آه يا حمد !
يبدو الحديث عن كرة القدم والرياضة الأردنية ترفا في ظل معاناة المواطن وقسوة ظروفه المعيشية فجرة الغاز أهم من كرة القدم وتبقى الكرة متنفسا للأردنيين وهمّا يؤرقهم في مجالسهم وأحاديثهم .
تراجعت الرياضة الأردنية كغيرها من القطاعات بفعل السياسات والتوجهات الحكومية وجذب المنتخب الأردني إهتماما كبيرا بقيادة المصري محمود الجوهري وبعده العراقي عدنان حمد لفترة ما ..
استبشر الأردنيون خيرا بمنتخبهم الوطني لكرة القدم وحلموا بالوصول للبرازيل وساهم الإعلام الرسمي والتسحيجي بحشد الشارع الأردني تحت شعار ((يلا على البرازيل )) وكان الحديث كأن خيولنا قد أناخت على الشوطيء الذهبية لريوديجانيرو وهي التي لم تبارح سقف السيل لأن الرياضة تحتاج تخطيطا وصبرا وطول نفس .
ففي كل مرة كان الفريق يخسر يصمت الإعلام والنقاد وتجدد الثقة في الإدارة الفنية واللاعبين حتى ونحن نئن تحت سيوف الساموراي في اليابان بسداسية ...تذكرت منطق ثقة ونص وخمسة في مجالسنا النيايبة والطريف أننا كلما جددنا الثقة نخسر !
...وقد كتبت مسبقا عن الأردن وكبرياء حمد ...وحذرت من الإفراط بمنح الثقة دون المحاسبة والمدارسة ليس بقرار فردي وإنما ضمن إطار مؤسسي تحت مظلة الإتحاد ومجلس إدارته وهيئته العامة .
آه يا مدربنا الذهبي محمد عوض - شفاك الله - وقد قرر الاتحاد ألا يشارك بكرة القدم في الدورة العربية التي أقيمت ببيروت ولكن إصراره ورغبته بالمشاركة وتعهده بالفوز جعل المنتخب الأردني يشارك يحصد الذهبية لدورتين بقيادته الفنية ولم يتوفر له ربع ما توفر لحمد ولكنه أردني مخلص من الحراثين أبناء هذه الأرض التي تستحق منا الكثير .
حمد تلقى الخسارة بعد الخسارة من اليابان وعمان والعراق وحقق فوزا يتيما أمام أستراليا ببركة شفيع وهم يقولون : ثقة ونص !
الشارع الرياضي الأردني عموما لا تعجبه طريقة إدارة حمد للمنتخب سواء إختيار اللاعبين والتخطيط للفريق ورسم السياسة العامة والمعسكرات وهو كما يعلم الجميع يتصرف بمنتهى الحرية دون أي تدخل أو محاسبة .
وأمس تفجرت موجة غضب رياضية على الاتحاد وحمد بعد خسارة المنتخب الأردني أمام الفريق السوري في بطولة غرب آسيا والأردن عراب إتحاد غرب آسيا والأميرعلي هو رئيس هذا الاتحاد ومنه كانت الإنطلاقة للإتحاد الأسيوي والفيفا فقد خسر المنتخب الوطني أمام فريق تم تجميعه على عجل لخوض البطولة في بلد يعاني الحرب والدمار والقتال ولا يوجد رياضة ولا دوري ولا دعم مادي كالمقدم لحمد ولاعبيه .
تأخر إعداد هذا المنتخب الرديف وخاض مباريات ودية مع أندية الجزيرة وشباب الأردن وتلقى تدريبات قليلة جدا والمسؤول الأول هو حمد وكادره التدريبي فكيف تخوض بطولة بفريق غير معد ؟ وأين الأجندة المخصصة للبطولات والاستعداد قبيل المشاركة وأين مسؤولية الاتحاد ؟
سقط المنتخب الأردني أمام العراق وسوريا وودع البطولة من دورها الأول و وبرزت مشكلات فنية في قراءة اللعب وإدارة المباريات وسوء الإختيار والتغيير للاعبين .
انتقد بعض المختصين حمد على إستحياء فكأنه غدا خطا أحمر في وقت تتماهى وتسقط كل الخطوط أمام كرامة المنتخب وأهمية الحضور المشرف للأردن رياضيا في المحافل العربية والأسيوية .
قدم لاعبو الأردن كل ما لديهم واتضح أن المنتخب يعاني فنيا والسبب مدربه حمد الذي يكلف الأردنيين مبالغ طائلة هو وجهازه الفني ولاعبيه كلها ذهبت هباء بعناد ونرجسية وكبرياء وثقة مفرطة يُسأل عنها الإتحاد الأردني لكرة القدم الذي بدد آمال الأردنيين وفرحتهم بمنتخب قوي قادر على مقارعة الكبار والوصول لكأس العالم وأجزم أن الحلم لم يكن مستحيلا والملف كله يحتاج مراجعة ودراسة موضوعية .
الإنحدار والتراجع لكرة القدم ظهر عيانا برفض الاتحاد الآسيوي مشاركة فرق أردنية في أقوى بطولة آسيوية للأندية وهي بطولة أبطال الدوري حيث قرر الإتحاد أن الأندية الأردنية غير مؤهلة للمشاركة ولم تحقق متطلبات المشاركة ولا الحد الأدنى منها رغم وجود الأمير علي في أرفع مناصب الإتحاد الآسيوي والفيفا .
مع بقاء ثلاث مباريات للمنتخب الأول في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أمام اليابان وعمان وأستراليا لنعيد البسمة لمحبي المنتخب الوطني ونقدم صورة مشرقة عن الكرة الأردنية ونتدارس الأمر فما زال هناك فسحة في الوقت قبل أن يتسع الخرق على الراتق شرط إقصاء حمد والاستعانة بمدرب الفيصلي الروماني تيتا الذي سبق له أن قاد المنتخب السوري وقدم مستويات مميزة.