المفاعلات الروسية في الهند
د. ايوب ابو دية
جو 24 : بدأ المفاعل الذري الروسي من فئة الجيل الثالث VVER1200 الشبيه بمفاعلنا المرتقب في الموقر يعمل تجارياً في موقع كودانكولام بالهند في اليوم الأخير من عام 2014 بتشغيل من شركة روس أتوم الروسية، وذلك بعد أن شرع في إنتاج الكهرباء تجريبياً بتاريخ 22 تشرين أول 2013. ومن هنا تبدأ الرواية!
خلال فترة عمل المفاعل الذري من تاريخ 22/10/2013 لغاية 31/5/2015، أي خلال فترة 586 يوماً من التشغيل، كان المفاعل معطلاً لمدة 226 يوماً، إذ توقف عن العمل اضطرارياً 13 مرة هدرت خلالها 90 يوماً من أيام الانتاج والعمل. كما توقف المفاعل مرتين للصيانة استمرت في مجموعها 64 يوماً، فضلاً عن التوقف 72 يوماً لاستبدال التوربين الذي يولد الكهرباء والذي تعطل أيضا، علماً بأن المفاعل يعود للجيل الثالث من المفاعلات الذرية.
وهكذا يكون مجموع أيام التوقف عن الإنتاج هي 226 يوماً من أصل 586 يوماً؛ وقد صدرت هذه الدراسة عن Academina.edu للباحثين VT Padmavabhan وJ Makkolil مؤخراً.
إن قدرة المفاعل النووي العظمى هي 1100 ميجاواط، ويستطيع إنتاج ألف ميجاواط، أي أنه يستطيع العمل بكفاءَة 90%، فيما يذهب 70 ميجاواط منها لخدمة المفاعل ومرفقاته، فيتبقى 930 ميجاواط لضخها عبر الشبكة الكهربائية. هذا هو الإنتاج المتوقع نظرياً، ولكن هل هذا واقعي في عالم التجربة؟
في منتصف نيسان الحالي من عام 2015 لم ينتج المفاعل الهندي سوى 798 ميجاواط. وبتاريخ التاسع من أيار الماضي توقف المفاعل مرة أخرى لمدة 5 أيام. وعندما عاد إلى العمل لم ينتج سوى 525 ميجاواط بعد أسبوعين من التشغيل (بحلول 28/5/2015) ثم عاد الإنتاج ليهبط قليلاً ( أنظر الرسم التوضيحي).
ويغلب الظن أن هناك مشكلة في فلاتر مياه البحر المالحة وكذلك في بعض المعدات التي تزودها شركة روسية Zio Pdkolsk. ويدعي الباحثان المذكوران آنفاً أن مدير المشتريات لهذه الشركة تم القبض عليه في شباط من عام 2012 بتهمة شراء حديد من نوعية سيئة من أوكرانيا وبيعه بصفته ذات مواصفة أعلى.
وهكذا صرحت إدارة المفاعل في كودانكولام أن المفاعل لا يستطيع إنتاج أكثر من 600 ميجاواط وأن مطلع شهر حزيران سوف يشهد توقف المفاعل عن العمل مرة أخرى لغايات الصيانة وسوف يستمر التوقف لمدة تتراوح بين 45 – 60 يوماً.
وفي أي حال من الأحوال فإنه من الواضح أن الجيل الثالث من المفاعلات الروسية VVER1200 التي تم بناؤها في الهند لم يتم تجريبها بما يكفي لحل مشكلاتها المعقدة التي نجمت عن تطوير هذا النموذج عن الذي سبقه VVER1000 ولذلك فإنها تواجه مشكلات كبيرة في السنة الأولى من عمرها. ولا نستبعد أن تتوقف هذه المفاعلات قريباً عن العمل كما حدث في مفاعلي بيلين البلغاريين العام المنصرم 2014 وهما من الجيل الثالث نفسه.
خلاصة القول إنّ أي جيل جديد من المفاعلات النووية أو أي صناعة معقدة ومتطورة أخرى يتم تطويرها في العالم اليوم يحتاج إلى تجريب وتطوير في بلد المنشأ أولاً لمدة زمنية لا تقل عن عشر سنوات قبل أن يتم تجريبه في دول أخرى كما هي حال المفاعلات الروسية المنوي بناؤها في تركيا والأردن وفيتنام وبنغلادش، فبأي حق يجربونه في بلادنا؟
خلال فترة عمل المفاعل الذري من تاريخ 22/10/2013 لغاية 31/5/2015، أي خلال فترة 586 يوماً من التشغيل، كان المفاعل معطلاً لمدة 226 يوماً، إذ توقف عن العمل اضطرارياً 13 مرة هدرت خلالها 90 يوماً من أيام الانتاج والعمل. كما توقف المفاعل مرتين للصيانة استمرت في مجموعها 64 يوماً، فضلاً عن التوقف 72 يوماً لاستبدال التوربين الذي يولد الكهرباء والذي تعطل أيضا، علماً بأن المفاعل يعود للجيل الثالث من المفاعلات الذرية.
وهكذا يكون مجموع أيام التوقف عن الإنتاج هي 226 يوماً من أصل 586 يوماً؛ وقد صدرت هذه الدراسة عن Academina.edu للباحثين VT Padmavabhan وJ Makkolil مؤخراً.
إن قدرة المفاعل النووي العظمى هي 1100 ميجاواط، ويستطيع إنتاج ألف ميجاواط، أي أنه يستطيع العمل بكفاءَة 90%، فيما يذهب 70 ميجاواط منها لخدمة المفاعل ومرفقاته، فيتبقى 930 ميجاواط لضخها عبر الشبكة الكهربائية. هذا هو الإنتاج المتوقع نظرياً، ولكن هل هذا واقعي في عالم التجربة؟
في منتصف نيسان الحالي من عام 2015 لم ينتج المفاعل الهندي سوى 798 ميجاواط. وبتاريخ التاسع من أيار الماضي توقف المفاعل مرة أخرى لمدة 5 أيام. وعندما عاد إلى العمل لم ينتج سوى 525 ميجاواط بعد أسبوعين من التشغيل (بحلول 28/5/2015) ثم عاد الإنتاج ليهبط قليلاً ( أنظر الرسم التوضيحي).
ويغلب الظن أن هناك مشكلة في فلاتر مياه البحر المالحة وكذلك في بعض المعدات التي تزودها شركة روسية Zio Pdkolsk. ويدعي الباحثان المذكوران آنفاً أن مدير المشتريات لهذه الشركة تم القبض عليه في شباط من عام 2012 بتهمة شراء حديد من نوعية سيئة من أوكرانيا وبيعه بصفته ذات مواصفة أعلى.
وهكذا صرحت إدارة المفاعل في كودانكولام أن المفاعل لا يستطيع إنتاج أكثر من 600 ميجاواط وأن مطلع شهر حزيران سوف يشهد توقف المفاعل عن العمل مرة أخرى لغايات الصيانة وسوف يستمر التوقف لمدة تتراوح بين 45 – 60 يوماً.
وفي أي حال من الأحوال فإنه من الواضح أن الجيل الثالث من المفاعلات الروسية VVER1200 التي تم بناؤها في الهند لم يتم تجريبها بما يكفي لحل مشكلاتها المعقدة التي نجمت عن تطوير هذا النموذج عن الذي سبقه VVER1000 ولذلك فإنها تواجه مشكلات كبيرة في السنة الأولى من عمرها. ولا نستبعد أن تتوقف هذه المفاعلات قريباً عن العمل كما حدث في مفاعلي بيلين البلغاريين العام المنصرم 2014 وهما من الجيل الثالث نفسه.
خلاصة القول إنّ أي جيل جديد من المفاعلات النووية أو أي صناعة معقدة ومتطورة أخرى يتم تطويرها في العالم اليوم يحتاج إلى تجريب وتطوير في بلد المنشأ أولاً لمدة زمنية لا تقل عن عشر سنوات قبل أن يتم تجريبه في دول أخرى كما هي حال المفاعلات الروسية المنوي بناؤها في تركيا والأردن وفيتنام وبنغلادش، فبأي حق يجربونه في بلادنا؟