jo24_banner
jo24_banner

تشليح الولاء

نايف المحيسن
جو 24 :

  احيانا لا نؤمن بعدالة قضية إلا عندما نجبر أن نكون جزءا منها.

وفي بعض الأحيان قد يتعزز إيماننا بقضية عندما نجبر أيضا أن نكون جزءا منها.

هناك من يأتيه المجد الحقيقي من أبنائه و ليس العكس فالأبناء الذين يورثون آباءهم الحرية او يعززونها لهم هم نقيض للآباء الذين يورثون أبناءهم السلطة و في هذه الحالة فإن المجد الذي لا يضاهيه مجد هو النوع الأول من التوريث لأنه ينطلق من قواعد شعبية قوية في حين أن النوع الثاني غالبا ما يرتبط بالفساد الذي يمقته الشعب و يحاربه.

الحالة الطفيلية هي السائدة و المفترض أن يتوقف الجميع عندها لأنها حالة الحرية و العناد و حالة الرفض للوصول الى القبول الشعبي وإلا فالركون للوضع القائم.

أعتقد أن الحالة الطفيلية لن تقبل بأي حلول تبقي على الوضع القائم خاصة و أن هذه الحالة قدمت تضحيات للوطن و قبلت أن تكون المبادرة ولن تقبل ان تكون "كبش فداء".

لا أريد أن اسهب في ما تطورت إليه الأمور حد القمع أوليس السجن هو أكبر قمع للمطالبين بالحرية في الطفيلة؟ أوليس السجن و التعذيب هو أكبر من كلمة قمع لمن ناصروا سجناءالحرية على الدوار الرابع؟


ماذا تتوقعون ممن تم تشليحهم ملابسهم و جعلوهم أقرب للعراة في زمن أصبح التعري فيه ليس للأحرار بل لمن هم نقيضهم ممن ساهموا في تعرية الوطن و استباحوه كمن يستبيحون كل الأشياء في غرفهم الخاصة فاعتبروه كذلك غرفا خاصة لممارسة كل أشكال الفسادالرذيل و جعلوه كما قال عن الأوطان مظفر النواب في قصيدته التي كشفت فيها كل العورات.

نعم يا أستاذي محمد داودية هم لم يقوموا بتشليح المعتقلين ملابسهم و ابنك أحدهم و هو يقول لهم أن من تدعون انكم تدافعون عنه هو سيدي و لم تشفع له سيرة والده و تاريخه و ولاؤه الذي استمده منك لسيده فهو عرف الولاء و تلقنه من دروس أنت قمت بتعليمها له و حفظها عن ظهر قلب و لكنهم عندما شلحوه ملابسه لم تعرهم مدرستك من الولاء و التي يعكسها ابنك لهم اي اهتمام.

لا أدري عن من هم يدافعون طالما أن عمر يقول لهم انكم تخالفون الدستور و تخالفون تعليمات سيدنا, يبدو أن هناك شيء آخر غير الملك يثأرون له من أحرار في وطن نعتقد أن الملك أول من ناصرهم و استعد ليضع يده بيدهم لتحقيق الإصلاح المنشود.

كتبت قبل فترة مقالة بعنوان الملك معنا و ليس معهم , استمديت أفكاري و جعلتها انعكاس لرؤية الملك تجاه الإصلاح وفق ما أعلن الملك مرات و مرات و مرات و شكى من قوى خفية تمارس مهاما لمنع الإصلاح و أسماها أحيانا قوى الشد العكسي و أحيانا أخرى قوى القبضة الأمنية المتحجرة.

اقول لاستاذي العزيز و ابنه المصدوم ان النظام و الحالة هذه لن يكون معنا فهو معهم بل على العكس فإنه يتم محاربتنا باسمه لأجلهم.

هل يريدون ولاءا للملك أبلغ من ولاء عمر محمد داودية ؟ و هل يسعون لتشليحه هذا الولاء ؟

تابعو الأردن 24 على google news