أحلام فوق.... سحاب!!
م. عمر محمد الجراح
جو 24 : يستيقظ من نومه سعيدا ليتفاجأ بأن الشموع التي أضاءت ليلا في غرفة نومه مازالت مشتعلة، يتحرك نحو الشمعة الاولى و الابتسامة لا تفارقه، يطفئها و يكرر ذات الفعل بذات الإبتسامة مع باقي الشموع!
و بدندات اغنية لا يحفظها جيدا يدخل الحمام و يغسل وجهه و يعود امام المرآة ليسرح شعره و يختار زجاجة العطر التي يستعملها.. لا يفكر كثيرا فمثل هذه الاختيارات يحسمها وفقا لما يحظى بإعجاب شريكة حياته و والدة صغيره و صغيرته.
على نفس دندنات الأغنية التي لا يحفظها جيدا (عيش ايامك ضحك و لعب و جد و حب..) يجلس على مائدة إفطار خفيف و متنوع، قدمته خادمة آسيوية لا تفارق الإبتسامة وجهها ايضا، يأتي الصغار متحركين بين المشي و القفز، يرتدون ثيابهم المدرسية و يجلس كل واحد منهم بعد قبلات الصباح، على مقعده المخصص، و بالجملة اليومية المعهودة يحثهم أن يقولوا (صباح الخير بابا بالعربية لا بالانجليزية و لا بالفرنسية كما يفعلان بخبث طفولي يزيد إنشراح قلبه )، و بوعد التنفيذ منهما إعتبارا من الغد، تأتي أمهم و بيدها حقيبتين صغيرتين تحتويان ما يحب الصغار تناوله في استراحة المدرسة، و تبدأ فعاليات إفطار الأسرة السعيدة.
زامور الباص لا يقطع عليهم تلك اللحظات و إنما جرس الباب و الذي وراءه فتاة ذات وجه ملائكي، تستأذن بأن يرافقها الصغار نحو حافلة المدرسة.
و مع خروجهما و بصبحة فنجان القهوة الذي أحضرته الآسيوية صاحبة الإبتسامة الدائمة يتحدث الأب و الأم عن شقاوة الأولاد و عن دراستهم و عن - أيضا- أحلامهم لصغارهم.
يكمل الأبوان قهوتهما بالتندر و الضحك على جيرانهم الذين تأخروا ثلاثة أيام في إجازة الصيف خارج البلاد مع أولادهم ، و تعرض الأب للإستجواب في المطار أثناء العودة حول سبب تأخر التحاق إبنائه في مدرستهم!! .
ثم يستعدان للتوجه للعمل، هو نحو جامعته التي يحاضر فيها و هي نحو عيادتها لتستقبل مراجعي آلام الأسنان!.
في مكانها المحدد يصف سيارته و يسير حاملا حقيبته متذكرا أيامه الجامعية الهانئة و المسطحات الخضراء التي كان يجلس عليها بين المحاضرات، و سهولة التعليم الجامعي في كلية الهندسة تلك الأيام و تفاني القائمين على الكلية و من قبلهم الحكومة و اللذان يتنافسان في توفير أجواء التعليم و تكاليفه للطلاب جميعا.
"لذلك فضلت التدريس على الإنخراط في العمل السياسي!! فأية متعة ينالها السياسيون و انا أراهم يتطاحنون في مناظراتهم التي لا تنتهي، و التي تدور مواضيعها حول طلاء ميدان المدينة باللون الوردي أو زراعته بالأشجار الخضراء؟! أو يختلفون حول رواتب كبار السن التي توزع بالقانون، هل يتم اعتماد سن السابعة و الخمسين أو الثامنة و الخمسين؟ منذ سنتين كانت الستون هي السن لذلك!!".. يحدث نفسه.
ومن متعة الذكريات يخرج داخلا قاعة محاضراته مرحبا بطلابه و متمنيا لهم دوام النجاح، ليبدأ بمادة علمية دسمة.
هي تدخل عيادتها تستقبلها ابتسامة ممرضة كلها حرص على الحفاظ على نظافة عيادة أسنان وفق متطلبات وزارة الصحة الصارمة، و ترتيب مواعيد المرضى و الإنصال بالمراجعين جميعا لضمان عدم هدر وقتهم أو وقت طبيبتهم... بيئة مثالية للعمل كانت تحلم بها و أتت كما تمنت بطبيعية لا تعكرها مصادفة.
موعد عودة الجميع للمنزل لا يتغير و السعادة التي تكتنف الجميع لا تنقص، فقط تتنوع أسبابها، و لا تنقطع الإ بموعد نوم محدد يحترمه الجميع... ينامون!!
يصحو بعد أن أطفأ المنبه قبل نصف ساعة، يطالع الساعة بتثاقل... لقد تأخر عن الباص الذي سيقله إلى المصنع الذي يعمل فيه منذ سنوات في سحاب...
بسرعة جنونيه يرتدي ثيابه و يخرج كي يلحق من الدوام ما أمكن..
فكرة تقفز الى ذهنه .. سحااااب ، العنوان ليس مصادفة !! .
و بدندات اغنية لا يحفظها جيدا يدخل الحمام و يغسل وجهه و يعود امام المرآة ليسرح شعره و يختار زجاجة العطر التي يستعملها.. لا يفكر كثيرا فمثل هذه الاختيارات يحسمها وفقا لما يحظى بإعجاب شريكة حياته و والدة صغيره و صغيرته.
على نفس دندنات الأغنية التي لا يحفظها جيدا (عيش ايامك ضحك و لعب و جد و حب..) يجلس على مائدة إفطار خفيف و متنوع، قدمته خادمة آسيوية لا تفارق الإبتسامة وجهها ايضا، يأتي الصغار متحركين بين المشي و القفز، يرتدون ثيابهم المدرسية و يجلس كل واحد منهم بعد قبلات الصباح، على مقعده المخصص، و بالجملة اليومية المعهودة يحثهم أن يقولوا (صباح الخير بابا بالعربية لا بالانجليزية و لا بالفرنسية كما يفعلان بخبث طفولي يزيد إنشراح قلبه )، و بوعد التنفيذ منهما إعتبارا من الغد، تأتي أمهم و بيدها حقيبتين صغيرتين تحتويان ما يحب الصغار تناوله في استراحة المدرسة، و تبدأ فعاليات إفطار الأسرة السعيدة.
زامور الباص لا يقطع عليهم تلك اللحظات و إنما جرس الباب و الذي وراءه فتاة ذات وجه ملائكي، تستأذن بأن يرافقها الصغار نحو حافلة المدرسة.
و مع خروجهما و بصبحة فنجان القهوة الذي أحضرته الآسيوية صاحبة الإبتسامة الدائمة يتحدث الأب و الأم عن شقاوة الأولاد و عن دراستهم و عن - أيضا- أحلامهم لصغارهم.
يكمل الأبوان قهوتهما بالتندر و الضحك على جيرانهم الذين تأخروا ثلاثة أيام في إجازة الصيف خارج البلاد مع أولادهم ، و تعرض الأب للإستجواب في المطار أثناء العودة حول سبب تأخر التحاق إبنائه في مدرستهم!! .
ثم يستعدان للتوجه للعمل، هو نحو جامعته التي يحاضر فيها و هي نحو عيادتها لتستقبل مراجعي آلام الأسنان!.
في مكانها المحدد يصف سيارته و يسير حاملا حقيبته متذكرا أيامه الجامعية الهانئة و المسطحات الخضراء التي كان يجلس عليها بين المحاضرات، و سهولة التعليم الجامعي في كلية الهندسة تلك الأيام و تفاني القائمين على الكلية و من قبلهم الحكومة و اللذان يتنافسان في توفير أجواء التعليم و تكاليفه للطلاب جميعا.
"لذلك فضلت التدريس على الإنخراط في العمل السياسي!! فأية متعة ينالها السياسيون و انا أراهم يتطاحنون في مناظراتهم التي لا تنتهي، و التي تدور مواضيعها حول طلاء ميدان المدينة باللون الوردي أو زراعته بالأشجار الخضراء؟! أو يختلفون حول رواتب كبار السن التي توزع بالقانون، هل يتم اعتماد سن السابعة و الخمسين أو الثامنة و الخمسين؟ منذ سنتين كانت الستون هي السن لذلك!!".. يحدث نفسه.
ومن متعة الذكريات يخرج داخلا قاعة محاضراته مرحبا بطلابه و متمنيا لهم دوام النجاح، ليبدأ بمادة علمية دسمة.
هي تدخل عيادتها تستقبلها ابتسامة ممرضة كلها حرص على الحفاظ على نظافة عيادة أسنان وفق متطلبات وزارة الصحة الصارمة، و ترتيب مواعيد المرضى و الإنصال بالمراجعين جميعا لضمان عدم هدر وقتهم أو وقت طبيبتهم... بيئة مثالية للعمل كانت تحلم بها و أتت كما تمنت بطبيعية لا تعكرها مصادفة.
موعد عودة الجميع للمنزل لا يتغير و السعادة التي تكتنف الجميع لا تنقص، فقط تتنوع أسبابها، و لا تنقطع الإ بموعد نوم محدد يحترمه الجميع... ينامون!!
يصحو بعد أن أطفأ المنبه قبل نصف ساعة، يطالع الساعة بتثاقل... لقد تأخر عن الباص الذي سيقله إلى المصنع الذي يعمل فيه منذ سنوات في سحاب...
بسرعة جنونيه يرتدي ثيابه و يخرج كي يلحق من الدوام ما أمكن..
فكرة تقفز الى ذهنه .. سحااااب ، العنوان ليس مصادفة !! .