المربع الذهبي وجامعة الحسين بن طلال
الدستور الأردني ينص في المادة 6 بند 2على أن:
تكفل الدولة العمل والتعليم ضمن حدود إمكانياتها وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع الأردنيين.
وكذلك في بند 3 من نفس المادة:
الدفاع عن الوطن وأرضه ووحدة شعبه والحفاظ على السلم الاجتماعي واجب مقدس على كل أردني.
لقد كان من دلائل صدق انتماء وبعد نظر واضع الدستور الأردني أن جعل هذين البندين يقعا ضمن ذات المادة بل ومتجاورين أيضاً، لضرورة ارتباط واعتماد السابقة منهما على اللاحقة، فجعلت كفالة الدولة للتعليم ضمن حدود إمكانياتها أولاً، والدفاع عن الوطن والحفاظ على السِلم الاجتماعي واجب مقدس على كل أردني، فليست الدولة وحدها هي المنوط بها الدفاع عنه وعن مؤسساته.
لنعود لموضوعنا الرئيس وهو جامعة الحسين بن طلال، تلك الجامعة التي وجدت لتكون منارة في عمق الجنوب الأردني الحبيب، ولتكون مكملاً للمربع الذهبي، فكما وهبنا الله بكرمه رم والبحر الميت نعمة منه وفضل، فقد صَنَع لنا أجدادنا البتراء خالدة تدل على عمق حضارتنا وحسن صنعنا، أما نحن الأردنيون الأحفاد، فبِسواعِدِنا اليوم وبتوفيق من الله أيضا، فلقد جعلنا حلم جامعة الحسين بن طلال حقيقة قائمة، باقية، فأتممنا وكملنا بها مربع الوطن الذهبي الذي نأمل أن لا يخفت تلألئه وتألقه.
إن ما مرت به جامعة الحسين بن طلال من أحداث مؤسفة مؤخراً، هو في الواقع وعلى جميع المستويات مؤًخِراً لها ولسمعة التعليم العالي الجامعي في وطننا الحبيب، ويُعَبِرُ عن مخاض لمسيرتها أعانها الله عليه.
أنني اليوم لست في مضمار الحديث عن أسباب ودوافع وتحليل لما حصل فيها وبها، بقدر ما أنا مهتم باقتراح حلول لمستقبل الطلبة فيها خاصة وأن الجامعات الأخرى بدأت في امتحاناتها النهائية، وعليه وفي ضوء التعطيل المستمر للجامعة، وإمكانية استمرار التعطيل بها لسبب أو لآخر، فإنه من الضروري وفي حال عدم إمكانية استئناف الدراسة فيها الآن اقصد مطلع الأسبوع القادم، أن يتم:
عقد الامتحانات النهائية في جامعات قريبة منها، مثل جامعة مؤتة والتي تتوفر فيها الإمكانيات المناسبة لعقد تلك الامتحانات، من حيث توفر القاعات التدريسية، بالذات في الفترة المسائية أي بعد الساعة الثالثة مساء كل يوم حيث تعقد امتحانات الجامعة فيها أصلا في الصباح وعند الظهيرة، من ناحية أخرى يمكن للطلبة التقدم للامتحانات والعودة إلى أماكن سكناهم بعدها مباشرة، وعند الضرورة يمكن أن تستخدم حافلات وآليات جامعة الحسين لنقل الطلبة من مراكز محافظاتهم لجامعة مؤتة وبالعكس للفترة المؤقتة الطارئة بعون الله.
أما على المدى البعيد، وفي حال استمرار إغلاق أو تعليق الدوام في جامعة الحسين بن طلال لفترة أطول مما سبق لا سمح الله، ولفترة لا يمكن معها استمرارية التدريس حسب الأصول بصورة مناسبة، فسيصبح من الضروري إيقاف القبول في الجامعة لحين عودة الأوضاع إلى سابق عهدها، وكذلك نقل الطلبة الحاليين على مقاعد الدراسة، كل إلى مكان إقامته، وهذين الإجراءين، من شأنهما الحفاظ على أرواح الطلبة أولاً، وحفظ مستقبلهم ثانياً، وهنا أُذكر مجددا بالبند 3 أعلاه من الدستور، الذي جعل الدفاع عن الوطن واجب مقدس وفرض عين على كل أردني وأردنية ، والوطن لمن لا يعرف، هو أرضه ومؤسساته ومكتسباته، وسمعته، ومستقبل أبنائه، وأكثر من ذلك .....؟!