طبيب وممرض ونقود

محمود منذ ان كان في المرحلة الاعدادية كان منظماً و مجتهدا في دروسه بالرغم من مساعدته لوالده في محل بيع الخضارو الفواكه ، ينظم وقته بين المدرسة والدراسة ومساعدة والده في المحل ، احيانا يدرس ويحضر دروسه وينجز الواجبات البيتية في المحل .
خليل زميل محمود في المدرسة بالرغم من تفرغه للدراسة كان كسولا ، لا يدرس ولا يعمل ولا ينجز الواجبات البيتية كان يعتمد على صديقه محمود في نقل حلول التمارين البيتية الى دفتره ، استمر ذلك الى الثانوية العامة حيث حصل محمود على معدل 90% في الثانوية الفرع العلمي اما خليل فقد حصل على 65% " نتيجة طبيعية للمجتهد والكسول ".

اكمل محمود دراسته الجامعية في تخصص التمريض رغم انه كان يطمح بتخصص افضل لكن هذا ما حصل عليه في القبول الجامعي الموحد ، درس التمريض وتخرج بمعدل امتياز وعمل في احد المستشفيات الخاصة ، يعمل بجد وانتظام .

في يوم من الايام بينما كان محمود يعمل في المستشفى يتم استدعاءه لقسم الطوارئ بسبب ضغط العمل هناك ، فيلبي محمود النداء ويذهب لقسم الطوارئ ومن خلف الستارة يسمع شكوى من مريض يحاول جاهدا شرح المه للطبيب المناوب في قسم الطوارئ ولكن الطبيب يعجز عن تشخيص الحالة المرضية واذا بمحمود بحكم خبرته التمريضية يشخص المرض بشكل افضل من الطبيب ولكن لا يستطيع الكلام لآنه ممرض والذي يشخص هو الطبيب .
وكانت الصدمة عندما فتحت الستارة ليخرج الطبيب واذا هو خليل الكسول صاحب معدل 65 % وقد ذهب لدولة اكرانيا وحصل على شهادة الطب البشري .

نسأل التعليم العالي لماذا يحق لصاحب المعدل 65 % بالسفر لدراسة الطب خارجا ويتم معادلة شهادته وكيف لصاحب هكذا معدل في الثانوية ان يصبح طبيبا ويعالج الناس ، وهل هو يستحق ان يصبح طبيباً ، والشخص الذي يحصل على معدل 90% ولكن ظروفه المادية لا تسمح له بأن يسافر ليدرس الطب خارجا يصبح ممرضا ، خليل الكسول المدلل يصبح طبيبا ومحمود المجتهد المكافح يصبح ممرضا . هل هذا من العدل ؟ سؤال برسم الاجابة .