jo24_banner
jo24_banner

«واتس أب».. يا مُحْسنين.!

طلعت شناعة
جو 24 : «غرغرت» بي السيدة الجميلة، وسألتني إن كنتُ أملك «واتس أب» في جهازي الخلوي، من أجل «التواصل» معها، وقالت: إن ذلك، أفضل، من الطريقة «القديمة» بصراحة، جعلني ذلك اغرق في «خجلي». فقمتُ أسأل «اهل الخبرة» من بناتي عن أهمية الـ»واتس أب»، دون الإشارة الى «الهدف» و»السبب» الذي دفعني للبحث عن
«التقنية الإلكترونية الحديثة».
قالت ابنتي: ما بعرف، لازم تشوف محل موبايلات، يمكن، بس مش متأكدة، إن موبايلك، بزبط لـ»الواتس أب».
عدتُ اتفقّد «تلفوني»، كمن يعاين «بطّيخة» ويخشى أن تكون «قَرْعة».
كنتُ بصدد الذهاب الى السوق لشراء «رفّ» للثلاجة التي «عفى عليها الزمن، فرأيتُ «كذا» محل للموبايلات، قلت «أسأل عن «الواتس أب»، لعلّ وعسى!.
«مرحبا عمّي، هذا الجهاز ـ وأشرتُ الى موبايلي ـ، بينفع «ينزل عليه «نظام الووتس أب»؟.
ـ لا والله، جهازك عتيق، لازم تغيّره!
يا حول الله.
هذه ليست إجابة، هذه «بَهدلة».
المحل الثاني..
«السلام عليكم، في عندكم واتس أب لهذا التلفون؟».
ـ»دون ان يرفع رأسه، رد صاحب المحل: للأسف، جهازك قديم.
عاد لي الخَجل، وصرتُ أنظر حولي، مُخفيا جهازي الخلوي، كأنني «عامل عيبة»، وتذكرتُ قول المتنبي:
«أنا في أمّة تداركها الله/ غريبٌ كصالح في ثمود» او في « ياجوز».
شعرتُ بالغربة، واستحيتُ، بعد ان قطعتُ المسافات بحثا عن» الواتس أب» وكأني «فلاّح» في»باريس».
اغلب الذين سألتهم، كانوا فقط يلمحون»موبالي»، ويردون على الفور:لا، ما في إله واتس أب».
شعرتُ كأنني «بشحد» في حضرة «اللّئام».ولسان حالي يقول»لله يا محسنين، واتس أب».
احترمت نفسي، وعدت أدراجي»بخفّي»حُنيْن،اقصد.. بخُفّيّ موبايل»..!

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news