قم يا وصفي فقد عاد التتار

جو 24 : هذا صباح البطولة والرجولة والوطنية الحقة.. صباح تفوح منه رائحة الأرض والمطر والصبر.. هذا صباح يحضر فيه وصفي التل..

وصفي، الغائب جسدا منذ ثلاث وأربعين عاما.. الحاضر روحا في وجدان الأردنيين عبر أجيالهم.. يستذكرون كيف تموت الرجال ولا تستسلم.. تضحي ولا تنحني.. الوطن عندهم هو الوطن لا محطة للثراء ولا كازينو للبيع والشراء.. وطن الفقراء والجند والفلاحين والموظفين.. لا وطن الفاسدين والمتاجرين والبائعين للمباديء والضمائر..

قم يا وصفي وردّ سلام المحبين من الشيوخ والرجال والصبية الذين سمعوا عنك وقرأوا عنك ويفاخرون بك رجل وطن يوم أصبح الوطن بلا رجال.. ورجل موقف حين أصبحت المواقف بالدولار والدينار..

قم يا وصفي فقد عاد التتار.. قم واصرخ فيهم أن الوطن لا يتعمد إلا بالدم. وأن الخطأ بحق الوطن خيانة.. وأن الخيانة كفر.. الشهداء عند ربهم يرزقون والوطن أن نكون معه أو لا نكون.. فهو ليس حقيبة ونحن لسنا مسافرين ولا بائعين..

عاش الوطن.. كل الوطن.. فما كنت إلا سيفا عربيا عاد إلى غمده.. فلا نامت أعين الجبناء.. وما أنت إلا ابن هذه الأرض وإليها عدت.. صباح الخير يا وصفي التل انهض فقد عاد التتار..