اقوياء اوروبا ..
مضى قطار اليورو سريعا وبقي الأقوياء : ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال والتشيك وفرنسا وإنجلتراواليونان ...وكل فريق يملك شخصية تؤهله ليكون بطلا .
ألمانيا القوية واليونان قصة الأسطورة التي ترفض الفناء ولقاء الأبطال ولا ينقص المباراة إلا المدرب الألماني العظيم اوتور ريهاجل الفائز لليونان بأول لقب في تاريخها .فهل يسعد اليونانيون الشعب الذي يمر بأسوأ أزمة إقتصادية في تاريخه وتعوض كرة القدم ما هدمته السياسة والمال والفرصة متاحة للثأر من ألمانيا التي تضغط اليونان سياسيا وإقتصاديا فقد كتبت صحافة اليونان ( استعدي يا أنجيلا ) والمقصود المستشارة الألمانية أنجيلا مريكل التي تريد خفض رواتب التعاقد كشرط لإنقاذ الدَّين اليوناني .
الترشيحات تصب في مصلحة ألمانيا ولكن المستحيل ليس يونانيا لقد أستطاع المدرب البرتغالي سانتوس أن يجدد في طريقة اللعب وإضفاء لمسات هجومية على تكتيك المنتخب ذي الطابع الدفاعي التقليدي رغم غياب كابتن المنتخب اليوناني جورجيوس كاراغونيس لحصوله على البطاقة الثانية .
ومن الملاحظ أن الفرق الكبرى تعاني من الوهن الدفاعي الواضح كألمانيا وفرنسا وإسبانيا وتبدو إيطاليا الأقوى دفاعيا وقدمت مردودا هجوميا مميزا عندما تعملق الأسمر بالتولي وسجل أخيرا من هدف هو الأجمل في البطولة لغاية الآن .
إيطاليا التوزان والفكر العقلاني الواقعي من برانديلي وهو يضفي نمطا هجوميا بإشراك دي نتالي من بداية المباراة أمام إيرلندا إلى جانب العبقري كاسانو .
أما الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو فقد قدم نفسه كسيد نبيل وهو يسجل هدفين ويحمل بلاده إلى الدور الثاني من البطولة ويثبت أنه سيد أوروبا كما وبدأ المؤشر الجماعي لبرازيل أوروبا يرتفع بعودة ناني إلى مستواه الكبير .
أوروبا الشرقية ممثلة بالتشيك بعد بداية مخيبة نهض التشيك من جديد وصنعوا ربيع براغ في قلب ورثة المحتلين السوفيات في زمن الحرب الباردة وتأهلوا بجدارة .
مباراة البرتغال والتشيك وصراع بين نجومية رونالدو وجماعية الأداء التشيكي وتناغم المجموعة فلا نجوم بارزة في المنتخب التشيكي تطغى على الجماعة .
الإسبان لم يقدموا لغاية الآن المتعة الكروية والجماهير الذواقة تنتظر الكثير من الإسبان الذين لم يرقصوا الفلامنجو لغاية اليوم وهم يواجهون حرابا فرنسية حادة بن زيمة وريبري ونصري ومالدوا .
فهل يصيح الديك الفرنسي الفصيح أم يستمر التفوق الأسباني وما زالت في الذاكرة كرة ميشال بلاتيني التي مزقت شباك الإسبان في قلب باريس وفازت فرنسا بتلك البطولة عام 1984 وبكى الإسبان طويلا ....
منظومة الدفاع الفرنسية مقلقة للغاية وتبدو خطط وقراءة المدرب بلان ضحلة للغاية لذلك نال نصيبه من النقد اللاذع ولا سيما بعد الخسارة من السويد رغم التأهل فقد كشفت المباراة عن ضعف الدفاع الفرنسي رغم قوة حارسه وعندما يؤكد أرنست فينجرالمدرب الكبير أهمية إجراء تغييرات لو رغبت فرنسا بالفوز على الإسبان فهناك مشكلة .....قد يكون الحل اللعب بمهاجم إضافي بجوار بن زيمة هو هداف الدوري الفرنسي أوليفر جيرو .
خسارة فرنسا أمام المنتخب السويدي طعنة في قلب المنتخب الفرنسي وقد تخرجه من البطولة بعد الأخبار عن مشاكل وخلافات شقت روح الأسرة بين لاعبي فرنسا وعصبية بلان ساهمت في تأجيج المشاكل في المعسكر الفرنسي .
عودة روني أعطت روح الإبداع والتحدي للمنتخب الإنجليزي والقدرة على المضي قدما إضافة إلى تقدم مستوى الفريق جماعيا مع عنفوان اللاعبين الشباب على الأطراف ....وخصمهم إيطالي عنيد يملك شخصية البطل ويلعب بتوزان ومهارة كبيرة ويتقن الهجوم المرتد السريع أمام الوسط الإنجليزي البطيء في الإرتداد .
صراع الأقوياء هو العنوان الأبرز لهذه المرحلة من اليورو في بطولة قوية جدا ودعت فيها الدول المستضيفة ولم يخلُ الأمر من رواسب عنصرية ضايقت الإتحاد الأوروبي رغم التنظيم المثالي للبطولة .