هل نبقي الحصانة لجامعاتنا
المقصرون
هم أولئك الذين حمِّلوا أمانة ولم يحملوها!
هم أولئك الذين حل عليهم ضيوف فما امنوا البقاء بينهم!
هم أولئك الذين لم، ولن، ولا، يضعون أسس أو إجراءات للتعامل مع أي أمر طارئ!
هم أولئك الذين لا يعتبرون بغيرهم، حتى وإن حل البلاء بهم!
هم أولئك الذين يجدون متعة في النظر إلى انهيار سمعة المؤسسات أو الجامعات، ولا يحركون ساكناً، وينطبق عليهم قول " ما لجرح بميت أيلام"!
هم أولئك الذين يحرقون ما زرع الآخرون!
هم أولئك الذين لهم آذان ولا يسمعون!
هم أولئك الذين لهم أعين ولا يرون!
هم أولئك الذين قلوب ولا يشعرون!
هم أولئك الذين لهم أيد ولا يفعلون!
هم أولئك الذين أدمغة ولا يعقلون!
هم أولئك الذين كُلِفوا بصناعة القرار ولكنهم يتخاذلون!
هم أولئك الذين على "مناصبهم يحافظون"!
هم أولئك الذين على مكاسبهم "الغير عادلة" حريصون!
هم أولئك الذين في حق جامعاتهم ودوائرهم متهاونون!
هم أولئك الذين في المؤامرات "على زملائهم" منشغلون!
هم أولئك الذين في غير مهامهم وواجباتهم غارقون!
هم أولئك الذين لأنفسهم بل ولغيرهم مغوين !
هم أولئك الذين إذا ارتكبوا ظلما أو إثما لا ينتهون!
هم أولئك الذين يتم نصحهم فلا يرجعون!
هم أولئك الذين يتم زجرهم فلا يزدجرون!
هم أولئك الذين يتم تقريعهم فيتناسون!
هم أولئك الذين تجد أنصار لهم، مثلهم، أو أضل سبيلاً، فلا يأبهون!
لم أكن أتوقع في يوم من الأيام، أن اسمع أن ضيوف الوطن سوف يهانون، ولم أكن أتوقع أن أعيش لحظة يظلم فيها طلبة علم، قصدوا وجه الله، وهاجروا في سبيل الله يبتغون علما نافعاً، مغادرين أوطانهم، آملين بإقامة مريحة كما في أوطانهم!
لم يخطر لي ببال أن بعضهم سيهجر بيوت علم تمنت لو أنهم يعودوا إليها، فقد كانوا نقاط إشعاع فيها، وبحق تركوا فراغاً، إذ أنهم كانوا يمتازون بالطيبة، والخلق الكريم، والدماثة، والحرص على حضور لمحاضرات، والمشاركة في المناسبات، لولا انه تم إيذائهم، ولم نعتد إيذاء الضيف!
إذا تم الاعتداء بالإيذاء، على بعض الطلبة الضيوف، ولا ارغب بتسميتهم بالأجانب، فهم منا ولنا وحقهم علينا، فما هي الإجراءات الوقائية التي ستجنبهم الإيذاء مستقبلاً، وهل وضعت أدوات مراقبة "غير الضمير طبعاً إذ انه هو الرقيب الأمثل" للحيلولة دون تكرار ما حصل ويحصل في جامعاتنا مع طلبتنا بغض النظر عن جنسياتهم ؟
هل سيتم زيادة العاملين في أمن الجامعات، واستبدال إداراتهم والقائمين عليهم، إذ أن النتائج غالباً ما تكون مؤسفة، وألومهم على ذلك أكثر من غيرهم فهم من انيط بهم حفظ الأمن الداخلي، فهل نحن آمنون بوجودهم، وهل يكون تحركهم في الوقت المناسب، بالشكل المناسب، وبالقدر المناسب، وهل يحصل تحقيق معهم للوقوف على مقدار استجابتهم للحدث؟
والسؤال الأهم هو:
هل من داع لوجود حصانة لبعض الجامعات، والتي تمنع دخول قوات الأمن والدرك إليها، في ظل فشل الأمن الداخلي والقائمين عليهم بالمحافظة علة صحة وسلامة الضيوف وأبناء الجامعة سواء بسواء؟
أم أنه أصاب قلة من المسؤولين العجز المبكر، وقلة الحيلة، وربما اللامبالاة "إلا بما يضيقون به على أعضاء الهيئة التدريسية ، وكأنهم المقصودين بالقول، هم العدو فاحذرهم" تاركين ومع الأسف الطرف الأهم، وهم أبنائنا الطلبة، ليحل البعض منهم مشاكلهم بأنفسهم وربما بأيديهم!
خلاصة القول:
إن أهم أهداف التعليم العالي هي، إعداد كوادر بشرية مؤهلة ومتخصصة في حقول المعرفة المختلفة، تلبي حاجات المجتمع، وتعميق العقيدة الإسلامية وقيمها الروحية والأخلاقية وتعزيز الانتماء الوطني والقومي، بالإضافة إلى توفير البيئة الأكاديمية والبحثية والنفسية والاجتماعية الداعمة للإبداع، والتميز، والابتكار، وصقل المواهب.
فهل جامعاتنا اليوم كذلك؟
أ. د. مصطفى محيلان
muheilan@hotmail.com