jo24_banner
jo24_banner

اصحَ يا ولد

طلعت شناعة
جو 24 : اليوم تبدأ المعاناة مع فلذات أكبادنا و»اللي رح يجيبوا آخرتنا».
اليوم سوف تبدأ الإسطوانة إيّاها: إصحَ يا ولد، قومي يا بنت.
ويكون الرّد:ما شبعت نوم.
وتعلو نبرة الأهل: طبعا ما نتوا اتعودتوا على السّهر، يالله قوموا خلينا نخلص.
واذا كان الطالب يتعلم في مدرسة خاصة يكون الكلام مختلفا، وبما يليق بالفلوس التي يدفعها الاهل وما أكثرها، خاصة بعد الزيادات الفلكية التي أقرتها بعض المدارس.
«إجا الباص إصحَ حبيبي».
ويكون الرد: اشحنوا لي الموبايل، لحد ما أجهز».
وهكذا تبدأ معركة بداية العام الدراسي، ويكتشف الاولاد أنهم لم يشتروا دفتر انجليزي ابو ال»64» ورقة، او دفتر «طبيعة».
«طووووط طووووط». باص المدرسة البرتقالي يعزف موسيقاه التقليدية، يخرج رجل غاطس في أحلامه ويطل برأسه من طرف النافذة:
«ياعالم بدنا ننام، يلعن ابو ال....!»
تظهر الخادمات يدفعن الاولاد الى باب البيت، بينما تظل الأُمّهات غارقات في عسل النّوم.
الله يرحم أيام زمان ومدارس زمان واهالي زمان.
«يا ماما نسيت الآي باد».
«روح بنجيبلك ايّاه ع المدرسة».
«وين المصروف»
«دوّر بالشّنْتِة».
مشهد درامي وتراجيدي وكوميدي وفانتازي وغرائبي يتكرر كل يوم.
العقلاء من الاهل يبدأون بوضع خطة و»استرتيجية» جديدة للحيلولة دون استغراق الاولاد في النوم، من ابرزها عدم تجاوز الاولاد الساعة العاشرة مساء تحت اي بند واي ظرف من الظروف. ممنوع السّهر ممنوع ممنوع ممنوع.
الله يرحم ايام زمان ومدارس زمان واهالي زمان وطلاب زمان، لما كان الطالب يروح المدرسة بنفَس حلو ورغبة وشوق رغم الفقر والبؤس. ايام ما كان الطالب يوخذ معه سندويشة «مجدّرة/ دلفري».

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news