الطبقة العاملة تحتفل بعيدها
فهمي الكتوت
جو 24 : احتفلت الطبقة العاملة في الأول من أيار -عيد العمال العالمي، بالمسيرات والمهرجانات الغاضبة لتجدد رفضها للاستغلال الذي تتعرض له من نتائج سياسات الليبرالية المتوحشة واقتصاد السوق المنفلت. فقد انطلقت المسيرات العمالية في مختلف المدن والعواصم العالمية، وقد شهدت عمان مسيرة حاشدة نظمها اتحاد الشيوعيين رفعت شعارات وطنية واجتماعية، من أبرزها رفض التدخل الأميركي في الأزمة السورية، ورفض استخدام الأردن ممرا للعدوان على القطر الشقيق. كما هتف العمال مطالبين بتحرير الاقتصاد الوطني من التبعية والتمسك بحق الأردنيين بثرواته الوطنية في مواجهة ما يعرف بسياسة التخاصية، والدفاع عن لقمة عيش الفقراء، في ظل الارتفاع المتواصل للأسعار وانهيار القيمة الفعلية للأجور، مطالبين بحق العمال بالعمل. وقد ألقى كل من د. منير حمارنة، الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني، و د. حيدر رشيد، رئيس النقابة العامة للعاملين في المصارف والتأمين والمحاسبة، كلمات أكدا فيها التمسك بحقوق العمال، والدفاع عن القضايا الوطنية وطرح سياسة اقتصادية جديدة تتضمن مشروعا تنمويا يضع باعتباره استثمار ثروات البلاد وتوفير فرص عمل، والتصدي للجشع والاستغلال، بعيدا عن املاءات صندوق النقد والبنك الدوليين.
ويأتي عيد العمال هذا العام في ظل تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي ما يزيد من بؤس وآلام الطبقة العاملة والكادحين عامة، حيث دفع العمال العرب ثمن السياسات الرعناء التي فرضها النظام العربي، من التفرد بالسلطة ومصادرة الحريات العامة، واستشراء الفساد واغراق البلدان العربية بالمديونية والخضوع لاملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين. وقد استثمر أعداء الأمة تداعيات الثورات الشعبية العربية في محاولة لاحتوائها. أما الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال يعاني من أبشع أنواع القهر الطبقي والقومي، من الاستيطان وتهويد الأراضي وأسر خيرة أبنائه الذين يخوضون معارك المعد الخاوية، وفي طليعتهم الاسير البطل سامر العيساوي، صاحب أطول اضراب عن الطعام الذي انتصر أخيرا على جلاديه.
فالعمال والكادحون والمهمشون العرب يدفعون ثمن سياسات الفساد والاستبداد، فقد كشفت منظمة العمل العربية أن نسبة البطالة في الوطن العربي تقدر بحوالي 16% وهي مرشحة إلى الازدياد،. كما أكدت المنظمة أن سوء الأحوال المعيشية للعمال العرب في العديد من الدول العربية مثل مصر وتونس ولبنان والسودان وفلسطين المحتلة، دفعت الكثير منهم للهجرة بحثا عن فرص عمل أفضل وتحسين مستوى حياتهم، الأمر الذي أوقع حوالي 600 ألف عامل مهاجر ضحايا الاتجار والاعتداء والعمل الإجباري والاستغلال الجنسي. إن الطبقة العاملة التي فجرت الثورات الشعبية في عدد من الأقطار العربية ضد نظم الفساد والاستبداد وسياسات الليبرالية الجديدة التي أدخلت الوطن العربي في أزمة حادة، فهي قادرة على تصويب المسار وقيادة النضال من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
عالميا استقبلت الطبقة العاملة الأول من أيار باحتفالات ومهرجانات ومسيرات عبرت من خلالها عن رفضها لنهج الطغم المالية والاحتكارات الرأسمالية بتحميل العمال والفقراء نتائج الأزمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها الاقتصاد الرأسمالي، بفرض سياسات انكماشية، بخفض الأجور وزيادة الضرائب، ورفع سن التقاعد، والغاء العديد من المكاسب العمالية التي تحققت عبر مئات السنين. اضافة إلى فصل ملايين العمال عن العمل وارتفاع معدلات البطالة التي تعتبر من أخطر مظاهر الأزمة الاقتصادية العالمية. وقد شهدت معظم الدول الرأسمالية خلال العام الماضي مظاهرات واضرابات احتجاجية على سياسات التقشف وفي مقدمتها اليونان وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا، حيث أسهمت هذه السياسات بتعميق الأزمة ودخول معظم اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي في مرحلة الانكماش الاقتصادي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة، وقد سجل عدد العاطلين من العمل في فرنسا 3.2 مليون عامل وفي إسبانيا 6.2 مليون عامل لترتفع نسبة البطالة في رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو إلى 27% ، كما بلغت نسبة العاطلين من العمل بين الشباب في أوروبا حوالي 24%. وتعتبر هذه الحصيلة النتيجة الطبيعية لتحميل الطبقة العاملة وفقراء العالم عبء الأزمة الاقتصادية. الأمر الذي أدى الى اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء. ففي الوقت الذي تعاني الطبقة العاملة من سياسة التقشف والفقر والاملاق ارتفعت ثروة الأغنياء حيث تشير مجلة "فوربس" أن ثروة (1428) ملياردير ازدادت من (4.6) تريليون دولار إلى (5.4) تريليون خلال العام الأخير. (العرب اليوم)
f.katout@alarabalyawm.net
ويأتي عيد العمال هذا العام في ظل تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي ما يزيد من بؤس وآلام الطبقة العاملة والكادحين عامة، حيث دفع العمال العرب ثمن السياسات الرعناء التي فرضها النظام العربي، من التفرد بالسلطة ومصادرة الحريات العامة، واستشراء الفساد واغراق البلدان العربية بالمديونية والخضوع لاملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين. وقد استثمر أعداء الأمة تداعيات الثورات الشعبية العربية في محاولة لاحتوائها. أما الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال يعاني من أبشع أنواع القهر الطبقي والقومي، من الاستيطان وتهويد الأراضي وأسر خيرة أبنائه الذين يخوضون معارك المعد الخاوية، وفي طليعتهم الاسير البطل سامر العيساوي، صاحب أطول اضراب عن الطعام الذي انتصر أخيرا على جلاديه.
فالعمال والكادحون والمهمشون العرب يدفعون ثمن سياسات الفساد والاستبداد، فقد كشفت منظمة العمل العربية أن نسبة البطالة في الوطن العربي تقدر بحوالي 16% وهي مرشحة إلى الازدياد،. كما أكدت المنظمة أن سوء الأحوال المعيشية للعمال العرب في العديد من الدول العربية مثل مصر وتونس ولبنان والسودان وفلسطين المحتلة، دفعت الكثير منهم للهجرة بحثا عن فرص عمل أفضل وتحسين مستوى حياتهم، الأمر الذي أوقع حوالي 600 ألف عامل مهاجر ضحايا الاتجار والاعتداء والعمل الإجباري والاستغلال الجنسي. إن الطبقة العاملة التي فجرت الثورات الشعبية في عدد من الأقطار العربية ضد نظم الفساد والاستبداد وسياسات الليبرالية الجديدة التي أدخلت الوطن العربي في أزمة حادة، فهي قادرة على تصويب المسار وقيادة النضال من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
عالميا استقبلت الطبقة العاملة الأول من أيار باحتفالات ومهرجانات ومسيرات عبرت من خلالها عن رفضها لنهج الطغم المالية والاحتكارات الرأسمالية بتحميل العمال والفقراء نتائج الأزمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها الاقتصاد الرأسمالي، بفرض سياسات انكماشية، بخفض الأجور وزيادة الضرائب، ورفع سن التقاعد، والغاء العديد من المكاسب العمالية التي تحققت عبر مئات السنين. اضافة إلى فصل ملايين العمال عن العمل وارتفاع معدلات البطالة التي تعتبر من أخطر مظاهر الأزمة الاقتصادية العالمية. وقد شهدت معظم الدول الرأسمالية خلال العام الماضي مظاهرات واضرابات احتجاجية على سياسات التقشف وفي مقدمتها اليونان وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا، حيث أسهمت هذه السياسات بتعميق الأزمة ودخول معظم اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي في مرحلة الانكماش الاقتصادي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة، وقد سجل عدد العاطلين من العمل في فرنسا 3.2 مليون عامل وفي إسبانيا 6.2 مليون عامل لترتفع نسبة البطالة في رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو إلى 27% ، كما بلغت نسبة العاطلين من العمل بين الشباب في أوروبا حوالي 24%. وتعتبر هذه الحصيلة النتيجة الطبيعية لتحميل الطبقة العاملة وفقراء العالم عبء الأزمة الاقتصادية. الأمر الذي أدى الى اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء. ففي الوقت الذي تعاني الطبقة العاملة من سياسة التقشف والفقر والاملاق ارتفعت ثروة الأغنياء حيث تشير مجلة "فوربس" أن ثروة (1428) ملياردير ازدادت من (4.6) تريليون دولار إلى (5.4) تريليون خلال العام الأخير. (العرب اليوم)
f.katout@alarabalyawm.net