سَنَتان.. يا أمانة عمّان
طلعت شناعة
جو 24 : ثمّة اغنية للمطربة ليلى مراد تقول: «سنتين وانا احايل فيك ودموع العين تناديك».
تذكّرت الاغنية التي وجدت معانيها تنطبق على بعض الشوارع في العاصمة عمّان والتي تعرضت للدمار بسبب «الثلجة هدى». فكثُرت الحُفر والتسطّحات واكتشفنا «مناهل» لم نكن نعرفها قبل العاصفة الثلجية.
ومن تلك الشوارع، شوارع محيطة بالمكان الذي نسكن فيه في «الجبيهة».
أذكر قبل عامين، وبعد «واسطات» واتصالات من قبل «الجيران» وللدقّة جارتنا «أُم مازن» التي قالت «ما يجيبها الاّ نسوانها»، وبالفعل، جاء 7 عمّال «أمانة عمّان» قبل عامين، وقاموا بتجهير ثلاثة شوارع محيطة بنا، استعدادا لمرحلة «التعبيد» او «التزفيت».
وتفاءلنا خيرا ووجهنا خطابات شكر للسيدة «أم مازن» التي تحسّنت علاقتها بالجيران بعد نجاحها في مهمتها و»معروفها». بل أنها «وعدت» بأن تحل لنا باقي المشاكل في الحارة.
طبعا، لم يكن امامنا سوى الوقوف «معنويا» خلف السيدة الفاضلة التي فتحت «بارقة الامل»، وفي نفس الوقت، أكدت مقولتها التاريخية أن «ما يجيبها الاّ نسوانها»، ولأننا،نطبّق المثل الشعبي «شو بدّو الاعمى، كُفّة عنين».
ولكن «الزّين عمّره ما كمل». فقد انتظرنا «تعبيد» الشوارع الثلاثة سنة كاملة ومرت الايام ودارت الايام ونحن ننتظر «الفرَج».. دون جدوى.
وجاء عام آخر بالكمال والتمام «مين تمام»؟ وقبل شهر ونصف، حلت علينا «برَكة الأمانة»، وهلّلنا لمَقْدم «الكمبريصة» وسيارة اخرى بها موظف محترم، وأخذوا باعادة «تأهيل» ما كانوا قد بدأوا به منذ عام ونيّف. وتحمّستُ وانا عادة ما أتحمّس بسرعة «يعني عاطفي» بلا مؤاخذة، وطلبتُ من زوجتي تجهيز «ابريق شاي» للعمال الذين بدأوا بالحفر وتحديد الاماكن التي تحتاج الى زيادة «كمية الزفتة»، والمطبّات المنوي عملها بحيث تكون الشوارع جاهزة تماما.
وكنتُ ألمح «فعاليات» لجارتنا تعبّر عن «بهجتها» بانتصارها على كل «رجال الحارة» بمن فيهم العبد الفقير.
وكانت «الغاية تبرر الوسيلة»، وكنتُ اردد في «سرّي»، المهم، يتزفّت الشارع ونخلص من الحفريات والتشققات التي تؤذي السيارات.
واختفى رجال «الأمانة» ولم يعد احد منهم، وظلت الشوارع «عارية»، كما كانت قبل عام تماما. وكل يوم كنتُ أسأل جارتنا «هااا يا ام مازن وين الأمانة؟ وكانت تقول «احتمال لأن الدنيا ممكن تمطر». وهكذا جاءت «هدى» بعاصفتها الثلجية وذهبت «أحلامنا» أدراج «الرياح» بانتظار عام آخر على الأقل.
وبقيت اردد اغنية ليلى مراد: «سنتين وانا احايل ودموع العين تناديك.. يا سبب تعذيبي والاسم حبيبي.. سنتين»!!
يا امانة عمّان!
(الدستور)
تذكّرت الاغنية التي وجدت معانيها تنطبق على بعض الشوارع في العاصمة عمّان والتي تعرضت للدمار بسبب «الثلجة هدى». فكثُرت الحُفر والتسطّحات واكتشفنا «مناهل» لم نكن نعرفها قبل العاصفة الثلجية.
ومن تلك الشوارع، شوارع محيطة بالمكان الذي نسكن فيه في «الجبيهة».
أذكر قبل عامين، وبعد «واسطات» واتصالات من قبل «الجيران» وللدقّة جارتنا «أُم مازن» التي قالت «ما يجيبها الاّ نسوانها»، وبالفعل، جاء 7 عمّال «أمانة عمّان» قبل عامين، وقاموا بتجهير ثلاثة شوارع محيطة بنا، استعدادا لمرحلة «التعبيد» او «التزفيت».
وتفاءلنا خيرا ووجهنا خطابات شكر للسيدة «أم مازن» التي تحسّنت علاقتها بالجيران بعد نجاحها في مهمتها و»معروفها». بل أنها «وعدت» بأن تحل لنا باقي المشاكل في الحارة.
طبعا، لم يكن امامنا سوى الوقوف «معنويا» خلف السيدة الفاضلة التي فتحت «بارقة الامل»، وفي نفس الوقت، أكدت مقولتها التاريخية أن «ما يجيبها الاّ نسوانها»، ولأننا،نطبّق المثل الشعبي «شو بدّو الاعمى، كُفّة عنين».
ولكن «الزّين عمّره ما كمل». فقد انتظرنا «تعبيد» الشوارع الثلاثة سنة كاملة ومرت الايام ودارت الايام ونحن ننتظر «الفرَج».. دون جدوى.
وجاء عام آخر بالكمال والتمام «مين تمام»؟ وقبل شهر ونصف، حلت علينا «برَكة الأمانة»، وهلّلنا لمَقْدم «الكمبريصة» وسيارة اخرى بها موظف محترم، وأخذوا باعادة «تأهيل» ما كانوا قد بدأوا به منذ عام ونيّف. وتحمّستُ وانا عادة ما أتحمّس بسرعة «يعني عاطفي» بلا مؤاخذة، وطلبتُ من زوجتي تجهيز «ابريق شاي» للعمال الذين بدأوا بالحفر وتحديد الاماكن التي تحتاج الى زيادة «كمية الزفتة»، والمطبّات المنوي عملها بحيث تكون الشوارع جاهزة تماما.
وكنتُ ألمح «فعاليات» لجارتنا تعبّر عن «بهجتها» بانتصارها على كل «رجال الحارة» بمن فيهم العبد الفقير.
وكانت «الغاية تبرر الوسيلة»، وكنتُ اردد في «سرّي»، المهم، يتزفّت الشارع ونخلص من الحفريات والتشققات التي تؤذي السيارات.
واختفى رجال «الأمانة» ولم يعد احد منهم، وظلت الشوارع «عارية»، كما كانت قبل عام تماما. وكل يوم كنتُ أسأل جارتنا «هااا يا ام مازن وين الأمانة؟ وكانت تقول «احتمال لأن الدنيا ممكن تمطر». وهكذا جاءت «هدى» بعاصفتها الثلجية وذهبت «أحلامنا» أدراج «الرياح» بانتظار عام آخر على الأقل.
وبقيت اردد اغنية ليلى مراد: «سنتين وانا احايل ودموع العين تناديك.. يا سبب تعذيبي والاسم حبيبي.. سنتين»!!
يا امانة عمّان!
(الدستور)