2024-11-18 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

المزار - إربد ... و بالعكس!!

م. عمر محمد الجراح
جو 24 :

كيف يمر العمر سريعا هكذا؟ و صور الماضي لا تنفك تغزو خيالاتنا! إربد نعرفها في صغرنا، نسمع عنها من ابائنا و اخوتنا ، نرسم صورا لها ببراءة ايام طفولتنا، نزين الشوارع بالألون و أسطح بيوتها بالأعلام. 
كان الذهاب اليها حلما و الحديث عن الحلم ضربا من ضروب المغامرة! و لم تكن لدينا أسئلة بلا إجابات.فالمحظوظ من رافق والديه الى اربد زيارةً لمريض أو مشاركة في شراء (جهاز) عروس ،راكبا ذلك الباص الأخضر اللون المكتوب عليه ( المزار إربد و بالعكس)، و بالعكس هذه لم ندرك معناها الا بعد سنوات من عمرنا ، حين كبرنا و أدركنا أن جمال إربد له اسرار، و عشق إربد مربوط بشروق و غروب شمس الشمال! و أدركنا أنها قرية كبيرة ليس أكثر، تجارها من قرى تحيط بإربد يفتحون محلاتهم مع شروق الشمس و بغروبها تنام ساحرة العقول.
و لم يكن يمر يومان او ثلاثه الا و نسمع قبل أخبار الثامنة أغنية ( أهداب حبيبي) و ننتظر المقطع الذي يخص كل عائلات الشمال:-

"و أبي فلاح من إربد
للأرض المعطاءة ينشد
ويحب الارض و أمي والأولاد
ويحب عيون الحرية"

ثمة نظرات نتبادلها جميعا مع هذا المقطع لأنه يشبه كل بيوت إربد و قراها، فتملأ ألوان الزهو بيوتنا برغم ثبات التلفزيون على لونين نقيضين.

تعيش قريتي ( المزار الشمالي) و القرى المحيطة بها حالة حزن و صدمة ، الحزن لوفاة إبن من أبنائها و شاب جميل الطلة قضى أثناء واجبه ( ابراهيم الجراح) و ما زالت الحيرة تغلف حزن أمه و اهله و تغلفنا جميعا بتساؤلات كان حري بالمسؤولين الحرص على تقديم إجابات تقنع عقولنا دون العبث بصبر قلوبنا و التواكل على تسليمنا و إيماننا. كان يكفي بيان من البداية يقنع الجميع أن دمنا عزيز و أننا كرماء في وطننا دون ارتباك و رجفة شفاه أظهرت تخبطاً و أن سلامة الوفد المشكوك فيه و سرعة عودته و بحفاوة أهم من الحقيقة !!.

في مدينتي (إربد) نشاهد حالة غريبة و رد فعل أمني مفرط العنف فتكسير (بكب) و الإلتفاف بالعشرات حول طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره و كأنه سبب البلاء الذي عم و طم أمر مضحك مبكٍ... ما المانع في عصر الربيع أن يقول أهل إربد أنهم محافظة مهمشة؟! ما المانع أن يطالب أهلها بعدالة إجتماعية و إصلاح حقيقي ينصف غزارة الكفاءات التي تنجبها إربد و قراها للوطن و تجمدها الحكومات المتعاقبة أملا في فقدان صلاحيتها؟!

و مع تضارب المشاهد المباشرة أعود و ربما يعود أبناء جيلي و كل أبناء بلدي لتلك الأيام ، أيام الباص الأخضر ليحلموا يوما كما يحلمون دائما بحافلة تقلنا لبر الأمان مكتوب عليها:-
المزار - العدالة و بالعكس.
إربد - الحرية و بالعكس.
الأردن - الإصلاح الحقيقي و بالعكس.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير