الذهبي لم يحصن نفسه...
كان بامكان الذهبي ان يقتنص لقب معالي فهو من كان يصنع العديد منهم وحتى رؤسائهم فلا أدري لماذا غابت عنه؟
هل كان يعتقد انه اكبر منهم ولا يقبل ان يضع نفسه معهم ام انه لم يحسب حساب لمجلس نواب مهمته تبييض صفحات الوزراء المتهمين.
نقول لك راحت عليك وهاردلك، ولا ادري ان كنت تتحسر على ذلك أم لا؟ ولكن هذه الفرصة الذهبية كاسمك الذي يبدو انه سيطر عليك فاعتقد ان لا ذهب ولا فرصة توازي اسمك المرصع من الذهب، فمن يملك الذهب باسمه يبدو انه لا يبحث عن فرص منه.
ولكن نحن نقول ان مجلس النواب هو الفرصة الذهبية التي لا توازيها فرصة في حياة متهم، فهذا المجلس لا اتهام في عرفه بل على العكس، هو لا يقبل ان يأتيه الباطل أبداً وان أتاه مكرهاً استبدل الحق بالباطل .
لا ادري لماذا الوزير يكون حتى اكبر من الحاكم في المحاكم، فلا اعتقد انه حتى الحاكم لا تجوز محاكمته الا اذا صادق عليها مجلس النواب، فبأي عرف في التاريخ الحديث والقديم ، يتم تبرئة شخص دون محاكمة، فمن يبرىء يحب ان يكون القضاء ومن يحكم يحب ان يكون القضاء حتى لو كان مجلس النواب كله من القضاء لا اعتقد انه يجوز له ان يقرر ذلك ويسقط القضية اسقاطاً نهائياً عن المتهم.
نعم كان بامكان محمد الذهبي ان يحصن نفسه كما تم تحصين الوزراء، وبهذه المناسبة لماذا لا يسعى النواب والاعيان وهم اصحاب الامر والنهي لذلك، الا يخافون من يوم اسود قد يسود عيشتهم، فهل كان الذهبي متوقعاً ان يأتيه يوماً يجد نفسه فيه خلف القضبان.
هل كان يتوقع انه قد ياتي من ناصبه العداء ويتم تبرئته من قبل مجلس النواب لانه يحمل لقب معالي،وقد يحصل في القريب العاجل ان صدقت تصريحات وزير الاعلام ألم يتوقع ذلك خاصة وان حالة مشابهة لحالته قد سبقته لنفس المصير.
نعم محمد الذهبي وغيره كانوا يصنعون الوزراء, ولكن يبدو ان امتيازات الوزراء اكبر من امتيازات صانعيهم، فالوزراء كانوا ولا زالوا ينظرون الى الذهبي ومن هم بمستواه اكبر واكبر منهم، ولكن عند مجلس النواب ووفق الدستور وتعديلاته نجد الوزراء هم الحصن المنيع ولا يوجد من يعلو هذا الحصن حتى لو كان بانيه.
اعتقد اننا يجب ان نعيد النظر في الدستور، وان يترك امر الدستور لاناس من عامة الشعب، فهم القادرون على تحصين الشعب من ناهبيه ولا اعتقد ان من هم في صف ناهبيه هم الاقدر.. فقدراتهم تصب لصالح اقرانهم وقد يكون منهم بعضهم.
