يؤدي توفير الأمان إلى التشجيع على استعمالها؟ وهل نجحنا في تخصيص مسارب لوسائل النقل العام كي تصل بسرعة إلى أماكن وجهتها او في تطوير واستحداث وسائل النقل السريعة والرفيقة بالبيئة، كالترام والقطارات التي تعمل على الكهرباء، وربما فيما بعد على الغاز الطبيعي والهيدروجين والطاقة الشمسية؟
وهل قمنا بتشجيع حركة المشاة وسط المدينة وتسهيل تنقل المشاة في مناطق ممنوعة فيها حركة المركبات وتوفير أرصفة مريحة لحركة المشاة وتوفير أماكن للجلوس والراحة وتوفير الخدمات الأساسية للمشاة، كالهواتف والخدمات العامة؟
وهل قمنا بنقل كافة المباني الحكومية إلى خارج مراكز المدن وإبطاء سرعة السيارات في الشوارع القريبة من التجمعات السكانية لتحفيز تنقل المشاة على الشوارع الرئيسية وبأمان؟
وكذلك هل اسهمنا في الحد من غازات عوادم المركبات بتحسين نوعية الوقود وتحسين احتراق الوقود بالكشف السنوي على المركبة وبالمراقبة المستمرة لنوعية الغازات المنبعثة من العوادم طوال العام على الطرقات؟
وهل قمنا بتشجيع تركيب مرشد المركبة بواسطة الأقمار الصناعية Satellite Navigator لتحديد أقصر الطرق إلى الهدف وأقلها ازدحاماً.
هل هذا القدر من الشكاوى يكفي لبدء العمل؟


(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news