أنا العزيز بموطني...!!
سادتي المسؤولين، ناموا هانئين، تحقق العدل الإجتماعي على اياديكم، فلا تشغلوا أنفسكم بالبحث عن الجائعين،أو العاطلين عن العمل، فلن تجدوهم لأنكم - بارككم الله- أطعمتم الجميع ، و علمتمونا مع اعطائنا السمكة كيف نصطادها.فألسنة العباد تلهج لكم بالدعوات على الرخاء و على رغد العيش الذي أمنتموه لكل مواطن، و لم تتقاعسوا عن إحقاق الحق و رفع المظالم عن أصحابها غير متطلعين لأصل و مسقط رأس جد المظلوم. و الشواهد ماثلة أمامنا جميعا بدءا من القبولات الجامعية و التوافق المنقطع النظير الذي يعيشه طلابنا داخل أسوار جامعاتهم, مرورا بالسكن الكريم لنا جميعا في مختلف مواقعنا داخل الوطن, و انتهاءا ...عذراً عذراً فالإنجازات عندكم كما الحرية, سقفها السماء.
أطلب منكم أن ترتاحوا قليلا و تلتفتوا لدنياكم قليلا، فأنتم بشر أيضا و لكم عائلات مثلنا و مسؤوليات و أولاد مثلنا! اعطوا عائلاتكم و أولادكم مزيدا من وقتكم ، وانتبهوا اكثر -عشان خاطرنا- لدراسة أولادكم و بناتكم و واجباتهم اليوميه.أرجوكم ... أرجوكم إهتموا بأنفسكم بعض الشيء فصحتكم لا تسرنا نحن جموع المواطنين،
لا أستطيع أن أتخيل - لا قدر الله- أن يحدث مكروه لأي منكم، بالله عليكم أن تحتاطوا من برد هذه الأيام لأنه يأتي مباغتا بين أيام الربيع اللطيفة، فتغطوا ليلاً و كفاكم قلقا علينا و حملاً لهمومنا، فلقد أثقلناكم بها!
لم يرق لي شد أعصابكم خلال أيام جلسات الثقة و أنشغلت كثيرا عليكم من توتركم، (وااال عشو؟!!) ، فمن البطر و النكران أن نطلب منكم أكثر مما وصلنا إليه ، فتقلبنا بين النعم أكثر من أن نحصيه، ألا يكفي الأمن و الأمان؟ و هل ننكر أن كرامتنا و قيمتنا باتت مثالا تتطلع له أمم و دول تفوقنا تقدماً و ثروة؟حتى دم الأردني صار أغلى و أعلى، و لا أدل على ذلك من دم ( إبراهيم الجراح) الذي لم يهدأ لكم جفن منذ وفاته و لم تحوجوا أهله و أمه أن يسألوا ماذا أو كيف، فأنبريتم جميعا و فزعتم فزعة رجل واحد خلف أمه المكلومة حتى قرت عينها و طاب خاطرها و لم تستنجد و لم تستغيث متسائلةً (كيف مات ابني؟!).
ألا تكفينا محاربتكم للفاسدين ؟! ألا نشكركم على عودة بوتاسنا و فوسفاتنا لنا؟! حتى المصفاة و المطار أصبحت لنا!! ماذا نطلب أكثر؟؟ و كيف نشكركم و نوفيكم الجزاء؟! يحق لنا أن نقول لكم :- لله دركم، أتعبتكم أبناءكم في تحمل مسؤولياتنا من بعدكم!!
سادتي أصحاب المقامات الرفيعة:-
كم نحن خجولون بكم!!!