يا خجل الخجل...!!!
ماذا بقي لنا كمواطنين غير الخجل من الأداء الحكومي و الرسمي في كل المجالات؟! ماذا بقي لنا كلما شاهدنا مسؤولا يصدر قرارا أو يتفاعل مع حدث ما بطريقة باتت إنتاجا حصريا لمسؤولينا إلا أن نتمتم بيننا و بين أنفسنا :-( خزيتنا يا البعيد الله يخزيك) ؟؟!
فالمشاهد المتكررة و التي تطالعنا بها الأخبار و المواقع المختلفة أصبحت فوق الإحتمال، و تبشر بعهد جديد من الإصرار على الفشل، بل و البحث عنه ، و من يحتاج لأمثلة فأظنه سيجد الكثير و الكثير جدا...
مسلسل رفع اسعار الكهرباء و الطريقة ( الذكية جدا) و التي نشاهدها بكل حلقة من حلقاته، إبتداء من ربطه و بشكل مفضوح بثقة النواب بالحكومة، مرورا بتفهمينا أنه إمتثال لصندوق النقد الدولي و أنه شر لا بد منه ، و تطمينات ممن ما عادت تطميناته لا تنطلي على أحد أن القرار لن يتضرر منه ذوي الدخل المحدود، وصولا لآخر التصريحات أنه سيكون رفعا تدريجيا !! و بالطبع أثناء ذلك المسلسل المخجل كانت مواقف مجلس النواب إزاء الموضوع ، و كذلك ما نسمع عن صفقة غير مفهومة و مريبة، مخجل أكثر!!
هنا لا بد من التذكير بالتوزير؛ تقديمه ثم تحليله ثم تحريمه ... مبك مخجل و مضحك حد الشماته!! .
أمانة عمان و معاناتها المالية التي ما عادت تخفى على أحد و التي لا يعلم أحد إلا الله و أولي الأمر كيف وصلت الى هذا الحد بعد أن كنا نسمع عن الفائض النقدي في خزينة الأمانة، و أنها بصدد توسيع حدودها لتنعم مناطق ما بعد المطار بالخدمات ، بل و كنا نسمع عن خطط لدعم المحافظات الأخرى بإقامة الجسور و فتح الأنفاق ، الأمر الذي كانت الأمانة تبرع به قبل سنوات، ثم انقلبت لعجز و ترهل وظيفي و مديونية!! الأمر إلى الأن مخجل لكنه يصبح مخزيا و نحن نطالع ما تناقلته الأخبار عن اوبريت غنائي تنوي الأمانة إنتاجه بمبلغ خرافي! و المضحك هنا أمران:- أن البث حصري على إذاعة الامانه ، و الامر الآخر عنوان الأوبريت و بالطبع سيتطرق للإنجازات التي نوهم أنفسنا بتحقيقها!!
موضوع الجامعات و العنف و إغلاق الطرق و الحملة الأمنية التي وعد بها وزير الداخلية، أمر لا يخرج أبدا من (نفس العلبة- علبة الفشل الموصل للخجل) ، فالحملة الأمنية لم تتم و الطرق بقيت تغلق و تفتح بحسب هوى من سيطروا عليها. توالي تصريحات الجنرال (رح أعمل رح اقيم رح أحط) كانت من النوع الذي يستدعي حبة تحت اللسان فهي مخيفة و مقلقة و لكنها سرعان ما إنقلبت إلى فيلم أكشن ردىء، تذكرنا بمسلسل بدوي قديم أبدع فيه نجمنا المحبوب (زهير النوباني) و الذي كان يجلس في خيمته و مع زوجته ، و إذ بقطاع طرق و ناهبين يهجمون على قبيلته، و تعالت صرخات طلب الفزعة، التي جعلت كل فرسان القبيلة يمتطون خيولهم و ما تطاله ايديهم من أسلحة للدفاع عن حمى مضاربهم، إلا فارس الفرسان و البطل الهمام ، الذي انشغل بإلقاء الأوامر لزوجته:- أعطيني هالسيف ، تعطيه السيف ، يتقلده ثم يصرخ :- لله الباروده أزين!! تعطيه الباروده .... لله هاتي الشبريه... العقال أزين... العبايه أزين .. و لاينفك يكرر و هو يختار ما يلبسه عن قول:- هم يغزونا و الله لفرجيهم !! حتى إنفض الطابق و شرد الناهبون العشيرة!! ... خجل مركز .
موقف الاعتداء على الأردنيين أمام السفارة العراقية ... و التعاطي الحكومي و الأمني، و حتى بعض الشعبي و النخبوي المتهور معه مخجل جدا!!
مجلس النواب و توالي هوشات أطفال المدارس بين الحصص و بعد الدوام أمر مخجل جدا.
تعاطينا الرسمي مع قضية الأسرى في سجون الإحتلال أمر مخجل، و تزامن ذلك مع دعوة المجرم بيريز و الحفاوة التي لقيها دون أن يتجرأ أحد أن يهمس أمامه:- شو بالنسبة للموضوع؟! .. مخجل بحق! و يرتبط به ما نسمع عنه حول عفو عام سيفرج بموجبه عن كل المجرمين و (الزعلطيه) و يبيض صفحات النواب, في حين سيستثني العفو أحمد الدقامسه!!, موجع و مخجل!!
الخبر اليومي عن إتلاف أو ضبط أغذية فاسدة هنا و هناك و بالأطنان أمر مخجل !!
توالي الأخبار عن نائب معروف و ضبطه بحالات غريبة ( مخمورا ... مقامرا...طاشش مع صاحبته المخمورة أيضا) و لا يخجل عشيبته و ينظب أمر مخجل حد الخزي!!.
طريقة التعامل مع أموال ضمان المواطنين بشكل يدعو للريبة و القلق أمر مخجل.
عدم حجب الثقة عن الحكومة لا لضعف أو سوء الاداء و إنما كعقوبة لها لأنها أول حكومة تجاهر بالكذب علنا و دون خجل ، أمر مخجل مرتين لأن لا المجلس سيفعلها و لا الحكومة ستتوقف!!!
ختاما ، لا داعي للتعريج على ملفات الفساد، و سجلات قضايا النواب و التباطؤ في الإصلاح ، ربما هذه تحتاج لتصنيف آخر فلقد كانت سابقا تندرج تحت باب ( مخجل)!!