قرقعونا بالنووي
د. ايوب ابو دية
جو 24 :
تحت عنوان: "الملقي: نعول على برنامج الطاقة النووي الأردني" ذكرت وكالة بترا "أن الحكومة تعول على البرنامج الأردني وسرعة إنجازه لزيادة تنافسية الاقتصاد الأردني وقدرته على مواجهة التحديات التي يفرضها ارتفاع كلف الطاقة" انتهى الاقتباس.
المتتبع للتصريحات الرسمية منذ عام 2007 يجد أن إنتاج الكهرباء النووية كان من المتوقع أن يبدأ عام 2015 ثم تدحرج إلى عام 2017 ثم 2020 ثم 2022 وأخيراً اندحر في التصريحات الأخيرة إلى عام 2025؛ كما أن سعر الكيلواط تراوح بين 5 قروش إلى 10 قروش حسب تصريح نشر في العاشر من شهر تشرين الثاني 2012. أما اليوم فهناك نغمة موسيقية جديدة تتمثل في دراسة إمكانية استخدام المفاعلات الصغيرة التي تسمى SMR وهي عادة تشير إلى مفاعلات قدرتها 300 ميجاواط أو أقل. وهذا النوع من المفاعلات أنسب للأردن لاشك من حيث أنه أقل خطورة من المفاعلات الضخمة وأقل سعراً وبحاجة إلى مياه أقل وبنية تحتية أبسط، والأهم من ذلك أنه أقل احتمالية من الأضرار بشبكة الكهرباء الأردنية عندما يتم ربطه عليها. بالمناسبة هذا التوجه عُرض على الهيئة من قبل مختصين في البداية ورفضته والآن عدنا إليه في عصر أصبحت فيه الطاقة النووية منبوذة بعد كارثة فوكوشيما وفي عصر باتت فيه الطاقة الشمسية تنتج الكيلواط. ساعة من الكهرباء بأقل من 2 سنت بينما أقل سعر متداول للكهرباء النووية هو 14 – 18 سنتاً أمريكياً.
بيت القصيد ليس هنا، بل في تصريح "بترا" الذي يدعي أن رئيس المعهد الكوري "أوضح أن كلفة الكهرباء المولدة من هذه المفاعلات هي منافسة تجارياً مع باقي أنماط التوليد الأخرى كالفحم والغاز المسال والطاقة الشمسية". علماً بأن الخبر ينتهي بأن كافة الأطراف اتفقت على أن التعاون "لإجراء دراسة جدوى اقتصادية ...". فبالله عليكم كيف تقرون أن أسعار الكهرباء النووي منافسة ولم تبدأوا بدراسة الجدوى الاقتصادية؟
ومما يشار إليه عالمياً اليوم أن أحدث عرض طاقة شمسية قدمته شركة مصدر للسعودية وهو 1.79 سنتاً أمريكياً.
ومما يشار إليه أيضاً أن الكوريين قرروا شطب مفاعلاتهم النووية وفق تصريح الرئيسة الكورية Moon Jae-in في شهر حزيران 2017، كذلك أوقفت بناء مفاعلي Shin Kori 5-6. لذلك فكلي أمل أن يقوم زعل وخضره الذين يروجون للنووي في التلفزيون الأردني أن يجيبونا عن هذه التساؤلات كي تطمئن قلوبنا؟