رحلة عذاب
أ. د. مصطفى محيلان
جو 24 : كثيراً ما يكون الدعاء للمسافر هو: سهَل الله دربَك، وقديماً قال الخليفة الثاني الملقب بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يصف مسؤوليته تجاه مواطنيه ومدى التزامه بخدمتهم، مقولته التي صارت مَثلا يُتناقل من جيل إلى جيل «لو ان دابة عثرت لكنت مسؤولاً عنها لِمَ لم أسوي لها الطريق»، فهو الملتزم التزاما تاما بالقيام بالمهام الموكلة إليه بكل أمانة وإخلاص، مع أنه لم يحلف يمينا على ذلك ولم يطلب منه ذلك حسب ما تواتر إلينا، ومع ذلك فقد تحمل عبء الإدارة والقيادة حتى آخر لحظات حياته بكل نظافة، وأمانة، وكياسة، وصبر، وسعة أفق، وعبقرية، وعطف على المؤمنين ولطف بغيرهم، وحزم بلا قسوة وعدل لا ينبغي لأحد من بعده، حتى حاز على إعجاب أعدائه قبل أصحابه، فهو من قيل فيه: عدلت فأمنت فنمت، وهو من وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم «بالفاروق» الذي يفرق بين الحق والباطل. بأبي أنت وأمي يا عمر، ألهذا الحد كنت حريصاً على تسوية الطريق لعابريها، إذ لم يقتصر اهتمامك فقط على إطعام يتيم ذا متربة، أو رعاية مسكين ذا مسغبة، ولم يُلهِك عقد استلام وفتح المسجد الأقصى أولى القبلتين، ولا حتى صك العهدة العمرية التاريخي وما تضمنه من تأمين للخائفين والمستجيرين عن حالة الطرق حتى وإن كان مستخدميها من غير بني الإنسان، فأي زمان كان ذلك الزمان؟! وأي مجلس بلدي كان يعاونك ويتبنى تطلعاتك؟ وما هي ميزانيتك المرصودة آنذاك لشق الطرق وتعبيدها «تسويتها» وصيانتها؟ أوَلهذه الدرجة كان شعورك بعِظم المسؤولية وثِقل الأمانة حتى تيقنت من أن الله سيحاسبك عن حالة الطرق وراحة السيارة فيها، حتى راحلاتهم؟!
أقول هذا أولاً،بعد أن تعرض أكثر من مواطن أردني غالي لحوادث سير في طرقات صممت لتكون خطوط سير دولية تصل شمال الوطن بجنوبه، وممر مزدحم للسواح المحليين والزوار، وممرات للقوافل التجارية وغير التجارية، فما أن تتجاوز جسر مطار الملكة علياء الدولي جنوباً حتى تجد نفسك تعبر مدرجات ولا أقول شوارع طبيعية، فهي تذكرني بالطرق الفرعية لبعض قرى المملكة قبل عشرات السنوات، فما أن يعترضك منخفض إسفلتي أو هوَة وتحاول تجاوزها يمنة أو يسرة مُعرض نفسك وغيرك لحادث مروري، حتى تجدك مجدداً بين اثنتين أو أكثر أعمق وأوسع، هذا بالإضافة للمطبات الصناعية غير الظاهرة للعيان وخاصة في الظلام الدامس إذ أنها ليست مدهونة بمواد فسفورية عاكسة أو بأي وسيلة أخرى تميزها عن الشارع المنبسط «افتراضياً»، وكذلك هو حال العديد من الأرصفة في البلدات التي يخترقها هذا الطريق المأساوي والتي تآكلت وذهب دورها ولونها فلم تعد واجهتها عاكسة أو واضحة المعالم، حتى أمست لا يمكن التعرف عليها إلا عندالأقتراب منها أو ملامستها وفي ذلك ضرر كبير.
وأقول هذا أيضاً بكل صراحة، وأسف، فمن حقي الحديث والسؤال وحتى استجواب المسؤول، فأنا دافع ضرائب ومن حق المانح وهو «أنا المواطن»محاسبة المكلف بخدمته وخدمة الوطن، فالوطن والمواطن صنوان، وكلانا يشعر بعدم الإكتراث في هذا المجال،لماذا؟لماذا لا تُسووا لنا الطريق؟!فهو على حاله هذه منذ بضع سنين! علماً بأن الله قد كرمنا وحملنا في البر والبحر!
فهل حملتمنونا انتم كما يجب؟
أقول هذا أولاً،بعد أن تعرض أكثر من مواطن أردني غالي لحوادث سير في طرقات صممت لتكون خطوط سير دولية تصل شمال الوطن بجنوبه، وممر مزدحم للسواح المحليين والزوار، وممرات للقوافل التجارية وغير التجارية، فما أن تتجاوز جسر مطار الملكة علياء الدولي جنوباً حتى تجد نفسك تعبر مدرجات ولا أقول شوارع طبيعية، فهي تذكرني بالطرق الفرعية لبعض قرى المملكة قبل عشرات السنوات، فما أن يعترضك منخفض إسفلتي أو هوَة وتحاول تجاوزها يمنة أو يسرة مُعرض نفسك وغيرك لحادث مروري، حتى تجدك مجدداً بين اثنتين أو أكثر أعمق وأوسع، هذا بالإضافة للمطبات الصناعية غير الظاهرة للعيان وخاصة في الظلام الدامس إذ أنها ليست مدهونة بمواد فسفورية عاكسة أو بأي وسيلة أخرى تميزها عن الشارع المنبسط «افتراضياً»، وكذلك هو حال العديد من الأرصفة في البلدات التي يخترقها هذا الطريق المأساوي والتي تآكلت وذهب دورها ولونها فلم تعد واجهتها عاكسة أو واضحة المعالم، حتى أمست لا يمكن التعرف عليها إلا عندالأقتراب منها أو ملامستها وفي ذلك ضرر كبير.
وأقول هذا أيضاً بكل صراحة، وأسف، فمن حقي الحديث والسؤال وحتى استجواب المسؤول، فأنا دافع ضرائب ومن حق المانح وهو «أنا المواطن»محاسبة المكلف بخدمته وخدمة الوطن، فالوطن والمواطن صنوان، وكلانا يشعر بعدم الإكتراث في هذا المجال،لماذا؟لماذا لا تُسووا لنا الطريق؟!فهو على حاله هذه منذ بضع سنين! علماً بأن الله قد كرمنا وحملنا في البر والبحر!
فهل حملتمنونا انتم كما يجب؟