jo24_banner
jo24_banner

المهم، مَنْ يُعلّق الجرَس؟

طلعت شناعة
جو 24 : يُحكى أن مجموعة من الفئران تعيش في نزل في أحدى القرى. كانت تعيش حياة سعيدة في رغد من العيش وسط مخازن ممتلئة بالشعير و القمح و الذرة، و رائحة الاكياس القديمة التي تعشقها هذه الفئران كانت تملأ المكان. وفجأة ظهر فرد جديد غير مرغوب فيه، بل أنه أخذ يهدد حياة هذه الفئران مع كل دقيقة، بل عبر كل ثانية.
كان قطٌّ كبير وجائع يزور المكان بين اللحظة و الأخرى، فأخذ عدد الفئران في التناقص، وعمّ الحزن و الهمّ مجموعة الفئران. و عندما أستفحل الأمر ، أمر رئيس المجموعة بعقد اجتماع لجميع الفئران لدراسة الوضعية المُزْرية التي و صلت اليها حياتهم.
عقد الأجتماع وسط همس و لمز من الحضور، و افتتح رئيس الفئران الأجتماع فقال: (أعزائي وأبناء جلدتي الفئران الكرام لقد رأيتم ما فعله هذا القط اللعين في أبنائنا من أكل و تقطيع و نحن لا نستطيع أن نفعل شيئا أمام قوته و حجمه، لذلك عقدتُ هذا الأجتماع لأخذ رأيكم في هذا الموضوع و حتى تشيروا علي).
وقف أحد الفئران الصغار متحمسا فقال : نصنع مادة لاصقة و نضعها في الأماكن التي يمر منها...فضحك رئيس المجموعة و قال لن تستطيع هذه المادة أن تمنعه لقوته و حجمه، كما لا توجد لدينا الآن و لا يمكن احضار نوعية ممتازة و قد تؤدي الى نتائج عكسية فنقع فيها نحن!!! أرجوكم اعطونا آراء مقبولة و قابلة للتطبيق فان الظرف خطيرٌ. هيا أرجوكم. ساد الصمت المكان و لم يتكلم أحد حتى ظن الرئيس أن المجموعة نامت أو ماتت. وبعد برهة تكلم أحد الفئران و هم يعرفونه بكثرة الكلام و الثرثرة فقال : ... أنا لديّ طريقة ذكية تخلصكم من هذا القط الملعون. فقال الرئيس مستعجلا ما هي أرجوك..، و الكل ينظر اليه مندهشا و خائفا. فرفع الفأر ذيله و اذنيه مستعرضا نفسه، فقال: نأخذ خيوط رقيقة من الأكياس و نصنع منها حبلا قويا، ثم نجمع بعض القطع الحديدية و نصنع منها جَرَسا، بعد ذلك نأخذ الجرس و نعلقه في الحبل لصنع منه قلادة كبيرة،بعد ذلك نعلق هذه القلادة بالجرس في رقبة القط. عند ذلك صفق الحضور فرحين بالفكرة و هم يشيدون بهذا الفأر الذكيّ. لكن فجأة صرخ قائد و رئيس المجموعة صرخة قوية صمت لها الجميع، فقال من يُعلق الجرس في رقبة القط ....من يعلق الجرس....من يعلق الجرس.؟
لم يتكلم أحد، بل أن الجميع أخذوا ينظرون الى الأرض كأنهم يبحثون عن شيء ليخرجوا من هذا المأزق. كرر الرئيس من يعلق الجرس، ثم استطرد يقول عندما تقدمون الأفكار و تعطون الآراء لا تجعلوها مستحيلة التطبيق.
..
هذه قصة من الأدب الانجليزي،لكنها،تنطبق على واقعنا،والعبرة لمن يعتبر..!!
المهم،مَن يُعلّق الجرَس!!

talatshanaah@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news