مركز العلاج بالخلايا الفكرة عندما تصبح منشأة رائدة
جهاد المومني
جو 24 :
مركز العلاج بالخلايا الجذعية اسم جديد وصرح آخر يضاف الى قائمة طويلة من الانجازات الطبية التي تحققت بفضل افكار خلاقة راودت نخبة من علماء الاردن المبدعين ثم تطورت هذه الافكار ومرت بكل العقبات التي غالبا ما تعترض المشاريع الجديدة المثيرة للجدل ومنها مركز العلاج بالخلايا الجذعية الذي كان قبل ثمان سنوات من اليوم مجرد حلم جميل راود د.عبد الله العويدي العبادي فوضع نصب عينيه تحقيق هذا الحلم كي تواكب المسيرة الطبية الاردنية مثيلاتها في الدول المتقدمة .
حلم تجاوز حدود ما هو مسموح به احيانا في دول العالم الثالث ،لكن الاردن قام اساسا وتجذر على قاعدة تحويل التحديات الى فرص ومن هناك انطلق البرفسور العبادي صاحب المشروع واضعا نصب عينيه تجارب من سبقوه من علماء الاردن الى مشاريع جدلية تحققت بفضل ما بذلوا من جهود وتضحيات فكان النجاح حليفهم وفازوا بقضاياهم في نهاية المطاف.
مركز العلاج بالخلايا الجذعية مشروع رائد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ،مر بولادة عسيرة ما بين البحث عن الارض الى ان وجدت ،ثم في البحث عن المال الى ان تحقق البعض منه ،ثم جاء المدد من راعي الاردن الحديث ليحظى المركز بدعم وتأييد جلالة الملك إلى ان تحقق حلم القائمين على المركز وكلهم فخر برعاية جلالته وافتتاحة للمركز رسميا يوم الاحد الماضي ،وقد كانت دهشة من شاركوا في حفل الافتتاح حين تعرفوا على المركز بمبناه الجميل في كنف الجامعة الاردنية ومستشفاها الشامخة ثاني أكبر صرح طبي في المملكة ،وحين تعرفوا على الاجهزة الطبية المتطورة في المركز والتي تماثل افضل الاجهزة الطبية الموجودة في العالم ثم على ما يقدم من خدمات علاجية واعدة في عالم الطب.
لقد بدت السعادة على وجه جلالة الملك طوال زيارته وقيامه بجولة قصيرة في ارجاء المركز شملت غرف العمليات والمختبرات ومصنع الخلايا وعنابر المرضى ،لقد ابدى اعتزازه بهذا الانجاز الهام وحرص على ان يشارك العاملين في المركز صورة تذكارية ستبقى وساما يعتزون به ،ومن كلمات جلالته المشجعة يستلهمون الهمة لبذل كل ممكن كي يزدان هذا الصرح بالنجاحات والانجازات التي ستضيف الى سجل الاردن المشرف في مجال العناية الصحية صفحة أخرى .
لقد شارك سفير خادم الحرمين الشريفين في الاردن سمو الامير خالد بن فيصل آل سعود في حفل الافتتاح وعبر عن سعادته بقيام هذا الصرح العلاجي الحديث في بلد تربطه بالمملكة العربية السعودية احسن العلاقات وأكثرها التصاقا بهموم المواطن وتنميته في البلدين ،فالمملكة الشقيقة حضرت في شخص سمو الامير لكنها كانت دائما موجودة من خلال ما قدمت لجعل حلم المركز حقيقة واقعة مثبتة بالشواهد، فقد قدمت المملكة العربية السعودية منحة مالية كريمة قدرها عشرة ملايين دينار من ضمن المنحة الخليجية والصندوق السعودي للتنمية وهذا المبلغ الكبير وضع في خدمة الانسان الاردني والانسان العربي ومن يحتاج علاجا بالخلايا ،بل وفي خدمة الانسانية جمعاء .
مركز العلاج بالخلايا الجذعية سيفتح افاقا واسعة امام الابداع الطبي الاردني ،وسيلعب دورا رائدا في اضافة علاجات نوعية ومبتكرة الى ما يوفره بلدنا حتى اصبح الرائد في الرعاية الصحية على مستوى العالم العربي ،كما ان المركز وقد بدأ انطلاقته بكوادر محلية متواضعة العدد والخبرات سوف يعمل على بناء قدرات وخبرات احترافية ومتخصصة في مجال الخلايا الجذعية وما هي الا سنوات حتى تبدأ ملامح هذا الانجاز بالظهور على شكل اخبار سعيدة مصدرها المركز ومحورها الانسان .