وحدة حال!
طلعت شناعة
جو 24 : كل مساء «جُمعة»، أجلس في «البرندة» التي لم تصل الى مستوى «الشُّرْفة»، لكونها «صغيرة» ولا «تُشْرف» على البحر، بل على الفضاء وتحديدا «السّماء».
وقبلها، عادة ما تقوم ابنتي بـ»شطف» المكان وبالمرّة، تسقي «النباتات» التي تضم «دالية عنب وياسمينة وريحان ونعنع وملّيسة وأُخرى لا أعرفها». ومع لحظات الليل الاولى يكون الفضاء مهيئا لـ»نفَس أرجيلة»، سعيا وراء «مزاج عالي» بعد نهار طويل.
أجلس وحيدا وأعزف على الأرجيلة بطريقة «الهُواة»، لا المحترفين الذين يبتلعون الدُّخان ويُخرجونه من مناخيرهم وانوفهم واماكن أُخرى.
بعد «النّفَس الاول»، بدأتُ أسمع صوت الشبابيك التي تُفتَح وتُغلق. وبالطبع منّيتُ النّفس ان تكون ثمة أُنثى تقوم بذلك.
ثوان، وعلى نيّاتكم تُرزقون، خرج صوت من العمارة نسائيّ وبلهجة «سورية» تُنادي على ابنها في الشارع.
لم يظهر الوجه لكن الصوت كان يشي بامرأة في الاربعين.
مجرّد تقديرات.
ثم جاء صوت خشن هذه المرّة، وكان الرجل يصرخ على ابنه بلهجة «لبنانيّة»، وعلمتُ فيما بعد ان الرجل «سوري مقيم في لبنان ومتزوج امرأتين واحدة «لبنانية» والثانية جارتنا «سوريّة».
مرّت ساعة وإذا بالحارس «المصري» ينادي علي وليخبرني أن سكان «الشقّة» اللي فوقنا «طلبة كويتيّون» وهم يريدون ان يسافروا، ولديهم رغبة بوداعي.
فقمتُ اصافحهم متمنيا لهم السلامة، ولمحتُ «الطبّاخ» الذي علمتُ أنه من «بنغلادش».
وفي الطريق الى باب العمارة، لقيتُ جارنا «العراقي».
كنتُ، أتابع اخبار الدول العربية «غزة تحت القصف»، و»السوريين تحت وابل البراميل المتفجّرة» و»داعش تعيث فسادا في العراق وقوات المالكي تبطش باهل السنّة» و»مصر تمنع جرحى غزة من الدخول الى اراضيها للعلاج» و»مشاكل في عرسال اللبنانية» و...
والكل «مشرّد»، واللاجئون «عملوا وحدة عربية» في البلاد التي لجأوا اليها.
نظرتُ الى «أرجيلتي»، كان «الفحم» اردني»، و»المعسّل» بحريني.
وتحيا الأمة العربية.
الدستور
وقبلها، عادة ما تقوم ابنتي بـ»شطف» المكان وبالمرّة، تسقي «النباتات» التي تضم «دالية عنب وياسمينة وريحان ونعنع وملّيسة وأُخرى لا أعرفها». ومع لحظات الليل الاولى يكون الفضاء مهيئا لـ»نفَس أرجيلة»، سعيا وراء «مزاج عالي» بعد نهار طويل.
أجلس وحيدا وأعزف على الأرجيلة بطريقة «الهُواة»، لا المحترفين الذين يبتلعون الدُّخان ويُخرجونه من مناخيرهم وانوفهم واماكن أُخرى.
بعد «النّفَس الاول»، بدأتُ أسمع صوت الشبابيك التي تُفتَح وتُغلق. وبالطبع منّيتُ النّفس ان تكون ثمة أُنثى تقوم بذلك.
ثوان، وعلى نيّاتكم تُرزقون، خرج صوت من العمارة نسائيّ وبلهجة «سورية» تُنادي على ابنها في الشارع.
لم يظهر الوجه لكن الصوت كان يشي بامرأة في الاربعين.
مجرّد تقديرات.
ثم جاء صوت خشن هذه المرّة، وكان الرجل يصرخ على ابنه بلهجة «لبنانيّة»، وعلمتُ فيما بعد ان الرجل «سوري مقيم في لبنان ومتزوج امرأتين واحدة «لبنانية» والثانية جارتنا «سوريّة».
مرّت ساعة وإذا بالحارس «المصري» ينادي علي وليخبرني أن سكان «الشقّة» اللي فوقنا «طلبة كويتيّون» وهم يريدون ان يسافروا، ولديهم رغبة بوداعي.
فقمتُ اصافحهم متمنيا لهم السلامة، ولمحتُ «الطبّاخ» الذي علمتُ أنه من «بنغلادش».
وفي الطريق الى باب العمارة، لقيتُ جارنا «العراقي».
كنتُ، أتابع اخبار الدول العربية «غزة تحت القصف»، و»السوريين تحت وابل البراميل المتفجّرة» و»داعش تعيث فسادا في العراق وقوات المالكي تبطش باهل السنّة» و»مصر تمنع جرحى غزة من الدخول الى اراضيها للعلاج» و»مشاكل في عرسال اللبنانية» و...
والكل «مشرّد»، واللاجئون «عملوا وحدة عربية» في البلاد التي لجأوا اليها.
نظرتُ الى «أرجيلتي»، كان «الفحم» اردني»، و»المعسّل» بحريني.
وتحيا الأمة العربية.
الدستور