عاصفة الحزم تحرج الأردن والعلاقة بالسعودية ليست كما هي
ناصر لافي
جو 24 : لا يمكن للأردن وقد اتخذت السعودية قرارا استراتيجيا بمستوى استخدام القوة لكبح جماح ايران في اليمن (حديقتها الخلفية)، إلا أن يلتحق بالحلف الجديد، فالامتناع عن المشاركة بـ"عاصفة الحزم" يعني بالضرورة تحدي قيادة السعودية وفتح سجل عداء سافر معها والوقوع كليا في حضن إيران.
لكن القرار السعودي المفاجئ والذي يبدو أنه اتخذ دون التنسيق مع الأردن أحرج دبلوماسية عمان وقد اندفعت مؤخرا باتجاه طهران، وشرعت في خطوات لترميم علاقتها معها ومع كل من النظامين التابعين لها في العراق وسوريا.
تقدير الحكومة للموقف قبل "عاصفة الحزم" كما هو حال تقديرات النخب يختلف تماما عما هو بعدها، فالمؤشرات كانت تؤكد بأن إيران تربح الجولة بقرب إبرامها اتفاق النووي مع دول 5+1، وتتمدد في أربع دول عربية دون أن تحرك السعودية أو سواها ساكنا، بل وتتحول شيئا فشيئا إلى شرطي أمريكا في المنطقة، فيما لا يبدي الحكم السعودي الجديد بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز حماسا كافيا للسياسات السالفة التي تتبناها مصر والإمارات والأردن، ويتجه نحو خصوم سابقين كتركيا وقطر، وكان هناك من يقدر بأن القيادة السعودية وقد قللت من مستوى التنسيق كما يظهر مع بعض حلفائها بصدد تحول شامل في سياساتها.
بمعنى أن التقديرات قبل العاصفة كانت تتجه إلى الافتراض بأن لا فرصة مع حالة انحدار النظام العربي أو قل هزيمته التي وصلت حد الفضيحة سوى البحث عن المصالح الذاتية، وبهذه المعادلة فالأولوية لتنويع العلاقات.
الحسابات بعد بدء الحملة اختلفت، لم تنقلب لكنها تحولت باتجاه أمكانية نجاح السعودية في ترسيخ دورها كقائد لحلف واسع يحد من هيمنة أيران وربما يردع أمريكا عن مواصلة مغازلتها على حساب العرب أو قل المعسكر السني، إذا جاز استخدام هذه المصطلحات التقسيمية.
لكن بالتأكيد وبالرغم من مشاركة الأردن المحدودة في الحملة فإنه غير راض عن الطريقة التي أتخذ فيها القرار بشأنها، وهو موقف مصر وربما الإمارات أيضا، ولذلك كانت هنالك إشارات واضحة تماما تنطوي على قدر من الغضب أو قل العتب، فتدخل الأردن عسكريا عدة مرات في الخليج هو ما أنقذ الموقف، وبالتالي فلا مبرر لتأخير التشاور معه بشأن الحملة العسكرية لتبدو مواقف عمان متناقضة، إذ يرحب بإيران وحلفائها في بغداد ودمشق صباحا ويصطف ضدهم مساءً.
قد يجادل البعض بأن رد فعل السعودية ناتج أساسا عن توجه الأردن نحو أيران مؤخرا على الأغلب دون تنسيق مع الأولى، وهو الأمر الذي لا يخدم استراتيجية محاصرة الأخيرة بل يغريها بمزيد من الغطرسة والعنجهية، وقد يشير بعضهم إلى تباينات واضحة مؤخرا بين الأردن ومصر والإمارات من جهة وبين السعودية وباقي الدول الخليجية الأخرى من جهة ثانية إزاء مجمل قضايا المنطقة في سوريا والعراق وليبيا واليمن والموقف من حماس والإخوان المسلمين والتوجه نحو تركيا وإلخ.
لكن وبصرف النظر عن الأسباب، فالأرجح بأن علاقات الأردن ومصر والإمارات بالسعودية ليست في أحسن حالاتها وتفتقد إلى الشفافية، وإذا ما صح هذا، فلا بد من مبادرة إلى معالجة الموقف بما يحقق أهداف تمتين حلف عربي إسلامي قادر على وقف التمدد الإيراني ومعالجة بؤر التوتر في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وكما أن المصلحة تقتضي بأن يحسم الجميع خياراتهم تماما إزاء المواجهة الراهنة ودون انتظار نتائجها، فإن السعودية مطالبة بالالتفات إلى أهمية تفهم ظروف الآخرين، ودورهم، واستشعار أولوية تصفير الخلافات في هذه المرحلة لإنجاح المحاولة الحالية في ترسيخ حلف متماسك قادر –بأقل تقدير- على الحوار مع الآخر لضمان مصالحه.
أخيرا، وبالرغم من كون مآلات "عاصفة الحزم" لا تزال مفتوحة، إلا أنه بات واضحا بأن ما يجري يرسخ الاستقطاب في المنطقة، وهو الأمر الذي يصعب عمليا على كل القوى خيار الوقوف في المنتصف.
لكن القرار السعودي المفاجئ والذي يبدو أنه اتخذ دون التنسيق مع الأردن أحرج دبلوماسية عمان وقد اندفعت مؤخرا باتجاه طهران، وشرعت في خطوات لترميم علاقتها معها ومع كل من النظامين التابعين لها في العراق وسوريا.
تقدير الحكومة للموقف قبل "عاصفة الحزم" كما هو حال تقديرات النخب يختلف تماما عما هو بعدها، فالمؤشرات كانت تؤكد بأن إيران تربح الجولة بقرب إبرامها اتفاق النووي مع دول 5+1، وتتمدد في أربع دول عربية دون أن تحرك السعودية أو سواها ساكنا، بل وتتحول شيئا فشيئا إلى شرطي أمريكا في المنطقة، فيما لا يبدي الحكم السعودي الجديد بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز حماسا كافيا للسياسات السالفة التي تتبناها مصر والإمارات والأردن، ويتجه نحو خصوم سابقين كتركيا وقطر، وكان هناك من يقدر بأن القيادة السعودية وقد قللت من مستوى التنسيق كما يظهر مع بعض حلفائها بصدد تحول شامل في سياساتها.
بمعنى أن التقديرات قبل العاصفة كانت تتجه إلى الافتراض بأن لا فرصة مع حالة انحدار النظام العربي أو قل هزيمته التي وصلت حد الفضيحة سوى البحث عن المصالح الذاتية، وبهذه المعادلة فالأولوية لتنويع العلاقات.
الحسابات بعد بدء الحملة اختلفت، لم تنقلب لكنها تحولت باتجاه أمكانية نجاح السعودية في ترسيخ دورها كقائد لحلف واسع يحد من هيمنة أيران وربما يردع أمريكا عن مواصلة مغازلتها على حساب العرب أو قل المعسكر السني، إذا جاز استخدام هذه المصطلحات التقسيمية.
لكن بالتأكيد وبالرغم من مشاركة الأردن المحدودة في الحملة فإنه غير راض عن الطريقة التي أتخذ فيها القرار بشأنها، وهو موقف مصر وربما الإمارات أيضا، ولذلك كانت هنالك إشارات واضحة تماما تنطوي على قدر من الغضب أو قل العتب، فتدخل الأردن عسكريا عدة مرات في الخليج هو ما أنقذ الموقف، وبالتالي فلا مبرر لتأخير التشاور معه بشأن الحملة العسكرية لتبدو مواقف عمان متناقضة، إذ يرحب بإيران وحلفائها في بغداد ودمشق صباحا ويصطف ضدهم مساءً.
قد يجادل البعض بأن رد فعل السعودية ناتج أساسا عن توجه الأردن نحو أيران مؤخرا على الأغلب دون تنسيق مع الأولى، وهو الأمر الذي لا يخدم استراتيجية محاصرة الأخيرة بل يغريها بمزيد من الغطرسة والعنجهية، وقد يشير بعضهم إلى تباينات واضحة مؤخرا بين الأردن ومصر والإمارات من جهة وبين السعودية وباقي الدول الخليجية الأخرى من جهة ثانية إزاء مجمل قضايا المنطقة في سوريا والعراق وليبيا واليمن والموقف من حماس والإخوان المسلمين والتوجه نحو تركيا وإلخ.
لكن وبصرف النظر عن الأسباب، فالأرجح بأن علاقات الأردن ومصر والإمارات بالسعودية ليست في أحسن حالاتها وتفتقد إلى الشفافية، وإذا ما صح هذا، فلا بد من مبادرة إلى معالجة الموقف بما يحقق أهداف تمتين حلف عربي إسلامي قادر على وقف التمدد الإيراني ومعالجة بؤر التوتر في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وكما أن المصلحة تقتضي بأن يحسم الجميع خياراتهم تماما إزاء المواجهة الراهنة ودون انتظار نتائجها، فإن السعودية مطالبة بالالتفات إلى أهمية تفهم ظروف الآخرين، ودورهم، واستشعار أولوية تصفير الخلافات في هذه المرحلة لإنجاح المحاولة الحالية في ترسيخ حلف متماسك قادر –بأقل تقدير- على الحوار مع الآخر لضمان مصالحه.
أخيرا، وبالرغم من كون مآلات "عاصفة الحزم" لا تزال مفتوحة، إلا أنه بات واضحا بأن ما يجري يرسخ الاستقطاب في المنطقة، وهو الأمر الذي يصعب عمليا على كل القوى خيار الوقوف في المنتصف.