2024-05-29 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

وطني باللاجئين رؤوف رحيم..

أ. د. مصطفى محيلان
جو 24 :

وطني باللاجئين رؤوف رحيم.. إلا أن العالم تنكر لهم، وقسا عليهم، وخصهم بعقاب بلا ذنّب! ما الذي جناه الأخوة السوريون اللاجئون بحق العالم، حتى عبس في وجوههم وتولى عنهم؟ باستثناء الأردن، الذي كان لهم الكون بأسره؟ 

دراهم معدودات هي التي تصل إلى صندوق "حياة" ولا أقول صندوق دعم اللاجئين!.

إن ما تتبرع به الأُسر الأردنية لأشقائهم السوريين اللاجئين يفوق ما يصلنا كدولة مستضيفة من دعم لهم، فلماذا يتخاذل العالم في الوقت الذي يجب عليه الوقوف أمام مسؤولياته؟

هل سيُضطر الأردن إلى عرض قضية اللاجئين السوريين باستمرار في المحافل الدولية، ويشرح ويُفصِل تبعات، ربما ما يمكن اعتباره هجرة القرن، إلى العالم وكأن العالم أعمى فلا يرى، وأصم فلا يسمع، وقاصر فلا يعقل!

أليس واضحا وضوح الحق والشمس، ما يقوم به الأردن من تعاون، وصبر، ورضا بقَدَرِه، ونخوة صادقة تجاه أشقائه؟


أليس هو المتحمل للإلتزاماته ومسؤولياته، تجاه المنكوبين المهجرين، فيُجبر ويُدفع بسبب تباطؤ الدعم العالمي إلى بحث موضوع اللاجئين في أروقة الأمم المتحدة، حيث أن غيرنا من الأمم تبدو وكأنها لن ترى إلا عندما ترغب في أن ترى، وبالذات ما تحب أن ترى، وبالشكل الذي يسرها أن ترى، هذا إن رغبت أساساً في أن ترى!


ماذا ينتظر العالم، ولماذا ينتظر، وكم سينتظر، وننتظر!؟

وهل يطيق اللاجئ السوري مزيد من الويلات والانتظار؟
أم أنه لا يأبه لآلامه أحد؟


بلى، سوى من شعب أردني طيب، يمكن وصفه بأنه ممن ( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الحشر9، وقائد من بيت شريف وصف سيده بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم. من ناحية أخرى، لماذا لا تقوم دول مثل روسيا والصين وإيران وغيرهم بتقديم الدعم المالي والمساعدات لإغاثة اللاجئين السوريين، وخاصة في دولة يعرف العالم ما تعانيه ماليا ومائيا كدولتنا؟! تماما كما فعلت دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول شقيقة وصديقة أخرى معنا؟! أم أن تلك الدول تعتبر أن اللاجئين مذنبين؟ أم أنها تعاقبنا نحن على حسن جوارنا لأشقائنا!؟

الكل يعلم ما يترتب على استضافة الأخوة اللاجئين من مصاريف لم تعد بالبسيطة ولا بالهينة، وكشف الحساب الذي فاق ما تحتمله ميزانية دولة مثل دولتنا الحبيبة، ولا أجدني متجاوزاً أو متهوراً إذ اقترحت بأن يتم السعي والمطالبة بتحويل جزء من أرصدة الدولة السورية "إن توفرت" للعناية برعاياهم المتواجدين في الدول المضيفة، وحسبما تسمح به القوانين الدولية "إن كانت تسمح بذلك" بالذات في حالات الطوارئ كالتي يعيشها الشعب السوري المنكوب في الغربة والشتات الآن، فالمال السوري حق للشعب السوري، ولا أجده بحاجة له أكثر مما هو عليه الآن، فهّلا تحرك العالم لإقالة عثرته بل وإنقاذه، فلا مبرر لتهرب العديد من دول العالم من مسؤولياتها أكثر من ذلك، ففعل مثل هذا لا يصنف على أنه قِلة اكتراث، بل كقِلة إنسانية.

تابعو الأردن 24 على google news