انتصار غزة لصالح الأردنيين وهزيمتها طعنة في ظهورهم
ناصر لافي
جو 24 : ليس لأن المقاومة الفلسطينية تتناقض مبدئيا وبنيويا مع مشاريع تصفية القضية، وتقف ضد التخلي عن الأرض والمقدسات وحقوق اللاجئين، وتناهض مشاريع الترحيل والإلحاق والتوطين فحسب، بل لأنها قامت وتقوم عمليا بإفشال كل محاولات فرض تسوية في المنطقة بالشروط الأمريكية الإسرائيلية، وكرست واقعا يستحيل معه تمرير أي حل استسلامي على أرض الواقع دون اجتثاث الفعل المقاوم.
لقد حاول الكيان الإسرائيلي مرارا كسر شوكة المقاومة، وبتواطؤ مكشوف ومخفي من بعض الأطراف العالمية والعربية، وكان واضحا وبأكثر مما يحصى من الأدلة بأن الراغبين بإتمام التسوية من العرب يتمنون الاستيقاظ من النوم وقد قضي على المقاومة الفلسطينية قضاء مبرما، فمشروع التحرر من الاستبداد وتحرير المحتل من الأرض يتصادم تماما مع مشروع التبعية وحكم الشعوب بالحديد والنار والاستسلام لإرادة أمريكا وإسرائيل، وشهدت السنوات العجاف في القرنين الماضيين صراعا مريرا بين الطرفين، تمثل فلسطينيا في التنسيق الأمني وحصار غزة وتجويعها، وعربيا في محاولة لجم الشعوب وإحباط الثورات المطالبة بالكرامة والديموقراطية وتشويهها مؤخرا في مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن و..إلخ
وشكلت عثرة الربيع العربي ما حسبه القوم فرصة، خصوصا بعد اشتداد حصار مصر على القطاع بإغلاق معبر "رفح" وهدم الأنفاق، مما أغرى الكيان بمعاودة المحاولة وبتأييد أكثر سفورا هذه المرة من المتعلقين بمشروع التسوية، وهكذا فقد شهدنا مؤخرا تعاظم محاولات بث روح الهزيمة في الأمة، وبدا البعض أكثر وقاحة وهم يسخرون من المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، ويحملون الضحايا مسؤولية ما يلحق بهم من إجرام صهيوني.
وعلى الرغم من شراسة العدوان وبشاعته، فلا يزال التضامن الشعبي العربي مع الأهل الصامدين في غزة ومقاومتهم الباسلة دون المستوى، وربما يكون هذا مفهوما بعد نجاح عمليات بعض الأنظمة في طعن إرادة الشعوب والالتفاف عليها، لكنه غير مقبول أردنيا، فالمقاومة بكل وضوح هي خط دفاع متقدم عن حقوق المواطنين الأردنيين اللاجئين الذين تستهدفهم مشاريع التسوية المتتالية، وهي الصخرة الصلبة ضد مشاريع التوطين الخشن والناعم التي يروج لها المسكونون بالحلول التصفوية. ولذلك فعندما نخذل غزة فإننا نخذل أنفسنا ونسمح للمتاجرين بنا بإتمام مؤامرتهم.
غزة تتعرض لحملة كبرى يقف وراءها طيف واسع من أعداء الأمة الخارجيين والداخليين، وإسناد مقومتها واجب على كل حر، والأردنيين بكل منابتهم في المقدمة.
لقد حاول الكيان الإسرائيلي مرارا كسر شوكة المقاومة، وبتواطؤ مكشوف ومخفي من بعض الأطراف العالمية والعربية، وكان واضحا وبأكثر مما يحصى من الأدلة بأن الراغبين بإتمام التسوية من العرب يتمنون الاستيقاظ من النوم وقد قضي على المقاومة الفلسطينية قضاء مبرما، فمشروع التحرر من الاستبداد وتحرير المحتل من الأرض يتصادم تماما مع مشروع التبعية وحكم الشعوب بالحديد والنار والاستسلام لإرادة أمريكا وإسرائيل، وشهدت السنوات العجاف في القرنين الماضيين صراعا مريرا بين الطرفين، تمثل فلسطينيا في التنسيق الأمني وحصار غزة وتجويعها، وعربيا في محاولة لجم الشعوب وإحباط الثورات المطالبة بالكرامة والديموقراطية وتشويهها مؤخرا في مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن و..إلخ
وشكلت عثرة الربيع العربي ما حسبه القوم فرصة، خصوصا بعد اشتداد حصار مصر على القطاع بإغلاق معبر "رفح" وهدم الأنفاق، مما أغرى الكيان بمعاودة المحاولة وبتأييد أكثر سفورا هذه المرة من المتعلقين بمشروع التسوية، وهكذا فقد شهدنا مؤخرا تعاظم محاولات بث روح الهزيمة في الأمة، وبدا البعض أكثر وقاحة وهم يسخرون من المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، ويحملون الضحايا مسؤولية ما يلحق بهم من إجرام صهيوني.
وعلى الرغم من شراسة العدوان وبشاعته، فلا يزال التضامن الشعبي العربي مع الأهل الصامدين في غزة ومقاومتهم الباسلة دون المستوى، وربما يكون هذا مفهوما بعد نجاح عمليات بعض الأنظمة في طعن إرادة الشعوب والالتفاف عليها، لكنه غير مقبول أردنيا، فالمقاومة بكل وضوح هي خط دفاع متقدم عن حقوق المواطنين الأردنيين اللاجئين الذين تستهدفهم مشاريع التسوية المتتالية، وهي الصخرة الصلبة ضد مشاريع التوطين الخشن والناعم التي يروج لها المسكونون بالحلول التصفوية. ولذلك فعندما نخذل غزة فإننا نخذل أنفسنا ونسمح للمتاجرين بنا بإتمام مؤامرتهم.
غزة تتعرض لحملة كبرى يقف وراءها طيف واسع من أعداء الأمة الخارجيين والداخليين، وإسناد مقومتها واجب على كل حر، والأردنيين بكل منابتهم في المقدمة.