البيضا والسّمْرا
طلعت شناعة
جو 24 : هل مضى الزمن الذي شاعت فيه الاغنيات التي تتناول «لون بشرَة المحبوب»، وأعني «البياض والسّمار»؟
وحتى في الميجانا والعتابا «الحديثة»، لم نعد نسمع عن مطرب يغني للمرأة «البيضا والسّمْرا».
وبخبث أتساءل: هل «المكياج» و»عمليات التجميل» أفسدت ذلك الشعور بالحب تجاه «الفتاة او المرأة»، ولم يعد أحد من الرجال، يميّز بين «البياض» الحقيقي للمرأة، دون أن يفكّر بالمساحيق والكريمات التي «تبيّض» الوجه والأجزاء الظاهرة من جسم المرأة «الرقبة والكتفين والذراعين» وغيرها (حسب طول التّنّورة).؟ وبالتالي لم تعد تعرف اللون الحقيقي لجسد المرأة الحالية.
ربما، وقد قرأتُ «بحثا» علميا في كتاب الدكتورة نجوة قصّاب حسن (وزيرة الثقافة السورية السابقة) بعنوان «هكذا تكلّمت الأغاني» وفيه تتناول الدكتورة قصاب تحليل 2800 اغنية عربية منذ بداية القرن العشرين وحتى عام 2012. ومما تناولته موضوع «البيضا والسمرا» في الاغنية العربية.
تقول الباحثة ان «جمال اللون الاسمر ورد في 23 اغنية و4 أغانٍ تصف اللون الابيض». وهو ما يعني الانحياز الاجتماعي للمرأة السمراء، بعكس الواقع حيث يشترط المقبلون على الزواج ان تكون الفتاة «بيضاء». لكن الاغنية الامر مختلف، وهذه إحدى التناقضات الاجتماعية.
وفي اغاني فيروز نجد اغنية «يا مايلة ع الغصون عيني سمرة يا حورية، ورد الهوى عندنا بيموج ع الميّة». وهناك اغنية «سمرا يا ام عيون وساع والتنورة النيلية مطرح ديّق ما بيساع رح حطك بعيني». وكذلك نجد اغنية لـ فيروز تقول «بضل بحبك يا اسمر ان عشت وربي خلاني». وغنى وليد توفيق اغنية «محلا هالسمرة» وكانت من اسباب شهرته، كما غنى القيصر كاظم الساهر لتونس في احدى زياراته لها «هلا بالحلوة السمرا».
اما عبد الحليم حافظ فقد غنى للمرأة السمراء وهو العندليب «الاسمر»، حيث نجد اغنيته «سمراء يا حلم الطفولة»، واغنية «اسمر يا اسمراني مين أسّاك علي».
وغنت شادية للرجل الاسمر «آه يا اسمراني اللون حبيبي الاسمراني» وغنت صباح «أبو سمرا زعلان» وغنت سميرة توفيق «اسمر خفيف الروح» وغنى ملحم بركات «يا سمرة يسعد مساك السهرة مش حلوة بلاكِ». ومن قبله غنى عصام رجّي «يا سمرة يا تمر هندي يا أطيب مشروب عندي». طبعا تألقت الاغنية في «شهر رمضان» عندما كان «التمر هندي» ينافس «الخرّوب والسوس».
ويطول الحديث عن الاغنيات، ولكن هل صحيح ان الرجل الشرقي، يفضّل المرأة السمرا على البيضا؟
لا أعتقد، وحتى لو رضي هو، فوالدته وشقيقاته ووالده، دائما يريدان ان تكون «كِنّتهم» مثل «شقّ اللّفت».. بيضا بيضاااااا.
الدستور
وحتى في الميجانا والعتابا «الحديثة»، لم نعد نسمع عن مطرب يغني للمرأة «البيضا والسّمْرا».
وبخبث أتساءل: هل «المكياج» و»عمليات التجميل» أفسدت ذلك الشعور بالحب تجاه «الفتاة او المرأة»، ولم يعد أحد من الرجال، يميّز بين «البياض» الحقيقي للمرأة، دون أن يفكّر بالمساحيق والكريمات التي «تبيّض» الوجه والأجزاء الظاهرة من جسم المرأة «الرقبة والكتفين والذراعين» وغيرها (حسب طول التّنّورة).؟ وبالتالي لم تعد تعرف اللون الحقيقي لجسد المرأة الحالية.
ربما، وقد قرأتُ «بحثا» علميا في كتاب الدكتورة نجوة قصّاب حسن (وزيرة الثقافة السورية السابقة) بعنوان «هكذا تكلّمت الأغاني» وفيه تتناول الدكتورة قصاب تحليل 2800 اغنية عربية منذ بداية القرن العشرين وحتى عام 2012. ومما تناولته موضوع «البيضا والسمرا» في الاغنية العربية.
تقول الباحثة ان «جمال اللون الاسمر ورد في 23 اغنية و4 أغانٍ تصف اللون الابيض». وهو ما يعني الانحياز الاجتماعي للمرأة السمراء، بعكس الواقع حيث يشترط المقبلون على الزواج ان تكون الفتاة «بيضاء». لكن الاغنية الامر مختلف، وهذه إحدى التناقضات الاجتماعية.
وفي اغاني فيروز نجد اغنية «يا مايلة ع الغصون عيني سمرة يا حورية، ورد الهوى عندنا بيموج ع الميّة». وهناك اغنية «سمرا يا ام عيون وساع والتنورة النيلية مطرح ديّق ما بيساع رح حطك بعيني». وكذلك نجد اغنية لـ فيروز تقول «بضل بحبك يا اسمر ان عشت وربي خلاني». وغنى وليد توفيق اغنية «محلا هالسمرة» وكانت من اسباب شهرته، كما غنى القيصر كاظم الساهر لتونس في احدى زياراته لها «هلا بالحلوة السمرا».
اما عبد الحليم حافظ فقد غنى للمرأة السمراء وهو العندليب «الاسمر»، حيث نجد اغنيته «سمراء يا حلم الطفولة»، واغنية «اسمر يا اسمراني مين أسّاك علي».
وغنت شادية للرجل الاسمر «آه يا اسمراني اللون حبيبي الاسمراني» وغنت صباح «أبو سمرا زعلان» وغنت سميرة توفيق «اسمر خفيف الروح» وغنى ملحم بركات «يا سمرة يسعد مساك السهرة مش حلوة بلاكِ». ومن قبله غنى عصام رجّي «يا سمرة يا تمر هندي يا أطيب مشروب عندي». طبعا تألقت الاغنية في «شهر رمضان» عندما كان «التمر هندي» ينافس «الخرّوب والسوس».
ويطول الحديث عن الاغنيات، ولكن هل صحيح ان الرجل الشرقي، يفضّل المرأة السمرا على البيضا؟
لا أعتقد، وحتى لو رضي هو، فوالدته وشقيقاته ووالده، دائما يريدان ان تكون «كِنّتهم» مثل «شقّ اللّفت».. بيضا بيضاااااا.
الدستور