2024-07-03 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

تدمير غاباتنا بدل ان نزيدها

نايف المحيسن
جو 24 :

الغابات تعمل على المحافظة على التوازن البيئي بالدرجة الاولى وتسهم في الاستمطار وهي مرفق سياحي هام اضافة الى ان المناظر الخلابة التي تضفيها على مناطق تواجدها تعطيها سمة جمال ساحرة تبعث الامل والانشراح في نفس من يشاهدها او يزورها او يتفيأ ظلالها.

مع قرب او خلال فصل الشتاء تمتد الايادي الغادرة الى جذور واغصان هذه الاشجار المكونة للغابات باعتداءات اثمة لغايات التدفئة والبيع لارتفاع ثمنها في الوقت الراهن ولان البعض يرى انها توفر عليه تكاليف الطاقة التي يحتاجها في فصل الشتاء خاصة مع تزايد ارتفاع تكاليف المحروقات التي اقدمت الحكومة على زيادتها الشهر الماضي.

اشجار السنديان والبلوط واللزاب والزعرور والملول والقيقب مع اشجار السروهي المكون الاساسي لهذه الغايات تأتيها ليلا مناشير كاتمة للصوت تحملها ايادٍ لا ترحم تقوم بالنشر والتقطيع لتحول هذه الغابات الى ارض موات.

يقول العارفون بامر التحطيب والمطلعون عليه: ان مدافئ الحطب شهدت هذا الموسم اقبالا منقطع النظير وقد زاد الطلب على هذه المدافئ لاستخدامها بدل مدافئ المشتقات النفطية التي كانوا يستخدمونها في السابق حيث ارتفع الطلب عليها بما يعادل خمسة اضعاف ما كانت عليه وهذا الامر يشير الى اننا نواجه خطر تصحر ما تبقى لنا من غابات.

في بادرة تضامنية فردية مع الغابات امتنع احد تجار المدافئ في جرش والذي كان يتاجر بها على مدى اكثر من نصف قرن من الزمان عن بيع هذا النوع لزبائنه رغم الارباح التي قد يحققها هذا التاجر مع زيادة الطلب على هذا النوع من المدافئ هذا العام ويقول السيد عبدالله ابوكشك الزريقات الذي كان يشتهر ببيع هذه المدافئ انه اتخذ قرار الامتناع عن البيع عندما علم ان زبائنه يلجؤون لقطع الاشجار في الغابات الحرجية ليوفروا الحطب اللازم لهذه المدافئ التي يقوم ببيعها لهم ليعمل على الحد ولو من جانبه من الاعتداء على الثروة الحرجية وتدميرها لانه يعتقد انه عندما يقدم هذه السلعة فانه يشارك الاخرين في الاعتداء.

الاعتداءات على الاشجار الحرجية تشمل مناطق عديدة خاصة في شمال المملكة حيث غابات اشتفينا ودبين وجرش وعجلون وكفر خل وغيرها من الغابات والرقابة غير مفعلة من قبل وزارة الزراعة على هذه الغابات كما ان غض الطرف عن بيع المناشير الخاصة بتقطيع الاشجار هو ما يسهم الى حد كبير في هذا التعدي؛ ما يتطلب ان تقوم وزارة الزراعة بوضع ضوابط ملزمة لاستخدام وبيع هذه المناشير خاصة وانها لا تصدر اصواتا عندما يتم تقطيع الاشجار بها هذه بالاضافة الى ضرورة زيادة المراقبين «الطوافين» في هذه الغابات وان يكون هناك انتشار واسع لهم في ساعات الليل والفجر.

اعتقد ان من يتاجرون بالحطب ومن يقومون بالتحطيب معروفون او من السهل معرفتهم ليتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم فالغابات ثروة ويجب ان نحافظ عليها من قبل كل من يحاول العبث بها خاصة وان بعض هؤلاء العابثين اصبحوا يشكلون عصابات اجرامية لمن يحاول الاقتراب منهم باطلاق النار عليهم؛ فهم اصبحوا يعتبرون هذه الغابات اوكارا لهم ممنوعا على أي مسؤول الاقتراب منهم.
(الدستور )

تابعو الأردن 24 على google news