2024-11-27 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

علينا دراسة ظاهرة الانتحار

نايف المحيسن
جو 24 :

عمليات الانتحار لا يبررها المجتمع ابدا وهي نوع من قتل النفس التي حرم الله تعالى قتلها الا بالحق ولكن اعتقد ان هناك تبريرا لاهدافها والغاية منها ولكن ليس بالانتحار يتم تحقيق الغايات والاهداف فهناك طرق اخرى بديلة يمكن اللجوء اليها.

ويعتبر الانتحار من اكبر الكبائر في الاسلام ولا يجب ان يكون ثقافة في مجتمعنا إذ أنه اصبح في الاونة الاخيرة يحمل مؤشرا خطيرا بازدياد حالات محاولات الانتحار حيث بلغت في العام الماضي حوالي 400 حالة وفي العام الحالي نظرا لعدم توفر الارقام فهي ايضا تؤشر على تنامي هذه الحالة خاصة وان اليومين الماضيين شهدنا في العقبة وحدها حوالي عشر محاولات انتحار ونفذت حالة منها بإقدام مواطن على حرق نفسه وتوفى بعدها بعدة ايام.

ان حالات الانتحار بحاجة الى وقفة مجتمعية اولا ووقفة من اجهزة الدولة المعنية ثانيا للوقوف على المسببات ووضع الحلول لها لان تفاقم هذه الحالة لا يبشر بالخير لمجتمع تربى على قيم الدين الاسلامي الحنيف وعلى القيم والعادات الاجتماعية التي تبدو أنها اختلفت في الوقت الحالي نتيجة تغير ظروف الحياة وصعوبة وضنك العيش اضافة الى المعاناة الاجتماعية والنفسية التي يعيشها الانسان والتي ايضا تحتاج الى دراسات وابحاث من قبل علماء الاجتماع والدين.

وفي هذه الحالة لا اعتقد ان الوعظ والارشاد وانتقاد الحالة وتنبيه المقدمين عليها لمخالفتها تعاليم الدين تكفي رغم اهميتها ولكن المطلوب هو البحث عن الاسباب والمسببات ووضع الاصبع على الجرح والاعتراف بمسببات المشكلة والسعي لوضع الحلول لها لان تفاقمها يعني اننا مقبولون على اوضاع خطيرة ويجب ان لا نربطها فقط بالوضع النفسي للشخص الذي ينتحر او يحاول الانتحار بل علينا ان ندرس الظاهرة واعتقد ان من عليهم ذلك هم علماء الاجتماع وبالتعاون مع الجهات الرسمية ودراسة كل حالة بعينها والعمل على وضع توصيات للجهات المعنية وان تكون ملزمة لوضع الحلول.

علينا الا نغفل الثقافة التي سادت مجتمعاتنا العربية بعد ان كانت قصة انتحار شاب في تونس هي من أجج الثورة في تونس وبعدها انتشرت كالنار في الهشيم في العديد من الدول العربية ويبدو ان الحالة هذه عكست ظلالها على الجميع خاصة وان انتحار البوعزيزي في تونس جاء بعد ان تمت محاربته في لقمة عيشه فاعتقد انه كان هناك من يلجأ لمحاربة الناس في لقمة العيش- تحت اية ذرائع او اهداف قد يكون الهدف منها تنظيم حالة في المجتمع- عليه ايجاد البديل وان يتم ذلك بالحسنى لا ان يتم بالاكراه.

واعتقد ان ظاهرة الانتحار برغم ذلك هي ظاهرة عالمية فحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فان اكثر من مليون شخص ينتحرون سنويا بطرق مختلفة ولاسباب قد تكون معروفة وقد تنبهت منظمة الصحة العالمية الى هذه الظاهرة وخصصت يوما عالميا لظاهرة الانتحار ودعت المجتمعات ووسائل الإعلام الى الاهتمام بهذه المناسبة للوصول الى حلول ناجعة للحد من ظاهرة الانتحار مع التاكيد على وضع الحلول المناسبة للمشاكل التي تكون سببا لهذه الظاهرة؛ مثل البطالة والفقر والحروب وغياب العدالة الاجتماعية.



(الدستور)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير