2025-01-08 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

التفكير الجمعي

نايف المحيسن
جو 24 : في بلدنا يعيش كل واحد منا حالة فردية مقيتة تجعله أنانيا ذاتياً لا يهمه ما حوله الا ذاته.

لماذا تنجح المجتمعات الديمقراطية الاخرى لأن حياتهم جميعها مرتبطة بالجماعة والتفكير للجماعة ويعتبرون أن الحياة للجميع عكسنا تماما فكل واحد منا يعتقد أن الحياة له وحده حتى انه قد يكون هناك من يعتقدون ان الجنة ستكون من نصيبهم وحدهم لأن أنانيتهم تجعلهم يعتقدون انهم هم الصح والكل غلط.

الاحزاب السياسية ضعيفة لدينا لأن هناك من يعتقد أن افراداً فيها يسعون لتحقيق مصالح فردية على حسابهم وحتى داخل الاحزاب قد تجد ذلك حقيقة فالقيادات تحتكر كل شيء وحتى التمويل الحكومي الذي يدفع لها يتحكم فيه عدد قليل جداً من الافراد وفي الاحزاب الاكبر تجد قياداتها ينتفعون بما لديها من موارد على حساب الحزب نفسه.

أن كنت موظفاً او عاملاً وشعرت أن هناك غبنا لحق بك واعترضت على ذلك باسمك وباسم غيرك فلا يسمحون لك ذلك فاول ما يخاطبك المسؤول ارجو أن تتكلم عن نفسك ما الك في غيرك.

حالة الاستفراد حالة متأصلة ومتجذرة فينا ونحن من عززنا لأنانيتنا المفرطة لاعتقادنا أن الانانية قوة وهي بالعكس تكون قمة الضعف فاكثر ضعف في الدنيا أن تكون انت مع ذاتك وحدك لا أن يكون الاخرون معك واكبر قوة لمن يرغب القوة أن يكون الجميع معه وأن يصهر نفسه من خلال الجميع.

هناك مقولات نتداولها وهي من اسوا المقولات نعكسها على حياتنا لجعل التفكير الجمعي انعكاسا لحالة ضعف وليس لحالة قوة عندما تقول «الموت مع الجماعة رحمة» وهناك المثل الذي يقول «حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس».

هذا هو تفكير الجماعة لدينا والذي نعيش حالته الان فنحن نربط هذا التفكير بما هو سيئ في المجتمع وعندما نصل الى حالة الاحباط المتعززة من انانيتنا لتقول حط رأسك(...) او الموت مع الجماعة(...) فنحن نعرف اهمية التقاء الجماعة وحسن تفكيرهم إن كانوا مع بعضهم البعض وندرك أن الفردية قاتلة؛ فلذلك عندما نصل الى اسوأ حالات الضعف في حياتنا نبحث عن القوة عندما تضعف ولا نبحث عن معالجة الضعف لنصل الى القوة فلماذا نوصل أنفسنا الى الاحباط طالما نعرف اننا عندما نصل الى الاحباط نبحث عن الجماعة لمساندة.

الحراك الدائر في الشارع الان يعتبر حالة جديدة داعمة للتفكير الجمعي ونتمنى أن يتعزز ذلك بالبحث عن أطر صحيحة وسليمة لمستقبل واعد لهذا الحراك ليكون منقذاً لنا من فرديتنا المقيتة التي لا نشعر فيها الا من خلال أنانيتنا والتي غالباً ما نفشل في تحقيق ما نصبوا اليه من خلال الفردية وان نجحنا فقد ننجح في حالة ونفشل في حالات كثيرة في حين ان كنا جماعة فغالباً ما ننجح في ما نطالب به لان الجماعة ان طالبت يحسب حسابها والفرد ان طالب لا يحسب له حساب الا اذا لجأ لطرق ملتوية.
الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير