التاريخ وبودرة الاطفال
صديقي اياد تخرج من الجامعة بعد ان درس التاريخ لمدة اربع سنوات وخلال الدراسة من كثر ما حفظ تواريخ لم يعد يتذكر تاريخ ميلاده ، المهم تخرج من الجامعة وبدأ رحلة البحث عن عمل من خلال الصحف أو المواقع الالكترونية أو المعارف و الاصدقاء .
وفي يوم من الايام شاهد اعلان في الجريدة مطلوب مندوب مبيعات وبدون خبرة وبراتب ممتاز ، فرح في داخله ولملم اوراقه وذهب الى مقر الشركة لاجراء المقابلة وبالفعل تم الاتفاق وكان عليه ان يروج لبودرة الاطفال .
هاتفني وطلب مني ان اذهب معه لشراء بدلة وحذاء وشنطة ، ولأن الميزانية كانت ضعيفة للغاية ذهبنا الى سوق اليمنية لشراء البدلة ، ومن سقف السيل اشترينا الحذاء وفي سوق الحرمية وجدنا شنطة من الاخر .
تجهز صديقي اياد وتحمس وذهب للعمل ، وجد صعوبة بالغة في الترويج لبودرة الاطفال وكان الاقبال على المنتج ضعيف ، حيث واجه بعض المواقف الصعبة .
كان كثير الشكوى من العمل وحدثني انه كلما طرق باب واخبرهم انه يريد ان يعرض عليهم منتج بودرة الاطفال كان يتعرض لمواقف محرجة احيانا يتم الاستهزاء به وبالمنتج ، انا بدوري كنت اشجعه واقول له المثل التالي " العب بالمقصقص حتى يأتي الطيار ".
في يوم من الايام هاتفني فرحا بأنه قد باع كمية كبيرة من بودرة الاطفال وقد حصل على عمولة جيدة وبهذه المناسبة يريد ان يدعوني لتناول الطعام عل حسابه .
ذهبنا لمطعم هاشم في وسط البلد وتناولنا طعام العشاء وسألته خبرني كيف تمت عملية بيع كمية كبيرة من البودرة ، فقال ذهبت الى احد المكتبات التي تبيع الكتب التاريخية لأعرض عليهم البودرة فسألني صاحب المكتبة يارجل تدرس التاريخ اربع سنوات لكي تعمل بياع بودرة اطفال على كل حال سوف اشتري منك كمية كبيرة أتعلم لماذا لكي اضع هذه البودرة عند تلك الكتب التي تتحدث عن تاريخ اجدادنا المفكرين والمبدعين حيث هناك شبه بين تاريخهم وبودرة الاطفال كلاهما يوضع على الجرح لكي يتعافى اما تاريخنا يابني ماذا سوف نضع بجانبه .
