زيارة نتنياهو إلى الأردن بعيون الصحافة العبرية
ناصر لافي
جو 24 : حسنا فعل اعلام الديوان الملكي حين سارع في نشر خبر زيارة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعمان ولقائه بالملك عبدالله الثاني، مستبقاً بذلك تسريبات قد تحرج عمان كما حصل في مرات سالفة، لكن ولأن الموضوع يتعلق بطرفين فلم تتوقف المعلومات عند مجرد حدوث الزيارة من عدمها، بل تجاوز ذلك إلى المضامين والموقف حيالها.
هنا تحدث الخبر الذي نشر بجوار صور تظهر الملك صارما وهو يتحدث لنتنياهو فيما بدا الأخير مطرقا مصغياً، عن ثوابت الموقف الاردني ازاء القضية الفلسطينية، مشيراً إلى تأكيد الملك خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي ووزير الخارجية ومدير المخابرات العامة، على أهمية "استغلال عامل الوقت والبناء على الفرصة المتاحة، من خلال الجهود المكثفة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وضرورة مراعاة المصالح الأردنية العليا، خصوصا تلك المتعلقة بقضايا الوضع النهائي".
أما في الجانب الآخر فقد صرّح نتنياهو عقب الزيارة، بأن العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وبعض الدول العربية تشهد تقدماً وتحسّناً ملحوظاً بفعل التغيّرات السياسية والأمنية الجارية على الساحة الإقليمية. ونقلت الإذاعة العبرية عنه قوله "إن الشرق الأوسط يشهد تغيّرات جذرية وأن بعض الدول العربية لم تعد تعتبر إسرائيل عدواً بل إنها تشعر بالتهديد من جانب إيران والجماعات الإسلامية المتطرفة"، على حد قوله.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ،اذ كشف مسؤول "إسرائيلي" بارز النقاب عن أن الحكومة الأردنية أبلغت حكومة الكيان الإسرائيلي بشكل رسمي أنها تفضل بقاء الجيش "الإسرائيلي" على طول الحدود بين الضفة الغربية والأردن وليس قوة فلسطينية. وقال أوفير أوكينوس، نائب الوزير في ديوان نتنياهو إن مسؤولين أردنيين حذروا نظراءهم الإسرائيليين من خطورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحدود التي تفصل الأردن عن الضفة الغربية. ونقلت صحيفة "جيروسلم بوست" صباح اليوم الأحد عن أوكينوس قوله: "الأردنيون يعارضون الانسحاب الإسرائيلي من غور الأردن لأنهم يخشون أن تقع الدولة الفلسطينية تحت سيطرة المتطرفين، مثل حركة حماس وتنظيم القاعدة، وهذا ما يمثل تهديداً لحكم الملك عبد الله وليس فقط تهديداً لتل أبيب".
أما الصحفية الإسرائيلية سمدار بيري فقالت إنّ لقاء الملك بنتنياهو جاء بهدف التأكيد على "العلاقات الاستراتيجية بين عمان وتل ابيب التي هي أقوى وأعمق مما يبدو للناظر"، وألمحت إلى تسريبات صحيفة أتلانتك الأمريكية التي قال فيها الملك "علاقاتي بنتنياهو تحسنت وهي قوية جداً". وأكدت بيري في مقالها الافتتاحي لصحيفة يديعوت، الأحد، أنّ " قصر الملك يضغط من اجل حل يفضي الى دولة فلسطينية عاصمتها في شرق القدس"، مشيرة إلى أنه "حذر كالعادة من أن الوقت ينفد".
وحول الشأن المصري نوّهت بيري إلى أنّ "الملك ونتنياهو يتفقان على رؤية السيسي الرجل الأقوى الذي يبدو أنه الرئيس القادم لمصر بعد الحرب التي يشنها على الاخوان المسلمين في مصر وعلى حماس في غزة". وقالت إنّ الملك تجنّب إثارة موضوع الحرب على الإسلاميين الذين تم استبعادهم من اللعبة السياسية في مصر وعُرفوا بأنهم منظمة ارهابية.
وبرأيها فإنّ الملك يخشى من تطاير شرر الحرب على الإسلاميين في جميع الاتجاهات إذا ما تمّ الضغط على القاعدة الأم للاخوان في مصر. وقالت بيري في نهاية مقالتها "يجب أن يواجه الملك عبد الله الآن الحل الذي ينضج في غور الاردن. فهو لا يريد قوات أمن فلسطينية على طول الحدود". وتخلص إلى القول " سيحرص الاردن قبل كل شيء على تحقيق مصالحه، والحفاظ على مكانته الخاصة في شرق القدس، وعلى اتفاقات الماء معنا، وألا يخطر ببال أحد أن يُسلم الحدود الاردنية الى أيدٍ فلسطينية".
من جهتها نقلت صحيفة هآرتس عن ما أسمته بالمصدر الأردني المقرب قوله: "مرة اخرى بدأوا يتحدثون في الأردن عن الخوف من الوطن البديل وأن يصبح الاردن الدولة الفلسطينية". وأشار الكاتب تسفي برئيل في مقالته المنشورة، الأحد، إلى مخاوف أردنية من "ألا يصمد الفلسطينيون أمام الضغط الامريكي فيقدموا تنازلات تأتي على حساب الاردن."، لافتاً إلى أنّ مصدر القلق الاردني يكمن "في مسألة اللاجئين، أو الأدق، في مكانة نحو مليوني لاجيء فلسطيني في الأردن".
ونسب الكاتب إلى المصدر إياه قوله "بحسب المعلومات التي لدينا، تقترح الولايات المتحدة تعويض الاردن عن (فترة الاستضافة) التي مكث فيها اللاجئون في الاردن منذ 1948 شريطة أن يبقى هؤلاء اللاجئون في الاردن وألا يطالبوا بالتعويض."، وأضاف المصدر "اذا كان ثمة بالفعل اقتراح كهذا، واذا ما أُخذ به، فمعناه هزة عميقة للميزان الديمغرافي في الاردن، وعمليا، فقدان هويتنا الاردنية"، على حد تعبيره.
وأشار الكاتب إلى أنّ مجلساً خاصاً في الأردن أقيم بسبب هذه المخاوف يضم الى جانب السياسيين الكبار رئيس المخابرات، فيصل الشوبكي، رئيس مكتب الملك عماد الفاخوري، رئيس البرلمان ورئيس مجلس الأعيان. ويفترض بهذا المجلس أن يصيغ موقف الاردن ومطالبه ويعرضها على وزير الخارجية الامريكي جون كيري. منوهاً إلى "القلق الاردني الذي ترافق وتلميحات علنية في أن محمود عباس يدير قناة محادثات سرية مع الامريكيين من خلف ظهر الاردن، دفعت عباس لأن يبعث بعباس زكي، المسؤول عن الملف العربي في منظمة التحرير الفلسطينية الى لقاءات تهدئة مع الروابدة والبخيت للتأكيد لهما أن ليس هناك أي قناة سرية وأن كل اتفاق يتحقق لن يكون على حساب الاردن".
وختم برئيل بالإشارة إلى رفض الاردن أن تحتفظ قوات اسرائيلية أو امريكية بغور الاردن، ولكنه قلق ايضا من أن تحتفظ قوات فلسطينية وحدها بالحدود. وقد اقترح الاردن في حينه شراكة قوات فلسطينية واردنية تقوم بأعمال الدورية على جانبي الحدود وتستعين بتكنولوجيا امريكية.
جريدة "يديعوت احرنوت" العبرية، قالت بأن السبب وراء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الأردن الخميس يرمي للحصول على معلومات بشأن كواليس الاجتماع المُرتقب بين الملك مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والوفد المرافق له الأسبوع المنصرم، مشيرة إلى أن نتنياهو أبلغ الملك عبد الله خلال اجتماعهما، أنه لن يقدّم تنازلات فيما يخص الحدود في الأغوار أو بشأن تبادل الاراضي مع الفلسطينيين.
بالمجمل فما يروجه الطرف الآخر يحتاج إلى رد رسمي أردني، لكن الأخطر هو ذاك الذي لا ينفيه المسؤولون في الأردن والسلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي ومفاده بأن مساعي الوصول إلى اتفاق تسوية جدية وحقيقية.
هنا تحدث الخبر الذي نشر بجوار صور تظهر الملك صارما وهو يتحدث لنتنياهو فيما بدا الأخير مطرقا مصغياً، عن ثوابت الموقف الاردني ازاء القضية الفلسطينية، مشيراً إلى تأكيد الملك خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي ووزير الخارجية ومدير المخابرات العامة، على أهمية "استغلال عامل الوقت والبناء على الفرصة المتاحة، من خلال الجهود المكثفة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وضرورة مراعاة المصالح الأردنية العليا، خصوصا تلك المتعلقة بقضايا الوضع النهائي".
أما في الجانب الآخر فقد صرّح نتنياهو عقب الزيارة، بأن العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وبعض الدول العربية تشهد تقدماً وتحسّناً ملحوظاً بفعل التغيّرات السياسية والأمنية الجارية على الساحة الإقليمية. ونقلت الإذاعة العبرية عنه قوله "إن الشرق الأوسط يشهد تغيّرات جذرية وأن بعض الدول العربية لم تعد تعتبر إسرائيل عدواً بل إنها تشعر بالتهديد من جانب إيران والجماعات الإسلامية المتطرفة"، على حد قوله.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ،اذ كشف مسؤول "إسرائيلي" بارز النقاب عن أن الحكومة الأردنية أبلغت حكومة الكيان الإسرائيلي بشكل رسمي أنها تفضل بقاء الجيش "الإسرائيلي" على طول الحدود بين الضفة الغربية والأردن وليس قوة فلسطينية. وقال أوفير أوكينوس، نائب الوزير في ديوان نتنياهو إن مسؤولين أردنيين حذروا نظراءهم الإسرائيليين من خطورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحدود التي تفصل الأردن عن الضفة الغربية. ونقلت صحيفة "جيروسلم بوست" صباح اليوم الأحد عن أوكينوس قوله: "الأردنيون يعارضون الانسحاب الإسرائيلي من غور الأردن لأنهم يخشون أن تقع الدولة الفلسطينية تحت سيطرة المتطرفين، مثل حركة حماس وتنظيم القاعدة، وهذا ما يمثل تهديداً لحكم الملك عبد الله وليس فقط تهديداً لتل أبيب".
أما الصحفية الإسرائيلية سمدار بيري فقالت إنّ لقاء الملك بنتنياهو جاء بهدف التأكيد على "العلاقات الاستراتيجية بين عمان وتل ابيب التي هي أقوى وأعمق مما يبدو للناظر"، وألمحت إلى تسريبات صحيفة أتلانتك الأمريكية التي قال فيها الملك "علاقاتي بنتنياهو تحسنت وهي قوية جداً". وأكدت بيري في مقالها الافتتاحي لصحيفة يديعوت، الأحد، أنّ " قصر الملك يضغط من اجل حل يفضي الى دولة فلسطينية عاصمتها في شرق القدس"، مشيرة إلى أنه "حذر كالعادة من أن الوقت ينفد".
وحول الشأن المصري نوّهت بيري إلى أنّ "الملك ونتنياهو يتفقان على رؤية السيسي الرجل الأقوى الذي يبدو أنه الرئيس القادم لمصر بعد الحرب التي يشنها على الاخوان المسلمين في مصر وعلى حماس في غزة". وقالت إنّ الملك تجنّب إثارة موضوع الحرب على الإسلاميين الذين تم استبعادهم من اللعبة السياسية في مصر وعُرفوا بأنهم منظمة ارهابية.
وبرأيها فإنّ الملك يخشى من تطاير شرر الحرب على الإسلاميين في جميع الاتجاهات إذا ما تمّ الضغط على القاعدة الأم للاخوان في مصر. وقالت بيري في نهاية مقالتها "يجب أن يواجه الملك عبد الله الآن الحل الذي ينضج في غور الاردن. فهو لا يريد قوات أمن فلسطينية على طول الحدود". وتخلص إلى القول " سيحرص الاردن قبل كل شيء على تحقيق مصالحه، والحفاظ على مكانته الخاصة في شرق القدس، وعلى اتفاقات الماء معنا، وألا يخطر ببال أحد أن يُسلم الحدود الاردنية الى أيدٍ فلسطينية".
من جهتها نقلت صحيفة هآرتس عن ما أسمته بالمصدر الأردني المقرب قوله: "مرة اخرى بدأوا يتحدثون في الأردن عن الخوف من الوطن البديل وأن يصبح الاردن الدولة الفلسطينية". وأشار الكاتب تسفي برئيل في مقالته المنشورة، الأحد، إلى مخاوف أردنية من "ألا يصمد الفلسطينيون أمام الضغط الامريكي فيقدموا تنازلات تأتي على حساب الاردن."، لافتاً إلى أنّ مصدر القلق الاردني يكمن "في مسألة اللاجئين، أو الأدق، في مكانة نحو مليوني لاجيء فلسطيني في الأردن".
ونسب الكاتب إلى المصدر إياه قوله "بحسب المعلومات التي لدينا، تقترح الولايات المتحدة تعويض الاردن عن (فترة الاستضافة) التي مكث فيها اللاجئون في الاردن منذ 1948 شريطة أن يبقى هؤلاء اللاجئون في الاردن وألا يطالبوا بالتعويض."، وأضاف المصدر "اذا كان ثمة بالفعل اقتراح كهذا، واذا ما أُخذ به، فمعناه هزة عميقة للميزان الديمغرافي في الاردن، وعمليا، فقدان هويتنا الاردنية"، على حد تعبيره.
وأشار الكاتب إلى أنّ مجلساً خاصاً في الأردن أقيم بسبب هذه المخاوف يضم الى جانب السياسيين الكبار رئيس المخابرات، فيصل الشوبكي، رئيس مكتب الملك عماد الفاخوري، رئيس البرلمان ورئيس مجلس الأعيان. ويفترض بهذا المجلس أن يصيغ موقف الاردن ومطالبه ويعرضها على وزير الخارجية الامريكي جون كيري. منوهاً إلى "القلق الاردني الذي ترافق وتلميحات علنية في أن محمود عباس يدير قناة محادثات سرية مع الامريكيين من خلف ظهر الاردن، دفعت عباس لأن يبعث بعباس زكي، المسؤول عن الملف العربي في منظمة التحرير الفلسطينية الى لقاءات تهدئة مع الروابدة والبخيت للتأكيد لهما أن ليس هناك أي قناة سرية وأن كل اتفاق يتحقق لن يكون على حساب الاردن".
وختم برئيل بالإشارة إلى رفض الاردن أن تحتفظ قوات اسرائيلية أو امريكية بغور الاردن، ولكنه قلق ايضا من أن تحتفظ قوات فلسطينية وحدها بالحدود. وقد اقترح الاردن في حينه شراكة قوات فلسطينية واردنية تقوم بأعمال الدورية على جانبي الحدود وتستعين بتكنولوجيا امريكية.
جريدة "يديعوت احرنوت" العبرية، قالت بأن السبب وراء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الأردن الخميس يرمي للحصول على معلومات بشأن كواليس الاجتماع المُرتقب بين الملك مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والوفد المرافق له الأسبوع المنصرم، مشيرة إلى أن نتنياهو أبلغ الملك عبد الله خلال اجتماعهما، أنه لن يقدّم تنازلات فيما يخص الحدود في الأغوار أو بشأن تبادل الاراضي مع الفلسطينيين.
بالمجمل فما يروجه الطرف الآخر يحتاج إلى رد رسمي أردني، لكن الأخطر هو ذاك الذي لا ينفيه المسؤولون في الأردن والسلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي ومفاده بأن مساعي الوصول إلى اتفاق تسوية جدية وحقيقية.