2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ضاع حلم المونديال

هاني حجازي
جو 24 :

بحثوا عن كبش فداء يحملونه خسارة المنتخب الأردني الثقيلة أمام الأوروغوي فكان عند عامة الجمهور والمشاهدين محمد الشطناوي حارس المرمى الأردني الذي كان أفضل خيار للمدرب في ظل حرمان شفيع وتراجع مستويات باقي حراس المنتخب ولكن رهبة الموقف وصعوبة التجربة عطلت تركيزه وشتت إنتباهه ولا يستطيع ملم بالكرة أن يحمله المسؤولية عن الخسارة. وكذلك باقي اللاعبين.

جوهر المشكلة أعمق وهو آلية إتخاذ القرار في بلدنا وعصمة المسؤول الأول فلا رقيب ولا حسيب ولا إعلام صادق وشفاف يضع النقاط فوق الحروف. التخلص بسرعة من عدنان حمد العراقي في وقت ضيق جدا ولأسباب مجهولة ساهم فيها حمد نفسه حين صرح أنه سيترك المنتخب الأردني وتتحدث مصادر عن خلافات بينه وبين الأمير ساهمت في إبعاده عن المنتخب بطريقة مسرحية.

وجاءت المفاجأة في التعاقد مع حسام حسن المصري صاحب المشاكل الكثيرة كلاعب وكمدرب والذي لا يملك أدنى خبرة في الكرة الآسيوية والأردنية ولم يسبق له أن درب أندية خارجية ولا منتخبات.
توصية من نجل المرحوم الجوهري جعلت حسام حسن الخيار الأول والأوحد لتدريب المنتخب وكان التعاقد معه بشكل سريع جدا وبقرار فردي. استلم المهمة وهو غير المؤهل أصلا للقيام بها فبدأت مشاكله، يريد أن يخرج اللاعبين من جلباب حمد وساهم تأخره بالقدوم إلى عمان وكثرة أسفاره إلى بلده المضطرب ومتابعته عبر الشاشة للمباريات في البطولات الأردنية إلى إهتزاز صورته أمام الرياضيين.

فشل حسن في الفوز في أي مباراة قادها حتى وصلنا إلى مباراة الأوزبك البرزخ الذي عبرناه بالدعاء وبتفوق شفيع وأداء بطولي للنجوم في أرض الملعب.
في مؤتمر صحفي للمدرب المصري، بدأ حسن يتحدث عن إنجازه بالوصول للملحق والتقدم على سلم الترتيب الدولي فهذا بنظره مجرد إنجاز يجب التوقف عنده وبات الأمر في تفكيره وقد انحسم فجاءت لغته وقراراته مضطربة بعد ذلك.
استبعد عامرذيب وحسن عبدالفتاح قبيل بدء مرحلة الإعداد النهائي لمباراة الأوروغوي. ولم يرغب بإستعادة نجوم لها وزن تضايقت من طريقة معاملته للاعبين هما رائد النواطير وباسم فتحي فقد كانت الحاجة ملحة لعودة هذين النجمين فالنواطير سبق أن لعب أمام الأوروغوي في بطولة العالم للناشئين في كندا وباسم فتحي من أكثر لاعبي الخبرة تمثيلا للمنتخب الوطني.

واكتملت سقطات المدرب بضم لاعبين إحتياطيين بنواديهم ولاعبين لم يقدموا مستويات تذكر واستبعد لاعبين مميزين وكان يفترض إستدعاء لاعبي الخبرة ومن طريف ما يُروى أنه استدعى لاعبا بالخطأ ومما يثير الدهشة أن مسؤولي الإتحاد لم يتدخلوا قط وجاءت تسريبات صحفية أن المدرب سيقال بعد المباراة الثانية فاز أو خسر فهم لم يكونوا راضيين عن طريقة السب والشتم وأسلوب التعامل مع النجوم.
وجاء معسكر قطر ليخرج الخلاف علنا بين المدرب واللاعبين وعلى رأسهم شفيع فعاد المنتخب إلى عمان بضغط نفسي كبير وبقلق أكبر فجاءت الكارثة بالتشكيل وأسلوب اللعب والتغيير.

حسن المتهور والمراهق كرويا أطاح بحلم داعب خيال الأردنيين منذ سنوات وهو (يلا على البرازيل) وصرح أمام الإعلام أنه يتحمل المسوؤلية وفي داخل غرف اللاعبين يثور ويلقي باللوم عليهم وعلى الملعب المبلول وإداري المنتخب أسامة طلال. وكل مرة يتدخل الأمير لترتيب الأمور داخل المنتخب ويبدو أنه وجد نفسه مضطرا لمرافقة المنتخب في رحلته الطويلة إلى امريكا الجنوبية لمباراة الرد حتى يحافظ على وحدة الفريق وروحه.

الكرة الأردنية تحتاج إلى تصويب المسار ...نعم ما تحقق كان جميلا جدا وحالما وعلينا الإقرار بانه بالقوة والحزم والتخطيط السليم والرؤية كان يمكن أن يكون الوضع أفضل بكثير.

آن الأون أن يأتي أناس جدد يتسلمون دفة الإتحاد ويديرون الكرة الأردنية إلى مستقبل جديد لقد كانت نقطة التحول في الكرة الأردنية التعاقد مع المدرب المصري المرحوم محمود الجوهري واليوم نحتاج إلى إعادة قراءة لمجمل ملف الرياضة والكرة الأردنية.

تابعو الأردن 24 على google news