فوتوشب المولات وتعاسة المواطن
الاوضاع المعيشية الصعبة تجبر المواطن المسكين ابو العيال على متابعة وبشغف عروض المولات ، والتي هي بالواقع يشوبها الكثير من الخداع والتضليل والالتفاف والتزوير .
عندما يتصفح المواطن الاردني ابو العيال الصحف بحثا وتنقيبا عن ما يسمى بعروض المولات يجد ان العروض تملأ الصحف وبأسعار ممتازة ، فيفرح ويتناول هاتفه النقال ويكلم ام العيال " الو مرحبا شو بدكوا اغراض والله المولات عاملة عروض من الاخر اطلبوا واتمنوا الاسعار ممتازة " .
يتناول ورقة وقلم ويسجل ويحسب الحسبة وما ان ينتهي دوامه حتى يركض مهرولا نحو المول ليحقق احلامه بشراء ما لذ وطاب من اصناف الطعام كون الاسعار في منتاول اليد ، وهنا يواجه الحقيقة المرة ، فيعرف ان الصور التعبيرية للبندورة واللحمة والدواجن وغيرها التي نشرت في الجريدة ماهي الا بحكم التكنولوجيا الحديثة " فوتوشب "
فمثلا اذا ارد شراء بندورة عليها عرض من احد المولات تجدها تشبه كل شيء الا البندورة ، تختلف تماما عن صورة البندورة التي نشرت بالجريدة لغايات الاعلان ، يشاهد في المول بندورة لا تصلح للاستهلاك البشري وقس ذلك على باقي الاصناف من الخضار والفواكه .
اما اللحوم ياسلام على اللحوم استرالي صيني برازيلي بلغاري نيوزلندي وغيرها من الاسماء والتي اجزم بأن الصينيين والاستراليين والبرازيليين والبلغاريين والنيوزلنديين لا يأكلون تلك اللحوم لأن تلك الشعوب سوف تفقد احترامها لذاتها اذا وافقت على اكل تلك اللحوم مناظر يندى لها الجبين .وقس على ذلك الدواجن والاسماك وباقي الاصناف من اللحوم .
أما الاصناف التي عليها العين فعلا من تلك العروض عندما تسأل عنها يقولوا لك والله خلصت تعال غداً ولا يأتي غدا الا بعد انتهاء العرض .
نطالب الجهات الحكومية بمراقبة تلك المولات ومطابقة الصور التعبيرية للاصناف بالموجودة فعلا ومراقبة الاصناف التي عليها عروض والتأكد من الكميات والجودة .
ان التلاعب بالمواطن أمر خطير لا يجب السكوت عليه ، وان ايقاف تلك المولات عند حدودها امر مهم ، المواطن الاردني أرفع واسمى من ان ندعه فريسة لتلك المولات تستغل اوضاعه المعيشية الصعبة بعروض فوتوشب .