هؤلاء يريدون "إسقاط النظام"!
د.موسى برهومة
جو 24 : يبدو أن تحذيراتنا ونصائحنا للنظام السياسي طيلة الأشهر الماضية ذهبت أدراج الرياح. ويبدو أن عقل الدولة الاستراتيجي ودّع الخدمة، وتقاعد عن العمل والتفكير. ويبدو أن هناك قوى داخل النظام نفسه تريد إسقاطه شعبيا كمقدمة لإسقاطه سياسيا. ومن يتشكك في هذا الافتراض عليه أن يراجع الأشهر الأخيرة، وكيف تعامل العقل الأمني والسياسي مع مشكلات لا يحتاج حلها إلى كبير عناء، ولا إلى اجتراح مقاربات إبدعية جبّارة أو مرهقة.
قوى التأزيم تعمل داخل النظام بحيوية ونشاط، وبوتيرة متسارعة، وتعمد إلى استفزاز الشعب بكل الوسائل الممكنة، وتستعمل في ذلك أساليب قريبة جدا من تلك التي استعملتها أجهزة الأنظمة العربية التي أسقطها الربيع الشعبي العربي.
لقد قلنا إن التعامل الأمني غير الحكيم أبدا مع معتقلي أحرار الطفيلة كان الشعلة التي أججّت نار الغضب الشعبي ليس في الطفيلة وحسب، وإنما في محافظات المملكة. وأصبحت تلك النار تأكل رويدا رويدا من رصيد النظام، وصورته، وهيبته، ومكانته الرمزية في وجدان الأردنيين.
فمن الذي أوصل الأمر إلى هذا الحد.. ومن الذي جعل أهزوجة "علي بابا والأربعين حرامي" واحدة من الفولكلور الشعبي للحراك، حتى إن معتقلي أحرار الطفيلة الستة في سجن الزرقاء يرددونها كل يوم بعد صلاة العشاء؟
من الذي حمى البلطجية ووفر لهم الدعم والإسناد والقوة والعتاد من أجل ضرب الحراك الشعبي. لقد رأينا هؤلاء البلطجية مساء السبت، ووجدنا حجم الدلال والرعاية والحماية التي يتمتعون بها من قبل أجهزة الأمن.
من الذي يؤزم المشهد السياسي. الحراك أم "حماة" النظام الذين يزعمون أنهم الأكثر ولاءً وانتماءً ووفاءً للملك، وهم في ممارساتهم يفعلون العكس تماما. وحتى لا نظلمهم كثيرا، فهم يشبهون ذلك الدب الذي أراد أن يطرد الذبابة عن وجه صاحبه فقذفه بحجر!!
ومن الضروري في غمرة الغبار الذي يلف المشهد السياسي برمته أن نؤكد أن الحل الأمني خيار مفلس، وأن الرهان على إجهاض الحراك الشعبي رهان خاسر، وأن سياسة التسويف وشراء الوقت و "انتظار غودو" لن تجدي نفعا..
الذي يجدي ويثمر هو الحوار الذي يفضي إلى تلبية حقيقية وصادقة وسريعة لمطالب الحراك الشعبي في "إصلاح النظام" والتي هي في جوهرها مطالب الأردنيين جميعا، وبخاصة تلك الشريحة العريضة من الأغلبية الصامتة.
طالبتُ، في أكثر من مناسبة، أن يتدخل الملك شخصيا، ويشرف بنفسه على إدارة الحوار السياسي مع سائر الأطياف الشعبية والسياسية.. وما يزال الأمل يحذوني أن يستجيب الملك لذلك النداء، وأن يجنّب البلد مخاطر العنف الذي تلوّح بتباشيره المقيتة أجهزة صارت ترى في المطالبة بالإصلاح عدوانا عليها وعلى امتيازاتها.
لنجعل "نيسان" الذي أطلع فجر التحولات الديمقراطية في 1989 شهرا لانبعاث الأردن الجديد، وبزوغ شمس الإصلاح والتغيير.
المهمة ليست صعبة، ولكنها تحتاج إلى إرادة حاسمة!
في المرصاد
قوى التأزيم تعمل داخل النظام بحيوية ونشاط، وبوتيرة متسارعة، وتعمد إلى استفزاز الشعب بكل الوسائل الممكنة، وتستعمل في ذلك أساليب قريبة جدا من تلك التي استعملتها أجهزة الأنظمة العربية التي أسقطها الربيع الشعبي العربي.
لقد قلنا إن التعامل الأمني غير الحكيم أبدا مع معتقلي أحرار الطفيلة كان الشعلة التي أججّت نار الغضب الشعبي ليس في الطفيلة وحسب، وإنما في محافظات المملكة. وأصبحت تلك النار تأكل رويدا رويدا من رصيد النظام، وصورته، وهيبته، ومكانته الرمزية في وجدان الأردنيين.
فمن الذي أوصل الأمر إلى هذا الحد.. ومن الذي جعل أهزوجة "علي بابا والأربعين حرامي" واحدة من الفولكلور الشعبي للحراك، حتى إن معتقلي أحرار الطفيلة الستة في سجن الزرقاء يرددونها كل يوم بعد صلاة العشاء؟
من الذي حمى البلطجية ووفر لهم الدعم والإسناد والقوة والعتاد من أجل ضرب الحراك الشعبي. لقد رأينا هؤلاء البلطجية مساء السبت، ووجدنا حجم الدلال والرعاية والحماية التي يتمتعون بها من قبل أجهزة الأمن.
من الذي يؤزم المشهد السياسي. الحراك أم "حماة" النظام الذين يزعمون أنهم الأكثر ولاءً وانتماءً ووفاءً للملك، وهم في ممارساتهم يفعلون العكس تماما. وحتى لا نظلمهم كثيرا، فهم يشبهون ذلك الدب الذي أراد أن يطرد الذبابة عن وجه صاحبه فقذفه بحجر!!
ومن الضروري في غمرة الغبار الذي يلف المشهد السياسي برمته أن نؤكد أن الحل الأمني خيار مفلس، وأن الرهان على إجهاض الحراك الشعبي رهان خاسر، وأن سياسة التسويف وشراء الوقت و "انتظار غودو" لن تجدي نفعا..
الذي يجدي ويثمر هو الحوار الذي يفضي إلى تلبية حقيقية وصادقة وسريعة لمطالب الحراك الشعبي في "إصلاح النظام" والتي هي في جوهرها مطالب الأردنيين جميعا، وبخاصة تلك الشريحة العريضة من الأغلبية الصامتة.
طالبتُ، في أكثر من مناسبة، أن يتدخل الملك شخصيا، ويشرف بنفسه على إدارة الحوار السياسي مع سائر الأطياف الشعبية والسياسية.. وما يزال الأمل يحذوني أن يستجيب الملك لذلك النداء، وأن يجنّب البلد مخاطر العنف الذي تلوّح بتباشيره المقيتة أجهزة صارت ترى في المطالبة بالإصلاح عدوانا عليها وعلى امتيازاتها.
لنجعل "نيسان" الذي أطلع فجر التحولات الديمقراطية في 1989 شهرا لانبعاث الأردن الجديد، وبزوغ شمس الإصلاح والتغيير.
المهمة ليست صعبة، ولكنها تحتاج إلى إرادة حاسمة!
في المرصاد