2024-10-02 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

( أني و أخوي و إبن عمي) ... على وطني!!

م. عمر محمد الجراح
جو 24 : شكراً لكل من تولى المسؤولية في بلدي ، صغار المناصب قبل كبارها، شكراً لكل من رشح شخصا لمنصب مهم ، أو لوظيفة مهما علا شأنها، و حشد المعارف و مارس الضغوط بشتى أشكالها كي يتبوأ قريبه تلك الوظيفة، فيجعلها -كنوع من رد الجميل- بوابة من بوابات الفرج لأقاربه صالحهم - فيستفيد- و طالحهم -فينعدل-، و هذا أضعف الإيمان، أو قد تكون طاقة قدر و انفتحت له بعد طول ملازمة حظ عاثر.

و الشكر موصول لكل من وصل ليله بنهاره ، و استحلف من له كلمة عليه بأغلظ الأيمان و أعظمها أو يمين (طلاق) ليمنح صوته لمرشح العائلة التي عانت ما عانت من الإهمال و التهميش و لا ناطق بإسمها تحت قبة الصوت الواحد، و لم ييأس فوعد من لا تجدي معه الأيمان وعداً نافذا بعد النجاح، أو عالجه بآخر الدواء فوضع في جيبه نصف ثمن الصوت و النصف الباقي بعد تفحص صورة هاتفه الخلوي لورقة الإنتخاب. و الشكر واجب هنا لكل من أسهم بتوليف و تمرير قانون الإنتخاب الذي جعل الولاء كل الولاء للعائلة و الفخذ و العشيرة ، و شجع على تهافت اولاد العم توافقاً او تبادلاً لحفظ المقعد بينهم دون غيرهم.

و ما دمت فتحت باب الشكر و الإمتنان فلا يطيب المقام إلا بشكر كل صاحب مكانة تأبط عباءته يوما بعد أن لبس عقاله المخبأ لهكذا مناسبات، فوق ( الشوره أو الشماغ المهدب) و ذرع الطريق سفراً كي يؤمن مقعدا جامعيا مدفوع التكاليف لطالب انتخاه أهله و لو لم يتجاوز ذلك الطالب حافة النجاح إلا بقليل.

و أحيي الشباب النشيط على مواقع التواصل و الذين يتكاثرون على صفحة كاتب أو معارض ، فيتربصون ما يكتب و ينهالون عليه بوابل من الشتائم إذا ما ألمح لقضية فساد أو أتى على نقد قرار لوزير أو مسؤول يخصهم بقرابة! فتكون الفزعة لنصرة العم أو إبن العم ضد ما صرح به الكاتب و لو كان واضحا وضوح الشمس، و مستنداً لأدلة لا لبس فيها.

و من يستحقون الشكر كثر ، تعرفونهم بالإسم و الصفة فعلاوة على حميد فعالهم نراهم هذه الأيام و قد علا الغضب محياهم و بحت أصواتهم و هم ينادون في كل المنابر لدراسة و الوقوف على ظاهرة العنف الجامعي بين ابنائنا الطلاب، و يتناسون أن العنف الذي يستنكرون إنما هو نتيجة طبيعية لنهج ساد و تمت تهيئة الظروف له و على مدى سنوات طويلة ، سنوات من تقديم غير المناسب لمواقع قيادية ، و من إعطاء مكسب لمن لا يستحقه على حساب المؤهل له ، سنوات من غياب العدالة في الحقوق كلها بدءاً من مقعد جامعي مرورا بالوظائف المتوسطة و العليا إلى أن تصل ما تشاء من المسميات الوظيفية المرموقه.

فبات الاحتكام في أفعالنا إلى منطق ضيق تسوده الفرقة بدل الوحدة في سعة الوطن، و أصبح الفهم الخاطئ لنصرة الأخ ظالما أو مظلوما طاغيا على تزكية الأصلح ، و تخاذلنا عن الأخذ على يد الظالم، و لو كان ظالما للوطن و مقدراته بفساد أو تبديد.

و أختم بتكرار شكري لكل من ذكرت و كل من عطل نهج إصلاح حقيقي لأنهم جعلونا نتوحد تحت شعار جديد...
(أني و أخوي و إبن عمي .... على وطني)!!

Omar_aljarrah@hotmail.com
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير