أسطورة الفيصلي
هاني حجازي
جو 24 :
الفينيق طائر أسطوري عندما يموت يصير رمادا ويُبعث من رماده فكأن نهايته هي البداية .
في كرة القدم الأردنية لا يزال الفيصلي منذ ستة وثمانين عاما كطائر الفينيق كلما تعثر أو تأخر وعاندته الأيام عاد وحلق وعلا فوق السحاب .
الفيصلي الأسطوري الذي يبرأ وإن أثخنته الجراح، تجاوز آلامه وفجيعته بشيخه الراحل، وتغلب على أسوأ استهلال لموسم كروي ونزيف النقاط في الدوري وتغيير الأجهزة الفنية وإنتخابات الإدارة الجديدة.
قبع الفيصلي في المركز السادس ووضع المحبون أيديهم على قلوبهم ويئس بعضهم واعتبروه موسما للنسيان ولكن الفيصلي عاد كالبحر لا يشيخ! تأبى روحه إلا أن تنهض ولا تقبل له أن يكبوَ ويضعف.
جمهور الفيصلي الكبير له الدور الأكبر في المحافظة على رمزية الفيصلي وقوته وغدا جمهوره ظاهرة إذ وجد كثيرٌ من الشباب في الفيصلي -وما يمثله من تقاليد وقيم وحضور- شيئا يتمسكون به ويمنحونه الحب والولاء ويُرخصون له كل غال ويرتحلون معه تنسم الفيصلي القمة بقيادة ابنه راتب العوضات وتربع على صدارة الدوري بفارق أربع نقاط عن أقرب مطارديه ويستطيع الفيصلي حسم اللقب لو تمكن من الفوز بالجولتين القادمتين أمام الأهلي والبقعة وتصبح آخر مبارياته للتتويج باللقب الرابع والثلاثين (دوري السلطان):
يطلع من غرته غارٌ
في هيئة شمسٍ
تبزغ ملء عيوني
هكذا الفيصلي شمس كل المواسم .. بدايتها والمنتهى !