2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

اجيال لا ترحم

نايف المحيسن
جو 24 : هل اصبح لدينا من الابناء من لا يحترمون والديهم، وهل اصبح هناك ابناء يتمادون على الوالدين، من هم هؤلاء الابناء ولماذا هم كذلك وهل السبب سوء التربية البيتية مما قد يعود الضرر على أهله ام هل السبب البيئة سواء التعليمية منها ام المكانية؟

ليس مستغربا الان ان تجد الاب والام هما آخر اهتمامات الابناء رغم ان الابناء هم من يحتلون المرتبة الاولى في اهتمامات الوالدين حتى انهم يفضلون ابناءهم على أنفسهم ويعتبرون ان وجودهم في الحياة بعد ان جاء ابناؤهم للحياة هو ليصبحوا فقط لخدمة ابنائهم وليحققوا لهم كل رغبات يطلبونها على حساب انفسهم (اي الوالدين).

الوقت الحاضر اختلف عن الماضي كثيرا فالحاضر هو للابناء بالدرجة الاولى في حياة الزوجين حيث ان في السابق كان هناك عدم اهتمام بالابناء كما هو حال اليوم فلا اهتمام بأكلهم ولباسهم ومصروفهم سابقا فقد كانت تمر على الابن ايام كثيرة او نادرة ما ياخذ مصروفاً من والده مع ان الابناء حالياً لا يعجبهم اي مصروف يقدم لهم فقد يصرف الواحد منهم اكثر مما تصرفه العائلة على احتياجات المنزل.

في زمننا كنا نجد القرش او القرشين او الشلن شيئاً هاماً وكان مثل هذا المبلغ لا يمكن ان نشتري به سندويشة فلافل فقد نضطر عدة ايام حتى نجمع ثمن سندويشة الفلافل التي اصبح ابناء الجيل الحاضر لا يرضون بها ففي زماننا لمن نكن نشتري العصير ولا الشيبس ولا الشوكلاته التي تعتبر من كماليات المصروف اليومي لابنائنا في الوقت الراهن.

المهم اننا نقدمهم على انفسنا وهم يؤخروننا ولا يعتبروننا وعندهم صديق او زميل لهم اهم من الوالدين وهم يعتبرون ان الوالدين لهم مهمة واحدة فقد وهي توفير المصروف لهم ويربطون علاقتهم وحبهم لاهلهم بحجم المصروف الذي يقدم لهم.

هذا الجيل لا يهمه شيء في الدنيا وليس لديه الاستعداد لان يقوم بأي جهد وليس لديه الاستعداد ايضا ان يحاول ان يكون له ادنى تفكير عن كيفية ان يوفر له والداه مصروفه المرتفع ولا يهمه الا ان يتوفر له مثل هذا المصروف وفي التعليم ان درس او اهتم بدروسه يحمل والديه الجميل بانه يدرس لهم وليس له فهو بذلك يعتقد انه يحقق رغبات والديه وليس رغباته فأي جيل هذا الجيل.

على كل ما يهمنا في هذا المجال هو العمل على اعادة ترتيب المنظومة العائلية فهي الان لصالح الابناء وليست لصالح الوالدين والاسرة عليها ان تعيد من توجهاتها لان مثل هذا الامر المتعلق بتدليل الابناء اصبح ينعكس سلبياً على الاباء فانت كلما اعطيت زيادة عن الحد كلما وجدت تراجعاً من الطرف المقابل تجاه ما تقدمه بل على العكس قد تجد هناك حالات تمادي يقوم بها الابناء تجاه الاباء وقد تصل في كثير من الحالات الى حد الايذاء بالضرب او بالالفاظ النابية واعتقد ان سبب ذلك هو اهتمام الاباء الزائد تجاه الابناء وعدم الجدية في التعامل معهم ووضع حدود سواءً في التصرف او في المصروف.

نحن نعاني من اجيال لا ترحم برغم اننا نحن من نسعى لرحمتها.


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير