2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الإسبان والطليان نهائي للتاريخ... وصراع الإنجاز

هاني حجازي
جو 24 :

تشكل المباراة النهائية التي سيشهدها الملعب الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف صراعا سيدونه التاريخ الكروي؛ فالإسبان يبحثون عن تحقيق إنجاز أسطوري لم يسجله منتخب من قبل وهو الفوز بلقبين لليورو بعد التتويج بكأس العالم. والطليان يريدون أن يفوزوا بالكأس لأنهم لم يفوزوا بكأس أوروبا منذ أربع وأربعين سنة إذ فازت إيطاليا في البطولة مرة واحدة عام 1968م.

يكشف اللقاء صراع أفكار بين مدربين كبيرين العجوز دول بوسكي والحكيم برانديلي الذي يعتبر أهم إكتشافات البطولة ومفجر الثورة الكروية الإيطالية حيث يرى النقاد أنه جعل من الكرة الإيطالية -المعروفة بالدفاع التقليدي والتمترس في الخطوط الخلفية - كرة هجومية متوازنة كيف لا والمنتخب الإيطالي هو أكثر فريق في البطولة سدد على المرمى ولو قدر له الفوز باللقب الأوروبي سيصبح بطلا شعبيا وأسطورة كدافنشي ومايكل أنجلو وطيب الذكر إنزو بيزرت الحائز على لقب العالم سنة1982 للآزوري في قلب مدريد.

صراع بين التوازن والهجمات المرتدة وتوزيع الأدوار و واقعية إيطاليا وبين الاستحواذ و(اللا مركز )بالنسبة للاعبي إسبانيا والتخلي عن اللعب بالمهاجم الصريح وتفضيل لاعبين ذوي مهارات يتحركون في كل أرجاء الملعب قادرين على خلق الفرص دون التسجيل كما اتضح.

واقعية كرة الطليان ومرونتها والتيك تاكا الإسبانية التي غدت مملة للمتابعين ومثار إنتقادهم فما الفائدة من أن تمتلك الكرة طوال الوقت ولا تسجل!

والمباراة صراع بين أفضل لاعبي الوسط المرشحين لجائزة الكرة الذهبية بيرولو وتشافي وأنيستا ولن أنسى الدور الرائع للشاب مونتوليفو الذي يوفر لبيرلو الدعم والمساحة للتحرك وباقي اللاعبين في الفريقين .

لا يمكن لكلمات كاسياس عن جيجي بوفون أن تخفي الصراع بين أعظم حارسين في عالمنا اليوم فقد أغدق كاسياس كلمات المديح وقال : بوفون قدوتي . فمن يصمد ويحضر ذهنيا يحفظ شباكه نظيفة ولن ينسى كاسياس أن الهدف الوحيد في مرماه هو هدف الإيطالي دي نتالي ؟

من سيهز الشباك في أمسية الأحد الأشقر الجميل توريس أم الأسمر الرهيب بالتولي الذي نطق بالحكمة وقال: هي مباراة بين أفضل فريقين في البطولة .

في يورو 2012 سقطت كل نظريات التحليل وخسرت كل مكاتب الرهانات حين رشحت ألمانيا والبرتغال أو إسبانيا لنهائي البطولة.. وتهاوت شخصيات كبرى كالألماني بكنباور الذي جرح مشاعر الطليان حين كتب في عموده اليومي : مباراة بين شباب الألمان وعواجيز الطليان.. فكان الرد

بخروج ألمانيا من الملعب وبدرس كروي لا يُنسى في واقعية الكرة وإيجابية التفكير وآلية المواجهة على الطريقة الإيطالية..

مباراة مثيرة فيها جملة من الصراعات الكروية عنوانها الأبرز:
من يكتب التاريخ؟!

تابعو الأردن 24 على google news