jo24_banner
jo24_banner

لست رحيماً بالجامعة

أ. د. مصطفى محيلان
جو 24 :

الجامعة "فلتانة" والدلائل على ذلك كثيرة اذكر منها:

استمرار العنف الطلابي، المتمثل بالمعارك المستمرة داخل حرم الجامعة التي لم يعد لبعضها حرم! فقد انتهكت حرمتها بشكل دوري، وأننا لن نكون مبالغين إذا أطلقنا عليه "دوري عنف الجامعات".


غياب المتابعة الأكاديمية فيها، فعلى سبيل المثال وضعت علامات الطلبة في إحدى شعبها دون تصحيح لدفاتر امتحانات الطلبة، وكثيراً ما يحصل هذا وخاصة بالشعب الكبيرة، والذي اثبت تلك الواقعة، أنه ولسبب ما اضطر مسؤول لدخول مكتب عضو هيئة التدريس ليستلم مكتبه بعد أن برء ذمته وترك الجامعة، وبعد إقرار النتائج بفترة، ليجد أن دفاتر الإجابة للامتحان غير مصححة، مع أن نتائج الطلبة قد أقرت وسلمت، وفي حالة أخرى، يتم الاتفاق على قيمة العلامة " التي لم تعد لها قيمة" بين طالب طالبة والمشرف من بداية الفصل، على أن تكون بضعة وتسعون، طبعاً مقابل "مقابل محرز"، فإذا نزغ الشيطان بينهم، وبعضهم لا يحتاج لنزغ الشيطان فقد يكون هو النازغ، اختلفوا ففضح أمرهم، والمذهل في الأمر، أن تعلم إدارة الجامعة بذلك ولا تفعل سوى حفظ الملف، بمعنى آخر " لفلفت الموضوع" حتى أصبحت بعض جامعاتنا متميزة في تخصص "اللفلفة، والطبطبة" حتى وإن لم يحاضر فيها علماء فحول بوزن العالم الجليل "الطبطبائي".

غياب الحكمة لدى حُكامها وبالتالي ضعف حاكميتها، فعلى سبيل المثال يكلِف رئيسها وهو ليس بالضرورة حكيمها، أعضاء من هيئة التدريس فيها بأكثر من عمل إداري في آن واحد، مما يضطره "ولسوء قراره وتخبطه بوزن الأمور" من تخفيض أعبائهم ألتدريسية، وذلك ليتمكنوا من القيام بمسؤوليتهم الإضافية العديدية، وبعد دخولهم في صلب العمل يجدوا أن الحمل ثقيل، فيتململوا، ويتخبطوا، ويتذمروا فلا يجد كبيرهم "الذي علمهم الهبش" سوى أن يلجأ لمخارج كان أخرها توجيهه لنائبه وبعض عمدائه " أن يضعوا تعليمات تخرجه من مأزقه" وتخوله من خلالها دفع مكافئات مجزية، لمن يرغب أن ينفعه منهم، حتى إذا ما صرفها لهم مستقبلاً، كان له فيها الغطاء القانوني، وبذلك يستطيع استخدام عبارته المقيتة، الظالمة، الهادرة للمال العام، المستخدمة دون وجه حق، والتي كانت السبب في تعثير العديد من جامعاتنا، مالياً وإداريا ومسلكياً، ألا وهي "استنادا إلى الصلاحيات المخولة لدي" افعل كذا وكذا، دون رقيب أو حسيب، فقد تعود على ذلك، حسب قناعته.
أليس لنا وبعد كل هذا بأن نقول وبكل ثقة بأن "السلاح بأيدك بجرح".
خلاصة القول: لم تكن رحيماً بالجامعة، ولست منصفاً، مع اننا كلنا "عبيد" لله.

تابعو الأردن 24 على google news